الأحد 26 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الثوابتة: الاحتلال لم يلتزم بوقف العدوان.. و البرش: استلمنا 135 جثة تظهر عليها آثار سرقة أعضاء

انتهاكات إسرائيلية لاتفاقية السلام

انتهاك واضح وصريح من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلى عقب الانتهاء من تسليم الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس، فى خطوةٍ مبيّتة لخرق قرارات اتفاقية السلام التى تم توقيعها بعد مقترح من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.



ويأتى هذا التصعيد بعد إعلان وسائل إعلام إسرائيلية أن سلاح الجو شنَّ غاراتٍ على مناطق فى رفح وجباليا إثر تبادلٍ لإطلاق النار، كما دعا وزير الأمن القومى «بن غفير» إلى استئناف القتال، فى وقتٍ عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مشاوراتٍ أمنيةً عاجلة مع وزير الدفاع ومسئولى الجيش.

المكتب الإعلامى الحكومى بقطاع غزة يوضح أن الاحتلال الإسرائيلى ارتكب، منذ الإعلان عن انتهاء الحرب على قطاع غزة، سلسلةً من الخروقات المتكرّرة بلغت 80 خرقًا موثّقًا.

وتنوّعت هذه الخروقات بين جرائم إطلاق النار المباشر على المواطنين، وجرائم القصف والاستهداف المتعمّد، وتنفيذ أحزمةٍ نارية، واعتقال عددٍ من المدنيين.

المكتب يشير إلى أن هذه الاعتداءات نُفِّذت باستخدام الآليات العسكرية والدبابات المتمركزة على أطراف الأحياء السكنية، والرافعات الإلكترونية المزوّدة بأجهزة استشعار واستهداف عن بُعد، إضافةً إلى الطائرات الحربية المقاتلة والطائرات المسيّرة «الكواد كابتر».

ويبيّن إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب، أن هذه الخروقات تمّ رصدها فى جميع محافظات قطاع غزة دون استثناء، مما يؤكد أن الاحتلال لم يلتزم بوقف العدوان.

ونتيجةً لتلك الخروقات، فقد منذ توقيع قرار وقف الحرب 97 شهيدًا، وأُصيب 230 مواطنًا بجراحٍ متفاوتة جراء اعتداءات الاحتلال الإسرائيلى المتواصلة. 

من جانبه، يؤكد أستاذ العلوم السياسية أسامة شعث غياب آلية مراقبةٍ واضحةٍ بين الطرفين يجعل احتمالات الخروقات قائمةً فى أى لحظة.

ويرى شعث أن هذا النوع من الصراعات الطويلة والمعقّدة يظلّ عرضةً لتبادل الاتهامات بين الجانبين، إذ يسعى كل طرفٍ إلى إلقاء مسئولية خرق الهدنة على الآخر.

وفى مشهدٍ أصاب العالم بصدمةٍ كبرى، عقب تسليم الاحتلال الإسرائيلى جثامين الأسرى الفلسطينيين التى بدت عليها آثار التعذيب والسلخ واختفاء الأعضاء، ظهرت الممارسات الإسرائيلية بحق جثامين الأسرى الفلسطينيين.

وتُظهر صور جثامين الأسرى آثارًا واضحة للتعذيب والتنكيل والتكبيل والإعدام الميدانى والحرق والتشويه.

يقول مدير المكتب الإعلامى الحكومى فى قطاع غزة، فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف»، إن جيش الاحتلال يقوم بسرقة أعضاء من جثامين الفلسطينيين، داعيًا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية.

ويضيف أن الانتهاكات لم تتوقف، بل لا تزال سلطات الاحتلال تمارسها بحق الأسرى الأحياء، وتجاوزتها إلى جثامين الشهداء المحتجزة لديه، حيث ظهرت عليها آثار التعذيب والتنكيل.

ويشير إلى أن 45 جثة تم استلامها من قبل جيش الاحتلال عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، موضحًا أن الفحوصات الرسمية والوقائع الميدانية تُظهر أن الاحتلال ارتكب جرائم قتلٍ وإعدامات ميدانية وتعذيبا ممنهجًا بحق عددٍ كبير من الشهداء.

وفى تصريحاته لـ«روزاليوسف» قال د. منير البرش مدير عام وزارة الصحة فى غزة إن حال الأسرى الفلسطينيين فى خطرٍ حقيقى، وذلك بعد أن استلمت الوزارة 135 جثة من جيش الاحتلال، يظهر عليها بوضوح علامات سرقة الأعضاء، ووجود أجزاء مفقودة من العديد من الجثامين، بما فى ذلك العيون والقرنيات وأعضاء أخرى.

ويُردف البرش أن عدم وجود الإمكانيات الكافية لإجراء فحص الـDNA يجعل من الصعب جدًا التعرف على هذه الجثث المشوّهة، فى حين كان من المفترض أن يضع جيش الاحتلال بطاقة تعريف على كل جثة، لأنه كان قد أجرى بالفعل هذا التحليل وقت اعتقال هؤلاء الشهداء، لكنه قرّر أن يجعل الأمر غامضًا وصعبًا للغاية.

ويكشف البرش أن سبع جثث فقط تم التعرف عليها، حيث استطاعت مجموعة من الأهالى تمييزها بفضل علامات بارزة ظلت موجودة رغم هذا الكم الكبير من التعذيب، أما باقى الجثامين الـ135 فحالتها سيئة للغاية بسبب التشويه الكامل وفقدان أطرافٍ أو أعضاءٍ داخلية.

يختتم البرش حديثه قائلًا:

«لقد أُعيدوا إلينا وهم مقيدون كالحيوانات، معصوبو الأعين، وعليهم آثار تعذيبٍ وحروقٍ بشعة».