من الفأس الحجرى إلى المسلة المعلقة.. 5300 قطعة أثرية تحكى حضارة وتاريخ الأجداد
خبراء: المتحف المصرى الكبير يحقق أرباحًا اقتصادية وسياسية
محمد السيد وزينب ميزار
على بُعد خطوات من أهرامات الجيزة، يتربع المتحف المصرى الكبير كأضخم متحف للآثار فى العالم، حاملًا بين جدرانه تاريخ الحضارة المصرية القديمة. المشروع الذى بدأت فكرته فى تسعينيات القرن الماضى، ووضع حجر أساسه عام 2002، شهد تجهيز الموقع فى مايو 2005، وإنشاء أكبر مركز ترميم آثار فى الشرق الأوسط عام 2006، ليصبح مكانًا لحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية.
التصميم المعمارى للمتحف يحاكى أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة، حيث تتقاطع لتشكل كتلة مخروطية فريدة.
المتحف، الذى يمتد على مساحة 500 ألف متر مربع، يضم المجموعة الكاملة لكنوز الملك الذهبى توت عنخ آمون، المعروضة لأول مرة فى مكان مخصص لها يضم أكثر من 5300 قطعة، إضافة إلى الدرج العظيم الذى يربط بين بهو المتحف وقاعات العرض الرئيسية ويعرض 87 قطعة أثرية لملوك وملكات مصر القديمة، والمسلة المعلقة التى تُعرض بتقنية عرض مبتكرة. كما يحتوى على مراكب الشمس، مركب خوفو الأولى والثانية، ومتحف مخصص للأطفال، مركز ترميم متطور، مكتبة متخصصة، مناطق تجارية، ومطاعم. وأقدم القطع الأثرية المعروضة هى الفأس الحجرى عمرها 7 آلاف سنة.
الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، يؤكد أن المتحف يمثل مشروعًا ثقافيًا وتعليميًا وسياحيًا فريدًا، يعكس حرص مصر على الحفاظ على آثارها ويحقق مكاسب سياسية واقتصادية وسياحية غير مسبوقة، مشيرًا إلى التعاون الدولى، بما فى ذلك مشاركة اليابان فى جهود الترميم.
من جانبه، يوضح الدكتور حسين عبدالبصير، أستاذ علم المصريات والمشرف الأسبق على المشروع، أن مصر هى الأصل فى تسلسل الحضارات، وأن المتحف يمثل مساحة مثالية لتحرير علم المصريات، وعرض رسائل علمية وتعليمية وثقافية وتكنولوجية تعكس عظمة مصر القديمة، ويعزز مكانتها كوجهة حضارية عالمية.
سمير عبدالوهاب، رئيس لجنة المرشدين السياحيين، يشير إلى أن افتتاح المتحف أثار فخر المصريين وأعاد إحياء الحرف اليدوية مثل الفخار والخيامية، ما يعزز الاقتصاد الوطنى ويوفر فرص عمل، مع ربط المتحف سياحيًا بين الأهرامات وسقارة ودهشور لتجربة متكاملة للزوار.
الدكتور محمد خليل، أستاذ الإعلام، يؤكد أن جمع القطع الأثرية فى متحف واحد يعكس مكانة مصر كوجهة سياحية مميزة ويعزز ريادتها فى إفريقيا، فيما يشير الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولى، إلى أن المتحف يدعم موقف مصر فى استرداد الآثار المنهوبة، ويشكل منصة للدبلوماسية الثقافية وتعزيز مكانتها الدولية.
أستاذ العلوم السياسية، د. طارق فهمى، يبرز أن افتتاح المتحف يعكس قدرة مصر على تنظيم فعاليات عالمية كبيرة ويعزز مكانتها السياسية والاقتصادية، مؤكدًا أن الحدث أكبر من كونه مجرد حفل، بل هو رسالة حضارية وسياسية للعالم.
الخبير الاقتصادى د. رشاد عبده يرى أن المتحف يعزز الإيرادات السياحية بالعملة الأجنبية، مع توقعات باستقبال ملايين السياح سنويًا، ما يضخ مليارات الدولارات فى الاقتصاد ويوفر آلاف الوظائف، ويؤكد أهمية دعم النقل الجوى والبنية التحتية السياحية.
د. زاهر الشقنقيرى، عضو مجلس الشيوخ، يشير إلى أن المتحف مشروع متكامل يعكس عمق الحضارة المصرية ويؤكد تكامل العمل داخل الدولة، ويشكل نقلة نوعية فى خريطة السياحة العالمية، بينما يعكس الفخر الشعبى بالحضارة المصرية ومكانتها بين شعوب العالم.










