
أيمن عبد المجيد
الدفعة «1» إناث طب القوات المسلحة.. ميلاد الأمل وتعزيز القدرة
الزمان: 29 يوليو 2018.. المكان: جامعة القاهرة.. الحدث: فعالية اسأل الرئيس بالمؤتمر الوطنى السادس للشباب.
تشرفت بحضور فعاليات هذا المؤتمر والاستماع لردود الرئيس عبدالفتاح السيسى، على أسئلة الشباب، وكان من بينها فى المحور الخاص بقضايا المرأة المصرية سؤال له دلالته البليغة بعثت به الطالبة مروة رءوف أحمد ابنة محافظة المنيا.
مروة تسأل الرئيس: متى يُسمح للفتيات بالالتحاق بالقوات المسلحة والشرطة ونرى الفتيات مقاتلات طيارين وعضوات بالنيابة العسكرية؟ مروة حينها كانت فى السنة الأولى بالجامعة.
ابتسم الرئيس عبدالفتاح السيسى، مشيدًا بدور المرأة المصرية وقدراتها الفائقة، مشيرًا إلى أن هذا الأمر موضع دراسة، وأن تنفيذه يتطلب تجهيزات واستعدادات، موجهًا حديثه للطالبة: «المشكلة عندنا إحنا استعداداتنا وليس إمكانياتكم، أنا لا أجامل، الحقيقة أن المرأة المصرية أثبتت أنها لا تقل بل تزيد».
الأحد الماضى، كنت شاهدًا على تحقيق حلم الكثير من فتيات مصر، وميلاد الأمل فى صرح عسكرى عملاق يضيف إلى القطاع الأكاديمى العلمى صرحا طبيا جديدا، ويحقق طموح فتيات مصر.
كان مؤتمرًا صحفيًا بالأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية الجديدة، داخل الكيان مركز قيادة الدولة الاستراتيجى، دلالات المكان والحدث، يعكسان القيمة المضافة لحضارة البنيان وبناء الإنسان، فى جمهورية جديدة تسعى لبلوغ مستقبل أكثر إشراقًا.
أعلن الفريق أشرف سالم زاهر مدير الأكاديمية العسكرية المصرية، مدير مكتب تنسيق القبول بالكليات العسكرية، «أنه تنفيذًا لطموحات أبنائنا وبناتنا بشأن فتح باب الالتحاق بكلية الطب بالقوات المسلحة وجه السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ببحث المطالب والعمل على تنفيذها بما يخدم المجتمع ويحقق تطلعاته».
واستجابت القوات المسلحة المصرية، بعد استكمال التجهيزات، ليولد الحلم لآلاف الطلاب والأسر المصرية، ليعلن الفريق زاهر بحضور كلٍ من اللواء طبيب محمد سعد حجازى مدير إدارة الخدمات الطبية، واللواء طبيب أيمن شوقى مدير كلية الطب بالقوات المسلحة، ميلاد صرح طبى جديد، وقبول الدفعة رقم «1» إناث طب القوات المسلحة بالصفة العسكرية، والدفعة رقم «1» إناث وذكور طب القوات المسلحة بالصفة المدنية.
وهو حدث بالغ الأهمية، فهى الفرصة الأولى المزدوجة:
■ الفرصة الأولى للفتيات المصريات تلبى طموح الالتحاق بالقوات المسلحة المصرية من الثانوية العامة، عبر كلية الطب العسكرى، بالصفة العسكرية، التى تعد الخريجات للالتحاق بالخدمة فى القطاع الطبى بالقوات المسلحة، لتبدأ حياتها العملية طبيبة برتبة ملازم أول.
■ الفرصة الثانية الأولى من نوعها للفتيات والشباب، للالتحاق بكلية الطب العسكرى بالصفة المدنية، فيحصلون على مزايا الدراسة بالطب العسكرى من كفاءة علمية وإمكانيات وانضباط الدراسة بالكليات العسكرية، فيما يحصل الخريج على بكالوريوس الطب والجراحة، وشهادة الامتياز عند اجتيازه وترخيص مزاولة المهنة، ليمارس عمله فى الحياة المدنية، مثل خريجى كليات الطب المدنية.
وبناء على تصديق الفريق أول عبدالمجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وتيسيرًا على راغبى الالتحاق بالطب العسكرى يبدأ تسجيل البيانات عبر الصفحة الرسمية والموقع الرسمى لتلقى الطلبات، السبت 25 وحتى الاثنين 29 سبتمبر، ويبدأ سحب الملفات من الأكاديمية العسكرية من 22 سبتمبر وحتى الأول من أكتوبر المقبل، للحاصلين على 87% بحد أدنى من خريجى الثانوية العامة والأزهرية وما يعادلها عامى 2025 و2024م.
سؤال قد يراود طالب التحق بالجامعة العام الماضى، هل يحق لى التقدم للطب العسكرى؟ نعم حال انطباق الشروط واجتياز الاختبارات، وقد تسأل فتاة التحقت بكلية طب حكومية أو أهلية أو خاصة ونجحت فى السنة الماضية.. هل يجوز لى الالتحاق بالطب العسكرى، وهل أفقد عامًا من عمرى؟
الإجابة.. تستطيع الفتاة خريجة الثانوية عام 2024، التقدم للطب العسكرى وحال كونها اجتازت السنة الأولى للطب بإحدى الجامعات المدنية بنجاح، فإنها عند قبولها بالطب العسكرى تلتحق بالسنة الثانية.
تكون الدراسة بالنسبة للإناث والذكور بالصفة المدنية، بكلية الطب العسكرى بمدينة نصر، والدراسة داخلية، باستثناء الخميس والجمعة أجازة للطلاب يمكن قضاؤها مع الأسرة.
وفى اعتقادى أن هذه الخطوة بالغة الأهمية للأسباب التالية:
١- تعزير القدرة الطبية للقوات المسلحة المصرية، بما يخدم متطلبات الجيش المصرى والشعب المصرى سواء فى المستشفيات العسكرية أو المدنية.
٢- إتاحة الفرصة للفتيات المصريات لتحقيق حلم الالتحاق بالقوات المسلحة من الثانوية العامة أسوة بزملائهم الشباب، فى مجال أُعد جيدًا لاستقبالهن والاستفادة من قدراتهن.
٣- قبول الدفعة الأولى من الإناث والذكور للدراسة فى كلية الطب العسكرى بالصفة المدنية، يسهم فى تعزيز قدرة المنظومة الصحية المدنية بإمدادها بكوادر احترافية تربت على الانضباط فى المؤسسة العسكرية.
٤- الحد الأدنى للقبول 87% ما يمكن آلاف الطلاب الذين لم يسعفهم التنسيق الالتحاق بالطب بالجامعات الحكومية من تحقيق طموحهم بالالتحاق بكلية عالية الكفاءة العلمية والانضباط.
٥- قبول دفعات بالطب العسكرى بالصفة العسكرية يعزز قدرة القوات المسلحة التى تمثل مخزونا استراتيجيا يدعم المجتمع المدنى فى الأزمات الطارئة، وجائحة كورونا نموذجًا.
٦- قبول دفعات للدراسة بالطب العسكرى بالصفة المدنية، يسهم فى معالجة عدة ثغرات أهمها إمداد الحياة المدنية بمنتج طبى يعالج ضعف مستويات التأهيل فى بعض كليات الطب الخاصة، ومن ثم يقدم كفاءات مؤهلة لخدمة المواطن فى المنشآت الطبية.
٧- قيمة مضافة جديدة تزيد من عدد خريجى الطب لمعالجة نقص عدد الأطباء مقارنة بعدد سكان مصر وضيوفها، الناجم عن سفر نحو 60% من الخريجين للعمل بالخارج.
8- الحياة المنضبطة خلال سبع سنوات دراسة شاملة عامى الامتياز، تؤهل الأطباء الدارسين بالصفة المدنية، لنقل تجربة الانضباط للحياة العملية.
حفظ الله مصر ووفق أبناءنا الأعزاء