الرئيس السيسى يشيد بجهود ترامب لوقف إطلاق النار ويدعوه لزيارة مصر

أحمد قنديل
وجه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، عدة رسائل للداخل والخارج فى كلمته صباح الأربعاء، خلال حضوره احتفال أكاديمية الشرطة بمناسبة يوم الخريجين لعام 2025.
وصرّح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن السيد الرئيس حرص، فور وصوله إلى أكاديمية الشرطة، على المرور أمام منصات الحضور من أهالى الخريجين لتحيتهم، حيث كان فى استقبال سيادته اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، واللواء دكتور نضال يوسف مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة، الذى ألقى كلمة فى بداية الاحتفال بهذه المناسبة، قدّم فى نهايتها هدية تذكارية للسيد الرئيس على هيئة مجسم لمبنى الأكاديمية.
أضاف السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى، أن برنامج الاحتفال تضمن عروضًا رياضية أظهرت مهارات الكفاءة البدنية والدفاع عن النفس، تلتها عروض تدريبية قتالية، واستعراضات لخيالة كلية الشرطة، ومركبات هيئة الشرطة، وتجهيزات قوات المهام الخاصة، ثم العرض العسكرى العام، ومراسم تسليم وتسلم القيادة، وحلف يمين الولاء.
وأشار المتحدث الرسمى إلى أن السيد الرئيس قلد نوط الامتياز من الدرجة الثانية لأوائل الخريجين من طلبة كلية الشرطة، والطلبة الوافدين، والحاصلين على شهادة الليسانس فى الحقوق، والطالبات الحاصلات على بكالوريوس التربية الرياضية، وطلبة قسم الضباط المتخصصين، وطلبة كلية الدراسات العليا، بالإضافة إلى الطلبة الوافدين الدارسين بمركز بحوث الشرطة. كما ألقى اللواء محمود توفيق وزير الداخلية كلمة بهذه المناسبة، واختُتم الاحتفال بكلمة ألقاها السيد الرئيس، استهلها «بالتأكيد على ضرورة حمد الله على كل يوم يمر بأمان وسلام على وطننا العزيز مصر»، موجّهًا خالص التهنئة إلى أكاديمية الشرطة بمناسبة مرور خمسين عامًا على تأسيسها.
ودعا السيد الرئيس أكاديمية الشرطة والأكاديمية العسكرية المصرية إلى دراسة إمكانية إتاحة الفرصة لطلاب الجامعات المصرية للتعايش لمدة أسبوع أو أكثر مع إخوانهم من أبناء الشرطة والجيش، وذلك فى إطار تطوير الأداء وتعزيز روح التآخى بين مؤسسات الدولة والشعب.
أيضًا وجّه السيد الرئيس التحية والتقدير إلى الأسر التى قدّمت أبناءها لخدمة الوطن، كما وجّه رسالة إلى الخريجين والخريجات مفادها أنهم يتحملون مسؤولية عظيمة بعد تأهيلهم وتدريبهم، وهى حماية أمن وسلامة الوطن، وبالتالى يتعين أن يكونوا قدوة لأبناء الشعب، متمنيًا لهم كل النجاح والتوفيق فى أداء مهامهم.
ووجّه السيد الرئيس رسالة طمأنة إلى الشعب المصرى بشأن الأوضاع الداخلية والخارجية، موضحًا أنه «رغم المرحلة الصعبة التى تمر بها منطقتنا، فإن الأمور فى مصر تسير على خير بفضل الله أولًا، ثم بفضل الشعب المصرى العظيم. وأخذًا فى الاعتبار أن مصر قد واجهت منذ عام ٢٠١٣ وحتى الآن ظروفًا قاسية وإرهابًا عنيفًا، إلا أنه تم التمكن من هزيمة الإرهاب وتجاوز الظروف بفضل الله وأبناء مصر من الجيش والشرطة والأجهزة المعنية.»
وفى السياق ذاته، أكد السيد الرئيس أن أى تهديد لا ينبغى أن يثير قلق المصريين، طالما أنهم جميعًا متحدون، مشيرًا إلى أنه يمكن تجاوز كل تحدٍ والتصدى لكل خطر، داعيًا المصريين إلى الحفاظ على ترابطهم، ومؤكدًا أن الصبر والصلابة هما السبيل لتجاوز أى أزمة.
وبالنسبة للوضع الاقتصادى، أشار السيد الرئيس إلى أن المؤشرات تتحسن باستمرار، وأنه لا توجد دولة تخلو من التحديات، وأن دور الشباب هو إحداث التغيير الإيجابى فى جميع المجالات، مؤكدًا مجددًا أنه رغم الظروف المحيطة، فإن موقف مصر الاقتصادى يشهد تحسنًا ملحوظًا.
وفيما يتعلق بالوضع الخارجى، أشار السيد الرئيس إلى مرور عامين على اندلاع حرب غزة، وأنها حرب قاسية تمر بها المنطقة، وخاصة فى قطاع غزة، مؤكدًا أن مصر كانت دائمًا حريصة على التفاعل الإيجابى مع القضية الفلسطينية، وتبذل جهودًا كبيرة فى هذا الشأن، موضحًا أن مدينة شرم الشيخ تستضيف حاليًا مفاوضات تهدف إلى إنهاء الحرب.
فى السياق ذاته، أعرب السيد الرئيس عن تقديره واحترامه الشديد للرئيس ترامب على إرادته الحقيقية فى إنهاء الحرب، مؤكدًا دعم مصر لكل جهد يُبذل من أجل إيجاد حل. وأوضح فى هذا الصدد أن وفدًا قد وصل من الولايات المتحدة للقاء وفود من مصر وقطر وإسرائيل وحماس فى إطار هذه الجولة من المفاوضات لوقف الحرب فى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن المبعوثين الأمريكيين جاءوا برسالة واضحة من الرئيس ترامب لإنهاء الحرب خلال هذه الجولة، مشددًا على ضرورة اغتنام هذه الفرصة.
ووجّه السيد الرئيس فى كلمته رسالة إلى الرئيس ترامب، مطالبًا إياه بالاستمرار فى دعمه وإرادته لإنهاء الحرب، ودعاه، فى حال التوصل إلى اتفاق، للحضور إلى مصر لتوقيع اتفاق إنهاء الحرب، خاصة مع اهتمام العالم كله بإنهاء الحرب، وإدخال المساعدات، والإفراج عن الرهائن، وبدء عملية الإعمار لصالح شعب غزة والشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية.
وأكد السيد الرئيس اعتزازه الشديد بالرئيس ترامب وبإرادته القوية فى إرسال مبعوثين بتكليف واضح لإنهاء الحرب، متمنيًا للجميع التوفيق.
وفى رسالة من السيد الرئيس إلى الشعب المصرى، وجّه سيادته كل الشكر والتقدير للمصريين، مضيفًا أنهم شعب أصيل وكريم، وأن القادم أفضل بإذن الله، وأنه لا يمكن لأحد أن يُلحق الضرر بمصر طالما أن المصريين جميعًا على قلب رجل واحد.
وأشار المتحدث الرسمى إلى أنه عقب انتهاء الرئيس من كلمته، تم عزف «سلام الشهيد»، ثم السلام الوطنى لجمهورية مصر العربية. وعقب الاحتفال، تناول الرئيس وجبة الإفطار بمشاركة كبار المدعوين، حيث تبادل معهم الحديث حول تطورات الأوضاع الداخلية ومستجدات الأوضاع الإقليمية.