السبت 8 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تجاوز المليار مشاهد

أصداء الافتتاح تجوب وسائل إعلام العالم ولا تزال مستمرة

احتفت وسائل الإعلام العالمية عبر المقروءة والمرئية والمسموعة وعبر مواقعها الرقمية بحفل الافتتاح المذهل للمتحف المصرى الكبير، وأجمعت الآراء على أن هذا الحدث التاريخى هو الاحتفال الأهم فى القرن الحادى والعشرين، ووصفت المتحف بالتحفة المعمارية والثقافية التى تجسد عظمة الحضارة المصرية القديمة وروعة مصر الحديثة، ناهيك عن أن تسليط الضوء على الافتتاح حقق رواجًا للمقاصد السياحية المصرية بـ«المجان»، دون تحمل الدولة أى أعباء اقتصادية.



وكانت الهيئة العامة للاستعلامات، قد رصدت نحو 705 مقالات وتقارير إعلامية عن افتتاح المتحف فى أهم الصحف والمواقع العالمية، فضلًا عن تناول 215 وسيلة إعلام دولية هذا الحدث التاريخى. 

ونقل كثير من وسائل الإعلام عن وكالات «رويترز» و«أ ف ب» و«أسوشيتد برس» وصفه لاحتفالية الافتتاح بأنها تتويج لرحلة استمرت عقدين من الزمن، تغلبت فيها مصر على تحديات هائلة، من التحديات السياسية إلى جائحة كورونا والحروب الإقليمية والعالمية.

واهتمت وسائل الإعلام بالتفاصيل المبهرة وأجواء الحفل التى حرصت وكالات الأنباء على نقلها، من الأوركسترا العالمية والغناء النوبى وملابس العازفين والفنانين وأضواء الليزر التى رسمت ملوك مصر وفرحة المصريين بالألعاب النارية.

واشنطن بوست

من الصحف الأمريكية التى أبرزت الحدث، صحيفة «واشنطن بوست»، التى وصفت الحفل بالعرض المبهر المتقن الذى ضم الرموز الفرعونية واستعراضًا ضوئيًا بالليزر والطائرات المسيرة، يصور الآلهة القديمة والأهرامات فى السماء، أطلقت خلاله مصر المتحف المصرى الكبير الذى طال انتظاره.

واعتبرت أن الحفل المهيب يعكس عظمة التاريخ الفرعونى وروعة مصر الحديثة.

وأضافت الصحيفة أن المتحف يقع على مقربة من أهرامات الجيزة وأبو الهول، ويمثل حجر الزاوية فى خطة الدولة لإعادة تنشيط قطاع السياحة واستقطاب العملة الصعبة لدعم الاقتصاد الوطنى.

نيويورك بوست

وبعنوان «مصر تزيح الستار عن أكبر متحف فى العالم مخصص لحضارة واحدة»، تناولت صحيفة «نيويورك بوست» حفل الافتتاح، وأشارت إلى مشاركة كبار الشخصيات من جميع أنحاء العالم فى الاحتفال.

وقالت الصحيفة: «يُعد المتحف أحد المشاريع العملاقة العديدة التى افتتحت مؤخرًا فى مصر، بما فى ذلك مطار سفنكس الدولى الجديد».

وأكدت أن المتحف يتميز بواجهة زجاجية مثلثة شاهقة تضاهى الأهرامات،

ودرج ضخم من ستة طوابق تصطف على جانبيه تماثيل أثرية، وجسر يربطه بالأهرامات، ما يسمح للسياح بالتنقل بينهما سيرًا على الأقدام أو بالسيارات الكهربائية.

الإعلام البريطانى والآثار المنهوبة

وحظى المتحف بتغطية موسعة من وسائل الإعلام البريطانية، إذ وصفت شبكة «بى بى سي» الاحتفال بقولها: «بالقرب من إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة - الهرم الأكبر خوفو فى الجيزة - افتتحت مصر رسميًا ما اعتبرته معلمًا ثقافيًا بارزًا فى العصر الحديث».

وركزت الشبكة فى تحقيق موسع على أهمية المتحف فى تدشين عصر ذهبى جديد لعلم المصريات والسياحة الثقافية.

وأبرزت مجلة «التايمز» البريطانية الافتتاح الأسطورى للمتحف، واصفة إياه بالهرم الرابع الضخم الذى يضم فى مجمع كبير 100 ألف قطعة أثرية من 30 أسرة من مصر القديمة.

واحتفت صحيفة «الجارديان» بالمتحف الضخم باعتباره أكبر منشأة أثرية فى العالم مخصصة لحضارة واحدة، واستعرضت ما يضمه بين جنباته من مساحة العرض الدائمة، ومتحف للأطفال، ومرافق للمؤتمرات والتعليم، ومنطقة تجارية، ومركز كبير للترميم. كما أن القاعات مزودة بتقنيات متطورة وتضم عروضًا متعددة الوسائط، بما فى ذلك عروض الواقع المدمج، لإبراز تراث المتحف الخالد مع إبداع القرن الحادى والعشرين للأجيال الجديدة.

صحف فرنسا وقوة مصر الناعمة

اهتمت وسائل الإعلام الفرنسية بدورها بهذا الحدث الثقافى، الذى وصفته بأنه أكبر حدث ثقافى تشهده مصر فى القرن الحادى والعشرين، يجمع بين الفخر الوطنى والرغبة فى توظيف التاريخ لتعزيز الاقتصاد والقوة الناعمة المصرية.

ووفقًا لصحيفة «L,Opinion» الباريسية، فإن الافتتاح استعراض مصرى للقوة وتعزيز للسياحة، يدشن فصلًا جديدًا من تاريخ الحضارة المصرية، مؤكدة أنه من المنتظر أن يصبح المتحف الكبير مركزًا ثقافيًا وعلميًا دوليًا رائدًا، يسهم فى تعزيز الترويج السياحى لمصر.

وأقرت الصحيفة بعودة التدفق السياحى إلى مصر بعد سنوات من عدم الاستقرار السياسى فى البلاد، وانتهاء الوباء العالمى لعام 2020.

كما رأت صحيفة «La Croix» أن حفل الافتتاح المذهل للمتحف نقلة نوعية سياسية وحدثًا ثقافيًا بارزًا للبلاد، تم إعداده ليكون واجهة دولية وأداةً للقوة الناعمة.

ونقل مراسل الصحيفة من القاهرة أجواء احتفال المصريين على ضفاف النيل.

بينما توقعت صحيفة «Le Monde» أن يصبح المتحف أحد أكثر الوجهات زيارة فى العالم، متوقعة أن يجذب نحو خمسة ملايين زائر سنويًا، واستلهمت لحظة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون قبل قرن، معتبرة أن مصر تعيش لحظة تاريخية تضاهيها.

إيطاليا وملك المتاحف العالمية

ونصبت الصحف الإيطالية المتحف المصرى «ملكًا لمتاحف العالم»، حيث اعتبرته هيئة الإذاعة والتليفزيون الإيطالية الرسمية «RAI» الأكبر فى العالم، إذ تبلغ مساحته ضعف مساحة متحف اللوفر، وضعف ونصف مساحة المتحف البريطانى.

وهو ما أكدته صحيفة «كورييرى ديلا سيرا»، وهى الصحيفة الأبرز فى إيطاليا، حيث ذكرت أن المتحف يتفوق على متحف اللوفر رغم أنه يعرض آثار حضارة واحدة، وقدمت الصحيفة صورة رائعة للمتحف المصرى الجديد، واصفة إياه بأكبر استثمار ثقافى فى إفريقيا.

واهتمت صحيفة «لا ريبوبليكا» بأبرز معروضات المتحف، مثل تمثال رمسيس الثانى العملاق المستقبل للزوار فى بهو مبنى المتحف، والقناع الذهبى لتوت عنخ آمون.

اهتمام دنماركى

وفى الدنمارك، اهتمت وسائل الإعلام بحفل افتتاح المتحف، إذ اقتبست صحيفة “Berlingske“ كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حفل الافتتاح: «وبينما نحتفل معًا بافتتاح المتحف المصرى الكبير، نكتب فصلًا جديدًا فى تاريخ الحاضر والمستقبل». وأبرزت مشاركة الملكة مارى ملكة الدنمارك ووزير الخارجية لارس لوك راسموسن فى حفل الافتتاح بدعوة رسمية من القيادة المصرية.. ونقلت عن آن هاسلوند هانسن، الباحثة البارزة فى علم المصريات فى المتحف الوطنى الدنماركى، أن المتحف يحتوى على كل ما يتوقعه زائر المتحف المعاصر، كما أن المعارض بين جنباته ستصاحبها أبحاث علمية جديدة. ووفقًا للباحثة، فإن المتحف يمثل رؤية جديدة كليًا لتوت عنخ آمون ومجموعته الأثرية.

تغطية يابانية

كما نال المتحف المصرى الكبير تغطية دائمة فى وسائل الإعلام اليابانية منذ بداية إنشائه حتى الافتتاح، واهتمت صحيفة «Sankei Shimbun» بجولة ملوك ورؤساء العالم فى المتحف عقب حفل الافتتاح، ونقلت حجم انبهارهم بالقناع الذهبى.

ونقلت عن الرئيس قوله فى كلمته بمناسبة الافتتاح: «لن ننسى أبدًا الدعم الهائل الذى تلقيناه من اليابان. سينقل هذا المتحف إلى يومنا هذا عظمة الشعب المصرى الذى بنى الأهرامات».

وأبرزت حرص اليابان على إرسال وفد رسمى يضم الأميرة أكيكو من ميكاسا، ومحافظة طوكيو يوريكو كويكى، ورئيس «جايكا» أكيهيكو تاناكا.

وسائل الإعلام الصينية

أما وسائل الإعلام الصينية، فقد عدت وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» افتتاح المتحف الكبير تعزيزًا للسياحة والاقتصاد فى مصر، موضحة أن هذا الصرح الثقافى، الذى طال انتظاره لسنوات، يضيف معلمًا عالميًا إلى ذخيرة التراث المصرى، ويرسخ مكانة البلاد على خريطة السياحة العالمية.

وبمناسبة حفل الافتتاح، شددت صحيفة «جلوبال تايمز» الصينية على ضرورة عودة القطع الأثرية المصرية التى تزين المتاحف العالمية البارزة، مثل رأس نفرتيتى وحجر رشيد والمومياوات.

مجلة «Discover» وتوت عنخ آمون

واهتمت أيضًا وسائل الإعلام المتخصصة فى العلوم بالافتتاح، حيث سلطت مجلة «Discover» العلمية الضوء على أربع قطع أثرية من مجموعة الملك توت عنخ آمون يستطيع السائح مشاهدتها فى المتحف الجديد.

وأشارت إلى أنه من بين أكثر القطع الأثرية إثارة للإعجاب، مقبرة الملك الشاب الذى بدأ حكمه فى التاسعة من عمره حتى العشرين تقريبًا (من عام 1332 قبل الميلاد إلى عام 1323 قبل الميلاد)، فى فترة ازدهار مصر القديمة. 

وأكدت أن المقبرة، التى اكتشفها عالم الآثار البريطانى هوارد كارتر لأول مرة عام 1922، من المقابر الفرعونية القليلة التى لم تتعرض للنهب قط.

وتعتبر المجلة قناع توت عنخ آمون أشهر قطعة من المجموعة، ثم مجموعة التوابيت الذهبية المتداخلة المطلية بالذهب والمزينة بنصوص جنائزية، ويؤكد «جوزيف دبليو فيجنر»، عالم المصريات فى جامعة بنسلفانيا، أنها كانت تضم مومياء الملك وتعكس الدور المهم الذى لعبه فى ذلك العصر.

ومن أهم المعروضات أيضًا العربات الملكية الست التى استخدمها الملك لأداء أدواره مثل الصيد والحرب، وعثر كارتر عليها فى الغرفة الأولى من المقبرة. وأخيرًا، العرش الذهبى لتوت عنخ آمون المزين بمشهد ملكى نادر له مع زوجته الملكة «عنخ إسن آمون».