الخميس 25 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سكرتير الوفد يشكو العقاد للنحاس باشا!

سكرتير الوفد يشكو العقاد للنحاس باشا!

رفضت السيدة روزاليوسف الانصياع إلى تهديد الوفد لها، وظل «مصطفى النحاس» باشا إلى آخر لحظة يأمل أن تتراجع روزاليوسف عن عنادها وتتوقف عن مواجهة حكومة نسيم باشا وعندما طلب عدد كبير من أعضاء الهيئة الوفدية وكبار الوفديين من النحاس أن يعلن أن جريدة روزاليوسف لا تمثل الوفد، طلب النحاس أن يتخذ مثل هذا القرار، فلعل المشرفين على تحريرها يرجعون عن غيهم ويثوبون إلى رشدهم!



لكن روزاليوسف وعباس العقاد ومحمود عزمى واصلوا المعركة دفاعا عن الدستور.

وهكذا لم يجد النحاس مفرا من اتخاذ قرار الهيئة الوفدية بأن روزاليوسف لا تمثل الوفد فى شىء ولا صلة لها به فى اجتماعها يوم 28 سبتمبر 1935.

أما ما كان يجرى داخل الوفد وكبار قادته فقد رواه مصطفى النحاس باشا فى مذكراته «ربع قرن من السياسة فى مصر» فيكتب قائلا:

استأنفت نشاطى بعد أن زالت الوعكة تماما - التهاب فى الحنجرة - وقد جاءنى مكرم عبيد سكرتير الوفد - متألما وعليه أثار الغضب الشديد لأن «عباس العقاد» كتب مقالا فى روزاليوسف اليومية فيه تعريض بالوفد وبه خاصة، وأخذ يكيل السباب لتوفيق دياب وصحيفته المأجورة وأستأذن فى أن يرد على «العقاد» فوافقته!

ولكنى اقترحت عليه ألا يكون الرد فى «الجهاد» حتى لا يؤول تأويلا سيئا ويحسن أن ينشره فى «كوكب الشرق» ولكن مكرم اعترض بأنها ليست منتشرة فقلت له خاطب توفيق دياب بأن ينقل ما تكتبه فى الجهاد».

ظهرت كوكب الشرق وفيها مقال بقلم «مكرم عبيد» عنوانه «آخرة العقاد» - حقيقة الكاتب وما كتب - والحق إنه كان مقالا بليغا فند فيه كل اتهامات العقاد والتعريض الذى كتبه، وقد وضع النقاط على الحروف، وقد نقلته الجهاد كما اقترحت.

وقرر النحاس باشا أن يخوض المعركة ضد روزاليوسف ليس على صفحات جريدة الجهاد بل علانية، وفى اليوم التالى لصدور قرار فصل روزاليوسف وكان النحاس يحضر حفل تكريمه من شباب الإسكندرية الوفديين وقال:

والحق أن الوفد لم يكن عابثا عندما اتخذ بالأمس قراره الحكيم بنبذ تلك الجريدة التى كانت تعمل دائبة على هذا التفريق الخبيث وتسعى جهدها إلى بذر بذور الفتنة والشقاق فضلا عما اجترأت عليه من الطعن فى هيئة «وفدكم» ومكانة «زعامتكم» ويسرنى ما سمعته الليلة من إنكم يقظون منتبهون تعملون على تنفيذ قرار الوفد ومقاطعة تلك الجريدة بكل ما فيكم من قوة!

وفى اليوم التالى أقام المحامون بالمحاكم المختلطة احتفالا للنحاس باشا قال فيه:

لن يعبأ الوفد بمن يخرجون عليه أو ينسلون منه فإنما هم فى قلوبهم مرض، وخروجهم تطهير للصفوف لتبقى قضية البلاد نقية بماء الإخلاص والإيمان المكين بغير التفات إلى أى مصلحة ذاتية أو غاية شخصية.

وللذكريات بقية..