الخميس 11 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إسرائيل تغتال «الكلمة» وتقمع الحقيقة

فى اليوم الـ 689 من حرب الإبادة على قطاع غزة المحاصر، يواصل جيش الاحتلال قصف الأحياء السكنية ونقاط توزيع المساعدات، وتدمير البنية التحتية والصحية، بالإضافة إلى استهداف كل من يحاول نقل الحقيقة وما يقوم به الاحتلال من مجازر بحق الفلسطينيين، ليرتفع عدد الصحفيين الذين تم اغتيالهم منذ بدء الحرب إلى نحو 245 صحفيًا.



ويأتى تطويق الاحتلال لغزة ضمن 3 محاور من الشمال مرورًا بالشرق حتى الغرب، واستخدام الاحتلال روبوتات مفخخة لنسف المبانى ومسح القطاع بشكل كامل، مع التعزيز بقوات الاحتلال لتضييق الخناق بشكل ممنهج، واعتماد خطة عسكرية متكاملة الأركان لقتل وتدمير ما تبقَّى من القطاع بمباركة الكنيست ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وفى سابقة هى الأولى فى الشرق الأوسط أعلنت الأمم المتحدة رسميًا المجاعة فى قطاع غزة، حيث كشف «توم فليتشر»، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية عن أن المجاعة فى غزة ينبغى أن تؤرِّق الجميع، خاصة أنه كان من الممكن تفاديها بالكامل لو لم تُمنَع الأمم المتحدة بشكل ممنهج من إدخال المساعدات الغذائية.

بدوره حذَّر نبيل أبوردينة، الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية، من سياسة الاحتلال غير المسئولة، التى تهدف إلى توتير المنطقة بالكامل واستمرار العدوان على قطاع غزة واستمرار حرب الإبادة والتجويع ومواصلة الاستيطان، مطالبًا المجتمع الدولى والإدارة الأمريكية بضرورة تحمُّل الاحتلال نتيجة ما يقوم به فى المنطقة وما يسببه من فوضى فى المنطقة بأسرها.

وفى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف»، قال إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامى الحكومى فى قطاع غزة: إن الاحتلال دمَّر المنظومة الصحية فى غزة والشمال، وعطَّل الحياة بشكل عام، ودمَّر البنية التحتية، وأفرغ المدينة من خدماتها الصحية، مؤكدًا أن ما يحدث فى قطاع غزة لم نشهده منذ عقود، حيث يمثِّل استهداف المنظومة الصحية انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى، منوهًا إلى أن تهديدات الاحتلال باجتياح غزة استمرار لمسلسل التطهير العرقى الممنهج من قبل جيش الاحتلال، حيث يضم قطاع غزة الآن أكثر من 1.3 مليون إنسان، بينهم 500 ألف طفل، ما يهدد بكارثة إنسانية وشيكة.

أيضًا، شدد جهاد الحرازين، عضو حركة فتح وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، على أن الاحتلال مستمر فى تجاهل المجتمع الدولى وجميع التحذيرات بشأن وقف الحرب واستهداف المدنيين، والسماح بدخول المساعدات بشكل طبيعى، منوهًا إلى أن ممارسات الاحتلال غير الأخلاقية أودت بحياة الآلاف من أبناء شعبنا، من خلال إصراره على مواصلة عدوانه الشامل على الفلسطينيين، التى كان آخرها ما جرى من استهداف واضح للصحفيين والمصورين الذين ينشرون فظائع الاحتلال على الشاشات، وكان آخرهم استشهاد 5 صحفيين، بينهم المصور محمد سلامة، والمصوران حسام المصرى ومعاذ أبوطه، والصحفية مريم أبودقة، منوهًا إلى أن هناك خطة وسياسة واضحة للاحتلال فى استهداف كل كائن حى داخل القطاع دون التمييز بين مسن وشاب وسيدة وحتى الأطفال الرضَّع، الذين يعانون من نقص الخدمات الطبية والغذائية.

«500 ألف شخص يواجهون جوعًا كارثيًا».. كانت هذه أبرز تصريحات الدكتور خليل الدقران، المتحدث باسم الصحة الفلسطينية فى قطاع غزة، بعد أشهر من التحذيرات بشأن الوضع الإنسانى وانتشار الجوع فى القطاع نتيجة حصار جيش الاحتلال المحكم للقطاع، مؤكدًا أن مدينة غزة –التى تغطى نحو 20% من قطاع غزة– تشهد مجاعة مميتة لم يشهدها الشرق الأوسط من قبل، خاصة أن نحو 514 ألفًا أى ما يقرب من ربع سكان قطاع غزة، يعانون المجاعة، وأن هذا العدد سيرتفع إلى 641 ألفًا بحلول نهاية سبتمبر.

وقال الدقران فى تصريحات لـ«روزاليوسف»: إن المجاعة تسيطر على القطاع، حيث ارتفع عدد شهداء المجاعة إلى 227 شهيدًا، من بينهم 103 أطفال، مؤكدًا أن حصار الاحتلال لشعب أعزل لا مبرر له، فى وقت تعجز فيه الكوادر الطبية عن القيام بواجبها تجاه المصابين والجرحى، منوهًا إلى أن الوضع الصحى فى قطاع غزة مدمر بالكامل، وخصوصًا مع إحكام الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية.