الإثنين 8 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جماعة الإخوان الكدابين

الشائعات وتصديرالأزمات.. «أدوات بائسة» للتنظيم الإرهابى لإرباك الرأى العام

تشكل الشائعات أداة جماعة الإخوان الإرهابية الاستراتيجية، لتشويه إنجازات الدولة المصرية ورؤيتها فى نشر الوعى لدى المواطن، إذ تتوسع الجماعة بشكل ممنهج فى صناعة وتصدير الأزمات داخل المجتمعات العربية، فى محاولة بائسة منها لإرباك الرأى العام وعرقلة جهود الدولة فى مواجهة أفكارها المنحرفة، وقد زادت من وتيرة حملتها بعد أن اقتربت من دائرة التصنيف والمساءلة القانونية العالمية بعد التحرك الأمريكى بتصنيف العديد من فروعها كجماعات إرهابية، وهو ما سيشكل إضافة ضاغطة عليها تُفاقم من أزمتها الداخلية وعزلتها الدولية. 



الخبير فى شئون الجماعات المتطرفة حسام الحداد، اعتبر أن جماعة الإخوان تُعانى من حالة ارتباك داخلى خلال الفترة الأخيرة، بعد تصنيفها كجماعة إرهابية من قبل واشنطن، وهو ما سيدفعها لوضع استراتيجيات جديدة للشائعات تعتمد على تشويه أى محاولة إيجابية أو منجز فى الداخل المصرى، وذلك فى محاولة مستمية منها لتعويض تراجع حضورها السياسى والتنظيمى. 

وشدد على أن خطاب الشائعات لدى جماعة الإخوان، لم يعد مجرد نشاط عشوائى أو رد فعل على الأحداث اليومية، بل أصبح أسلوبا ممنهجا يستهدف الجمهور بشكل مباشر، فى محاولة بائسة لإعادة تشكيل إدراكه نحو الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الثقافية، ما يخلق لديه حالة إرباك مستمرة، يُشعر المواطن خلالها بأن هناك أزمة دائمة على خلاف ما هو موجود على أرض الواقع. 

وأشار إلى أن الجماعة تمر بأزمة داخلية حادة، تشمل انقسامات بين جناحى إسطنبول ولندن، وصراعًا على الشرعية القيادية، وتراجعًا كبيرًا فى التمويل والحاضنة الشعبية، وهو ما يدفعها دائما للجوء إلى تصدير أزمتها إلى المجتمع المصرى، عبر ضخ روايات مضللة، عن أزمة وهمية داخل جامعة بسبب تعيين فنان بها أو عدم مصداقية مسابقة على إحدي القنوات فى محاولة لتخفيف الضغط عن التنظيم نفسه، وإيجاد مساحة للظهور فى المشهد من جديد.

وقال الحداد: «يجب أن ندرك أن الإخوان يتعاملون مع الشائعة كمنتج إعلامى متكامل؛ تبدأ الصناعة من التقاط حدث صغير أو واقعة فردية، ثم يتم إخراجها من سياقها الطبيعى وإضافة معلومات مختلقة أو استنتاجات غير صحيحة، قبل أن تتولى اللجان الإلكترونية نشرها على نطاق واسع ويُعاد تدوير الشائعة نفسها عبر عشرات الصفحات المجهولة وقنوات تبث من الخارج، بحيث تتضخم فى ساعات معدودة وتبدو كأنها حقيقة ثابتة، حيث تركز الجماعة على الشائعات الاقتصادية التى تستغل حساسية المواطنين تجاه الأسعار والدعم والخدمات، والشائعات المجتمعية التى تبالغ فى أى حادث فردى بهدف الإيحاء بوجود خلل شامل والشائعات التى تستهدف علاقات الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، كما أنها تستفيد من «الفراغ المعلوماتي»، أى لحظة تأخير فى الإعلان الرسمى، حيث يسارع التنظيم لملء هذا الفراغ بسرديات بديلة تُقدَّم على أنها حقائق. 

 واختتم حديثه بقوله: «بالرغم من أساليب التنظيم غير الشريفة ضد الدولة المصرية إلا أن المجتمع المصرى بات أكثر وعيًا بخطاب الجماعة وأساليبها، كما أن الانقسامات داخل المنصات الإعلامية الإخوانية نفسها أفقدتها كثيرًا من التأثير، لذلك فإن مواجهة الشائعات تتطلب حضورًا معلوماتيًا مبكرًا، وتقديم رواية رسمية واضحة تتسم بالشفافية، إلى جانب تعزيز التواصل مع الجمهور لضمان عدم ترك مساحة يمكن للجماعة استغلالها.

 قال إبراهيم ربيع، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن جماعة الإخوان الإرهابية ما زالت تمارس هويتها القديمة فى بث الشائعات واختلاق الأكاذيب، باعتبارها جزءًا من عقيدتها التنظيمية وأحد أهم أدواتها فى إدارة الصراع مع الدولة والمجتمع، وأن الجماعة منذ تصنيفها إرهابية فقدت كل أدواتها المباشرة للتأثير، فاتجهت إلى استخدام الشائعات كوسيلة انتقامية للنيل من المؤسسات الوطنية والتشكيك فى كل خطوة إيجابية تحققها الدولة المصرية.

وأضاف «ربيع»، أن الهجمات التى تشنها الجماعة ضد مسابقة دولة التلاوة وضد إشادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالفنان سامح حسين تأتى ضمن هذا الإطار، إذ تسعى الإخوان من خلال هذه الحملات إلى تشويه أى نموذج ناجح أو فعالية تحظى بتقدير شعبى ورسمى، لخلق حالة من البلبلة وفقدان الثقة فى المنجز الوطنى وتضع كل ما يلقى قبولًا عامًا فى مرمى نيرانها، لأن نجاح المجتمع واستقراره يمثلان فشلًا ذريعًا لمشروعها القائم على نشر الفوضى والانقسام.

وأشار إلى أن الشائعات فى حرب جماعة الإخوان الإرهابية ضد الدولة المصرية مسألة حياة أو موت لأنها تتغذى على صناعة رأى عام موازٍ مبنى على الأكاذيب، كما أن الجماعة توظفها داخليًا لرفع معنويات أعضائها وتوهم بها أنصارها بأن الدولة فى أزمة وأن الشارع فى حالة غضب، بينما الواقع يكشف أن وعى المواطنين بات سدًا منيعًا أمام هذه المحاولات.

واستطرد: الجماعة الإرهابية تتصور أن  تصدير الأزمات وافتعال المشكلات وتضخم أى حادثة صغيرة سيدفع  الرأى العام إلى تبنى رؤيتها التخريبية ولكنها لا تدرك، أن الوعى لدى المواطن المصرى وسعيه نحو التنمية والاستقرار هو حاجز الصد الرئيسى ضد أفكارها المتطرفة. 

هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، اعتبر أن استخدام حرب الشائعات كسلاح رئيسى فى معركة جماعة الإخوان الإرهابية مع الدولة المصرية والمجتمع، يشكل حالة من العجز التنظيمى والحركى، بعد أن فقدت وجودها السياسى والتنظيمى، وباتت عاجزة عن التأثير المباشر، وهو ما دفعها إلى التوسع فى الشائعات بوصفها أداة للثأر من مجتمع أسقط مشروعها، لتحاول من خلالها زعزعة الثقة فى المؤسسات وتشويه كل خطوة إيجابية يشهدها الشارع المصري.

وأشار إلى أن ما جرى مؤخرًا من استهداف مسابقة دولة التلاوة يُعد نموذجًا واضحًا لهذه الاستراتيجية، حيث حاولت الجماعة التشكيك فى المسابقة وخلق حالة من الجدل حولها رغم نجاحها الواسع، كما سعت لاختلاق روايات غير صحيحة حول تعيين الفنان سامح حسين فى جامعة حلوان عقب إشادة الرئيس السيسى به، فى محاولة للادعاء بوجود مجاملات أو تجاوزات، رغم أن القرارات الأكاديمية لها مسارات معروفة لا يمكن الالتفاف عليها.

 وشدد على أن هذه الهجمات ليست سوى محاولات بائسة للاعتداء على كل ما يحظى بقبول شعبى، بهدف إضعاف الروح العامة وتشويه أى نجاح يلتف حوله المواطنون، كما أن  الجماعة لا تكتفى بنشر الشائعات، بل تعتمد أيضًا على تصدير الأزمات وافتعال المشكلات داخل المجتمع، عبر صناعة قضايا وهمية وترويج معلومات مضللة وتصوير الأوضاع على أنها على حافة الانهيار، ويأتى ذلك فى إطار محاولاتها إعادة حشد عناصرها المتراجع نفوذهم، وإقناعهم بأن هناك فرصة للعودة إذا استمرت حالة الإرباك داخل الدولة.

وأوضح أن هذه الأساليب لم تعد تنطلى على المجتمع المصرى، الذى أصبح أكثر وعيًا وقدرة على التمييز بين الحقيقة والأكاذيب، وأن حرب الشائعات الإخوانية باتت مكشوفة ومحدودة التأثير فى ظل وعى المواطنين وتماسك مؤسسات الدولة.