الخميس 3 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 نهاية تنظيم الإرهاب

نهاية تنظيم الإرهاب

لو لم يكن من مآثر ٣٠ يونيه إلا القضاء على جماعة الإرهاب لكفاها ذلك فخرًا، ولو لم يكن لها من إنجاز سوى القضاء على الخلايا الإرهابية المتشظية والخارجة من قلب تنظيم الجماعة الإرهابية لكفاها ذلك إنجازًا، وعلى عكس ما انخدع كثيرون فإن حكم الجماعة الإرهابية لم يكن فقط هو ذلك العام التعيس الذى صعد فيه مندوب الجماعة لسدة الحكم فى مصر، ولم يكن فقط مدة العامين وخمسة أشهر التى صعد فيها نفوذ الجماعة السياسى منذ أحداث الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١ وحتى صدور بيان ٣يوليو التاريخى العظيم بحضور ممثلى الأمة المصرية ورموزها، بل إن أمر هيمنة هذه الجماعة وتسللها لمفاصل الحياة فى مصر كانت تسبق تاريخ خلعها فى يونيو العظيم بعقود طويلة، هيمنت فيها على مفاصل الاقتصاد والإعلام والمساجد والخطابة واشترت قطاعات واسعة من النخبة المصرية إلا من استمسك بعروة الوطن الوثقى وأعرض عن إغراءات الإرهاب وجماعته ومموليه.



 لقد علا شأن جماعة الإرهاب التى هزمتها ثورة ٣٠يونيه منذ بداية السبعينيات حين استغلت رغبة الرئيس السادات فى مزيد من الانفتاح واجتهاده السياسى الخاطئ بموازنة تيارات اليسار وقتها بالجماعات الدينية وفى القلب منها جماعة الإرهاب التى أقنعه قادتها أنهم تابوا عن القتل والنسف والتفجير باسم الدين، ويعلم الله أنهم كانوا وما زالوا كاذبين، لقد استغلت الجماعة هذا التسامح الذى أبداه الرئيس السادات عقب نصر أكتوبر المجيد فانتشرت مثل خلية سرطانية خبيثة لا يجدى معها دواء ولا توقفها جراحة، ورغم انتباه الرئيس السادات لخطر تدفئة الثعابين بعد أربع سنوات فقط من إخراجه لأعضائها من السجون، إلا أنه لم يتمكن من مواجهة شر هذه الجماعة، ولا من تدارك خطأه، فكان مصيره الاغتيال على أيدى أعضاء فى هذه الجماعة أطلقوا على أنفسهم تسمية أخرى على سبيل الخداع وذر الرماد فى العيون والإبقاء على جسد الجماعة الأم حاضنة الإرهاب، ولم يكن أمام خليفة الرئيس السادات سوى مزيد من المهادنة لهذه الجماعة الخبيثة بعد أن أظهرت قدرتها على التآمر وإثارة الفوضى والقتل والترويع، فشهدت سنوات الثمانينيات مزيدًا من التمكين السياسى لهذه الجماعة من خلال السيطرة على الاتحادات الطلابية ونوادى أعضاء هيئة التدريس والنقابات المهنية والتسلل لعضوية مجلس الشعب لدورتين متتاليتين والتمكين الاقتصادى من خلال شركات توظيف الأموال التى لم تكن سوى الذراع الاقتصادية لجماعة الإرهاب وللأسف عمل فى خدمتها مسئولون كبار فى زمن الرئيس مبارك.

 وكان من المريب أن يكتب كتاب كبار من المحسوبين على الدولة مقالات فى مدح سيد قطب صاحب بذرة التكفير وحسن البنا واضع بذرة الإرهاب، ولم تكن هذه الكتابات المشبوهة فى كبرى الصحف القومية بعيدًا عن تمويل تقدمه دول ثرية لهذه الجماعة وأنصارها من أجل إضعاف الدولة المصرية وتشويه تاريخها القريب والبعيد معًا، وكان من أثر هذا التهاون فى مواجهة جماعة الشر أن مدت جذورًا خبيثة فى التربة المصرية، وتقدمت لتحتل المواقع التى تتراجع فيها الدولة عن خدمة الناس، وقدمت نفسها -كذبًا -لأجهزة المخابرات الغربية كبديل للدولة الوطنية المصرية، واستمرت تنخر كالسوس فى جسد المجتمع حتى كان الانهيار والفوضى فى ٢٥يناير وما تلاها ..حيث سرقت الجماعة الحدث ثم سرقت السياسة ثم سرقت كرسى الرئاسة لكنها لم تستطع أن تسرق مصر .. وهذه عظمة ثورة ٣٠يونيه حيث كان جيش مصر العظيم حارسًا لمقدرات الوطن ولمؤسسات الدولة وحاميًا لإرادة الشعب الذى أنجب مقاتلين ورجال هذا الجيش العظيم وهكذا حمت القوات المسلحة غضب المصريين المتراكم من جماعة الشر هذه ووقفت القوة النبيلة والشريفة فى مواجهة قوة الإرهاب والبلطجة ومحاولات جر مصر إلى حرب أهلية وفق مخططات وضعت فى الخارج وتم تنفيذها فى دول شقيقة، وهكذا اقتلعت ثورة الثلاثين من يونيو جماعة الشر والإرهاب لتختفى معها ظواهر خبيثة صنعتها هذه الجماعة وروجت لها تحت مسميات مثل الفتنة الطائفية، وتفكير الأدباء، وتحريم الفن، ومقاطعة البنوك الوطنية، وتجريم السياحة، وغير ذلكً من مفاهيم هدامة اختفت باختفاء هذه الجماعة العميلة.

لذلك نحن مدينون لثورة الثلاثين من يونيو ولذلك يجب أن نحتفل بها وأن نؤكد على أهدافها النبيلة يومًا بعد يوم وعامًا بعد عام ..كل عام ونحن طيبون بمناسبة هذه الثورة النبيلة.