مصر قادرة بأبنائها ومبدعيها

أحمد رزق
كعادة الفن العظيم.. يولد من رحم
الصعب.. فكان الثأر المصرى من العدو أصعب ما واجهه المصريون.. ولأن مصر قادرة بأبنائها العظام أن يحيلوا الهزيمة إلى نصر - الذى لم يكن مجرد فوز فى معركة بل كان درسا أليما للعدو لن ينساه - وثقة كاملة فى شعب وقيادة.
كموجات الهجوم على طول خط المواجهة ظهرت أمواج من الفن العظيم للتشكيليين المصريين الذين أظهروا بإحساس وطنى خالص فرحتهم بالفوز المجيد بلوحات عاشت وتجددت جيلا بعد جيل ليأصلوا ويوثقوا تاريخ العسكرية المشرف.
لعل الدكتور أحمد نوار أستاذ التصوير بكلية الفنون الجميلة رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق أبرز مثال للفنانين الذين أثروا الحياة التشكيلية بلوحات وطنية خالدة.. وهو الفنان المقاتل الذى شارك كجندى فى حرب السادس من أكتوبر وعايش يوميات صعبة وكان سلاحه المزدوج - الريشة والسلاح - فجاءت لوحاته مشعة بروح عظمة شعب.
وكان للنحات المصرى الكبير جمال السجينى مشاركة عظيمة فى الأعمال الفنية الخاصة بالحرب بتمثال ميدانى من البرونز عبر فيه عن العبور وما تبعه من ثورة شعبية عارمة، وساهم الكثير من الفنانين فى سنوات ما بعد 73 من عظمة وصمود الشعب المصرى فى مواجهة العدوان مثل الفنانين حامد عويس والذى عبرت معظم لوحاته عن يوميات الشعب المصرى البسيط وأحلامه وكفاحه من أجل حياة كريمة وجاءت لوحته «الحارس الأمين» أصدق تعبير عن جميع طوائف المجتمع والذى يحميه فلاح بملامح مصرية قحة بملابس العامل وبيده سلاح يحمى به الوطن بجميع فئاته.
ويوسف سيده وغيرهم الكثير والذين كان للانتصار العظيم دور هام فى مخاض فنى كان وما زال متجددا على الدوام.
لم ينحسر الفن على كبار الفنانين التشكيليين بل أمتد كطوفان هادر فملأت أشكال الفنون جميع ربوع الوطن وامتدت داخل ميادينه وشوارعه لتملأ الرسوم الملونة جدران البيوت ويتغنى الشعب بفنانيه وموسيقي بأغان وطنية صادقة جاءت بشكل تلقائى عقب النصر العظيم ليحفظها أبناء مصر وتوارثها أجيال بعد أجيال.. وعلى نغمات «السمسمية» تغنى أبناء مدن القناة بكلمات الكفاح والنضال والذى دفعوا فيه - كباقى أبناء الوطن - الغالى من دماء أبنائه:
بحر يا وابور واسرع بى
لأجل أحمى بلادنا البحرية
ع يهددوا بأساطيل
والغواص والطيايير
أما إحنا فمعانا معين
وح نقابل رب كريم
ونجاهد فى الحرية
انتصار السادس من أكتوبر سيظل باقيا فى وجدان المصريين معيارًا أساسيًا لمصر القوية القادرة بأيدى أبنائها ونصرًا خالدًا وتحذيرًا صارمًا فى وجه كل من يحاول العبث بمقدرات شعب عظيم.