عصام عبد الجواد
استحضار عظمة مصر
لم يكن افتتاح المتحف المصرى الكبير مجرد حدث عادى عند المصريين، بل كان أهم وأكبر من ذلك بكثير، فقد استحضر المصريون عظمة وقوة وأهمية مصر عبر التاريخ وشاهد العالم معجزة جديدة من معجزات الحضارة المصرية القديمة، وقد بناها المصريون فى العصر الحديث وهى معجزة بناء المتحف المصرى الكبير بهذا الشكل الفريد من نوعه ليصبح الهرم الرابع بعد هرم خوفو وخفرع ومنقرع بشكله الهندسى الفريد، وبما يحتويه من قطع أثرية نادرة تحكى حضارة 7 آلاف سنة، وهو يمثل نقطة تحول فى تاريخ مصر، وسيكون مركزًا عالميًا للبحث والتعليم والمعرفة يجمع بين الماضى والحاضر والمستقبل فى مكان واحد، وهو يحكى عظمة الإنسان المصرى القديم بتاريخه الطويل والإنسان المصرى الحديث بنظرته للمستقبل، وكيف استطاع أن يبنى ويشيد مثل هذا المتحف الذى يعد تحفة معمارية فنية عظيمة تبهر الزائر، كما تبهره الحضارة المصرية القديمة التى لم تكن حضارة حجر وصنم بل حضارة إيمان وضمير، فالمصرى القديم حين نحت المعابد وشيد المقابر كان يؤمن أن وراء هذا العالم حياة أخرى، وهو أيضا رسالة مصر إلى العالم أجمع تقول فيها هنا بدأت الحضارة وهنا ستبقى إلى الأبد، وأن المتحف المصرى الكبير لا يضم فقط أثارًا خالدة بل يعكس ملامح هويتنا المصرية الأصلية، ويعلمنا أن التقدم لا يتحقق إلا إذا احترمنا تاريخنا العظيم الذى يجعلنا أن نرفع هاماتنا عالية، وأننا كما نتحدث اليوم عن ماضٍ صنع المجد فإننا أيضا نتحدث عن الغد الذى يصنع الأمل.
افتتاح المتحف المصرى الكبير بهذا الشكل الذى أبهر العالم كله، وجعل وسائل الإعلام العالمية تسلط الأنظار عليه، وتتحدث عنه بأنه أهم حدث عالمى ثقافى فكرى إنسانى يتم تشييده بهذا الحجم، وبهذا الشكل الفريد من نوعه وتفرد له القنوات التليفزيونية والمواقع الإلكترونية والصحف مساحات شاسعة؛ لتحكى فيه للعالم مدى أهمية هذا المتحف الذى يجمع أكبر قطع آثارية لحضارة واحدة فى مكان واحد.
مصر تستطيع فهى التى حققت المعجزات فى الماضى، وتستطيع أن تحقق المعجزات فى الحاضر والمستقبل، مصر لديها عزيمة فولازية تستطيع أن تبهر العالم فى أى وقت وفى أى زمان مهما حاول الأعداء سواء كانوا أعداء الدم واللغة أو الأعداء من الأصدقاء رأوا ما تم عمله يوم الافتتاح، وحاولوا التقليل من شأن هذا الافتتاح العظيم الذى يتحدث عن عظمة الإنسان المصرى عبر التاريخ حتى يومنا هذا.
افتتاح المتحف المصرى هو افتتاح يليق بعظمة مصر ومكانتها، وهو يستحضر عظمة مصر عبر العصور وحتى وقتنا هذا وهو أيضا يؤكد المقولة الشهيرة بأن “مصر جاءت أولًا ثم جاء بعدها التاريخ”.
علينا جميعًا أن نفرح بهذا الحدث العظيم، وعلينا أن نفتخر بمصريتنا ونسعد فى أنفسنا بأننا ما زلنا قادرين على تحقيق المعجزات فى كل عصر وفى كل زمان، وعلينا ألا ننظر لهؤلاء الحاقدين الذين لا يتمنون لمصر الخير أبدًا، فنحن أكبر وأهم منهم مئات المرات، وعلينا أن نشكر كل من فكر وساهم وحفظ لهذا البناء العظيم.
حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا..






