الخميس 9 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«العقاد» يهاجم أصنام من خزف؟

«العقاد» يهاجم أصنام من خزف؟

أعلن الوفد فى بيانه إلى الأمة أن جريدة «روزاليوسف» لا تمثل الوفد فى شىء ولا صلة لها به وكان ذلك فى الاجتماع العاجل برياسة مصطفى النحاس يوم 28 سبتمبر سنة 1935.



وكان من الطبيعى أن ينتظر الناس ماذا سيكون رد فعل الأستاذ عباس محمود العقاد والتى تسببت مقالاته فى نشوب المعركة بين روز اليوسف والحكومة والوفد.

كتب العقاد فى جريدة روزاليوسف اليومية مقالا بعنوان: «شكر واجب إلى الأمة الساهرة»، جاء فيه: مادام فى الأمة من يسمع الحق ففيها من يقوله، وما دامت فيها كلمة الحق ففيها الحرية وفيها الاستقلال بمعناه، وأن احتجبت إلى حين مراسمه ومزاياه !

ليس أصعب من الاستقلال على أمة يصعب فيها استقلال الأفراد، وقد لعن الله قومًا ضاع الحق بينهم، واللعنة قرينة الذل والاستعباد.

ويمضى مقال العقاد قائلا: ناجينا بأنفسنا  أو تأبى علينا الأمة إلا أن نكون كذلك أو نكون من المنبوذين عندها إلى يوم الدين، إذن لنكون من المنبوذين عندها إلى يوم الدين، فذلك خير من حقارة فى أعيننا نحن، ويشرف مدخول فى أعين الآخرين المخدوعين الغافلين.

جازفنا بالسمعة والغنيمة فى كفة واحدة ولا مجازفة ولا عناء، ولكن الأمة لم تنبذنا ولم تستمع إلى أباطيل الهازلين من حولنا، بل علمت أننا واقفون صامدون حيث كنا، وأن الهاذلين المبطلين هم المتغيرون، وأنهم هم القائلون اليوم ما كان يقولونه خصومنا وخصومهم الأقدمون منذ حين، فأصغت إلينا وأقبلت ثم أقبلت علينا وثبتت دعائم اليقين من نفوسنا، وعلمتنا حين بادرت بتأييدنا أننا مسبوقون ولسنا سابقين.

لقد كنا نحسب أننا مقدمون على هول فإذا نحن مقدمون على أمان، وكنا نحسب إننا نصارع الجبابرة فإذا نحن قد صرعنا أصنامًا من الخرف لا تقوى على لمس اليدين وكنا نكبر ما هجمنا عليه فقد صغر ما هجمنا عليه وما نحسبنا بآسفين .

وفاء للأمة الساهرة على ما حققت من ظننا، إنا لها لشاكرون، وإنا على العهد لمثابرون، وموعدنا الغد باستئناف ما بدأنا من حساب لمن لا يحسبون حساب الوطن والناس والغد قريب وقريب مثله النصر المبين.

وليس سراً أن السفارة البريطانية فى مصر كانت تتابع معركة روزاليوسف والعقاد مع الوفد وزعامته، وفى دراسة د.یونان لبيب رزق عن حوادث سنة 1935 فى مصر على ضوء الوثائق البريطانية، ويشير تقرير للمستر «كيلى» القائم بأعمال المندوب السامى البريطانى فى مصر إلى اللقاء العاصف بين النحاس باشا وعباس العقاد حيث أبلغ فيه زعيم الوفد عباس العقاد أنه لا يقبل استمرار هذا الهجوم على الوزارة وأنه لولا معونة الوفد لما تمكنت الصحيفة من الاستمرار فى الصدور وطالبه بالعودة إلى الخط السياسى للحزب! 

يبدو أن العقاد اتخذ موقفاً حازماً واتهم النحاس بفرض آرائه الشخصية على جماهير الحزب!

وانتهت المقابلة والرجلان يتبادلان الاتهامات وقد صرح «مكرم عبيد» فى اليوم التالى بأن الوفد قرر إعطاء الصحيفة مهلة ثلاثة أيام لتغيير موقفها!

ولم تأبه روزاليوسف بذلك بل أنها تحولت إلى الزعامة الوفدية نفسها وعلى رأسها «النحاس» و«مكرم» تتهمهما ببيع أنفسهم إلى البريطانيين!

ويقول التقرير أيضا:  العقاد كاتب محبوب للغاية خصوصًا بين الطلاب وتجد كتاباته أشد الرواج بين الشبان المتطرفين.

وللذكريات بقية!!