السبت 19 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر تقود مسار التنمية وتطويق النزاعات من «مالابو»

فى رسالة واضحة، بأن «القاهرة» ركيزة إفريقيا الثابتة وصوتها الحى فى عالم يشهد الكثير من التحديات، شارك السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أعمال قمة «آلية التنسيق مع الشركاء الدوليين»، التى انعقدت فى العاصمة الغينية «مالابو»، وسط حضور رفيع المستوى من قادة القارة وشركاء التنمية الدوليين، وممثلين عن المؤسسات الدولية. 



 زيارة الرئيس، جاءت كحلقة جديدة فى سلسلة طويلة من التحركات المصرية داخل القارة السمراء، تكشف عن تحول نوعى فى الاستراتيجية المصرية تجاه إفريقيا منذ توليه إدارة شئون البلاد، إذ لم تعد «القاهرة» شريكًا فاعلًا فقط، بل باتت تمارس دورًا قياديًا فى ملفات التكامل والتنمية والاستقرار، وفى هذا الإطار أكد خبراء لـ«روزاليوسف»، أن قمة «مالابو» لم تكن مجرد مناسبة بروتوكولية، بل محطة استراتيجية تُرسخ مكانة مصر كقائد إقليمى حقيقى فى إفريقيا، يتحدث بلغة المصالح المشتركة، ويقترح حلولًا واقعية، ويستند لرصيد ضخم من العلاقات والتاريخ والخبرة، وذلك من خلال حضورها النشط فى ملفات الاقتصاد، والأمن، وبناء القدرات. 

من جانبه وصف السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الإفريقية، القمة بأنها بالغة الأهمية من حيث التوقيت والمضمون، خاصة فى ظل التحديات التى تعصف بعدد من دول القارة، مؤكدًا أن الرئيس السيسى يولى أهمية قصوى لاحتواء الأزمات السياسية والأمنية، مثل غياب الحكومات الفعالة، والتى تتطلب تنسيقًا عالى المستوى. 

 أبرز ما طرحه «السيسى»، بحسب حليمة، هو مبادرة «الإنذار المبكر للنزاعات»، وهى رؤية مصرية تُعلى من قيمة التنبؤ الاستراتيجى لتفادى الأزمات قبل انفجارها، ولا تقتصر على النزاعات المسلحة، بل تشمل أيضًا مسببات عدم الاستقرار مثل الأزمات المناخية والاقتصادية. 

«حليمة»، أشار إلى أن مصر أكدت ضرورة بناء شراكات دولية عادلة مع إفريقيا، تُراعى الخصوصيات الثقافية والاجتماعية وتبتعد عن منطق الإملاء الخارجى، فى وقت تُعزز فيه «القاهرة» جهودها لتفعيل المنطقة الحرة القارية، التى كانت من أبرز إنجازات مصر حين ترأس «السيسى» الاتحاد الإفريقى عام 2019. 

فيما يرى اللواء محمد عبد الواحد، خبير الأمن القومى والشئون الإفريقية، أن مشاركة الرئيس تعكس ثوابت السياسة المصرية فى القارة التى تتمثل فى دعم الاستقرار، وتعزيز السلم، وتكريس مبدأ «الحلول الإفريقية للمشكلات الإفريقية»، مشددًا على أن هذه المشاركة تأتى فى ظل رئاسة مصر لقطاع شمال إفريقيا، ورئاستها للجنة التوجيهية لوكالة التنمية الإفريقية «نيباد» وهو ما يمنحها موقعًا محوريًا فى صياغة أجندة التنمية الإفريقية 2063. 

 «عبدالواحد» لفت إلى أن مصر من أبرز الداعمين لمبادرة إسكات البنادق، ووجودها فى هذه القمم ليس مجرد حضور شكلى بل يمثل التزامًا سياسيًا واستراتيجيًا تجاه القارة، موضحًا أن اللقاءات الثنائية على هامش القمة تمثل نافذة لتعزيز العلاقات متعددة الأطراف بين مصر ودول القارة على الصعيدين الأمنى والاقتصادى. 

 فى سياق متصل، شدد الدكتور محمد عبدالغفار، رئيس المجلس الاقتصادى الإفريقى ورئيس مفوضية عموم إفريقيا العالمية، على عمق العلاقات التاريخية بين مصر والقارة، مشيرًا إلى أن الدور المصرى لا يمكن تجاهله أو التقليل من شأنه، وهو ما تؤكده خطوات السيسى منذ توليه الحكم. 

 «عبدالغفار»، وصف مصر بأنها «القلب النابض لإفريقيا» ليس فقط على مستوى التاريخ المشترك، بل فى واقعها الحديث، حيث دعمت القاهرة الكوادر الإفريقية، وشاركت فى بناء القدرات الوطنية فى قطاعات متعددة مثل القضاء، التعليم، الزراعة، والصحة، عبر الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع إفريقيا، علاوة على أن العلاقات «المصرية - الغينية» خير نموذج على التكامل الثنائى، حيث تشهد تطورًا فى مجالات البنية التحتية، والنقل، والطاقة، والصحة، بدعم من القطاعين العام والخاص.