عصام عبد الجواد
تدريس مادة السلوك مهم جدًا
الفرحة العارمة التى اجتاحت الشعب المصرى طوال الأسابيع الماضية لا توصف بمناسبة افتتاح المتحف المصرى الكبير، وجعلت المئات بل الآلاف يحضرون من كل محافظات مصر لدخول المتحف المصرى، وزيارة الأهرامات، الأمر الذى حدث معه تكدس رهيب فى أيام العطلات الرسمية، مما دعى الجهات المسئولة القائمة على إدارة المتحف أن تجعل الحجز للدخول فى أيام العطلات الرسمية سواء الأسبوعية أو الموسمية فقط عن طريق الحجز الإلكترونى، وهذا قرار صائب مائة فى المائة حتى لا يحدث تكدس رهيب كما حدث فى الأيام الأولى من افتتاح المتحف، لكن الحقيقة أن هذا الهجوم على المتحف بهذا الشكل من المصريين رغم أنه محمود ويجب علينا تشجيعه لكنه يحتاج إلى إعادة انضباط سلوك البعض منهم فهناك من حاول دخول المتحف أو زيارة الآثار فى الهرم وكأنه داخل مولد السيد البدوى أو مولد السيدة زينب، ومنهم من حضر من محافظات بعيدة وهو يحمل معه الدف أو المزمار البلدى، وهذا جائز خارج المتحف أو فى الأماكن الصحراوية الشاسعة خارج المتحف أو صحراء الهرم، لكن لا يجب أبدًا أن يكون بهذا الشكل العشوائى وغير المسئول، ويجب أن تكون هناك تعليمات مشددة على منع العبث باستخدام آلات التصوير فى كل مكان بشكل غير مسئول، وأن يمنع منعًا باتًا استخدام السلوك المنفرد مثلما حدث من الشاب الذى وقف أمام تمثال رمسيس يقرأ القرآن بصوت عال أمام السائحين، وترك كل آيات القرآن وأخذ يجود بصوت مرتفع للآيات التى تختص فرعون وكأنها رسالة للحاضرين بأن هذه التماثيل خاصة تمثال رمسيس هم من قوم فرعون سيدنا موسى، وهى مغالطة كبيرة وحسنًا فعلت الأجهزة المسئولة التى سارعت وألقت القبض عليه ليكون عبرة لغيره، لأن هذا المكان غير مخصص لقراءة القرآن الذى يقول فيه رب العزة «إذا قرأ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا»، وهذا ليس مكانًا للإنصات فيه خاصة أن هذا الشاب له تجارب سابقة فى المترو والمواصلات العامة والميادين والشوارع.
وعلى الجميع الالتزام بالهدوء وعدم استخدام الفلاش أثناء التصوير ومنع الطعام والمشروبات خاصة الساخنة منها، وضرورة إظهار إثبات الشخصية عند الطلب، كما يمنع التدخين ورفع اللافتات أو أى مواد خطرة مع السماح كما هو موجود الآن بالتصوير الفوتوغرافى والفيديوهات الشخصية فقط والالتزام بمسار الزيارة.
لكن الأهم من كل ذلك يجب تدريس مادة السلوك الشخصى لزيارة المتاحف والأماكن المقدسة والأثرية والأماكن العامة للأطفال منذ الصغر وبالتحديد من بداية المرحلة الابتدائية حتى يعرف الجميع أن زيارة المتاحف ليست رحلة ترفيهية يفعل فيها الإنسان أو المواطن ما يحلو له، بل هى رحلة ثقافية فى المقام الأول، وأحيانًا كثيرة تكون رحلة بحثية أو دراسية أو تنويرية تحكى عن الماضى الذى لا نعرفه، ويجب أن نفتخر به، حتى نقدم صورة سلوكية جميلة للزائرين من الأجانب، بأن شعب مصر واعٍ ومثقف ويحترم حضارته ويحافظ عليها.
حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا..










