السبت 27 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عام الإنجازات الدبلوماسية.. كيف أعاد السيسى رسم خريطة نفوذ مصر

نجاحات دبلوماسية.. وإصلاح اقتصادى

شهد عام 2025 محطة فارقة فى مسار السياسة الخارجية المصرية، حيث واصلت الدولة تحركاتها وفق «عقيدة الاتزان الاستراتيجى» التى أرساها الرئيس عبدالفتاح السيسى، والقائمة على تنويع الشراكات الدولية، وإدارة العلاقات الخارجية بمنطق المصالح المتوازنة، بعيدًا عن الاستقطاب أو الانخراط فى محاور مغلقة.



وجاء الزخم الرئاسى المكثف ليؤكد موقع مصر كدولة محورية فى الإقليم، تمتلك القدرة على التواصل مع مختلف القوى الدولية، والاضطلاع بدور فاعل فى إدارة الأزمات، ودعم الاستقرار الإقليمى والدولى.

دبلوماسية القمة.. حضور ممتد من الشرق إلى الغرب

من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، تحرك الرئيس عبدالفتاح السيسى عبر 14 زيارة خارجية خلال عام 2025، استهدفت تحويل العلاقات السياسية المتينة مع دول العالم إلى شراكات اقتصادية واستثمارية تخدم المواطن المصرى، وتعزز أمن الدولة وحدودها.

وباتت هذه الجولات إحدى ركائز «دبلوماسية القمة» التى تنتهجها مصر، وأسهمت فى استعادة ثقل الدولة على الساحة الدولية، وتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وأمنية ملموسة.

الزيارات الخارجية.. عمق عربى وانفتاح دولى

اتسمت الزيارات الخارجية بتنوع دوائر الحركة المصرية، حيث شملت 9 زيارات إلى دول عربية، فى مقدمتها السعودية، الإمارات، قطر، الكويت، العراق، وجيبوتي، وأسفرت عن دفع الاستثمارات العربية، وتوقيع مشروعات كبرى دعمت الاقتصاد الوطني.

كما امتدت الجولات الرئاسية إلى عدد من الدول الأوروبية، أبرزها روسيا واليونان وإسبانيا، إلى جانب دول إفريقية من بينها جيبوتى وغينيا، بما عزز الحضور المصرى فى دوائر التأثير المختلفة.

قمة شرم الشيخ.. مصر تكبح نزيف الدم الفلسطينى

برز الدور المصرى المحورى خلال عام 2025 فى التعامل مع تطورات الحرب على غزة، حيث نجح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى وقف نزيف الدم الفلسطينى عبر قمة شرم الشيخ للسلام، التى أفضت إلى توقيع اتفاق السلام فى غزة، وإطلاق المرحلة الأولى من خطة إنهاء النزاع، بمشاركة إقليمية ودولية واسعة.

كما أعلن الرئيس عزم مصر استضافة المؤتمر الدولى للتعافى المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، تأكيدًا على التزام القاهرة بدورها التاريخى تجاه القضية الفلسطينية.

الضبعة النووية.. مصر على أعتاب النادى النووى

واصلت الدولة خطواتها الاستراتيجية فى ملف الطاقة، حيث وضع الرئيس السيسى مصر على أعتاب دخول النادى النووى من خلال مشروع محطة الضبعة النووية، أحد أكبر مشروعات القرن الحادى والعشرين.

وشهد الرئيس، إلى جانب نظيره الروسى فلاديمير بوتين، مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى، فى خطوة محورية لتعزيز أمن الطاقة والتحول نحو اقتصاد مستدام يعتمد على مصادر الطاقة النظيفة.

المتحف المصرى الكبير.. رسالة حضارية إلى العالم

وفى بعده الحضارى، شهد عام 2025 افتتاح المتحف المصرى الكبير فى احتفالية عالمية مهيبة، بحضور ملوك ورؤساء دول وحكومات، ليصبح أكبر متحف فى العالم مخصص لحضارة واحدة، ويجسد مكانة مصر كمنارة للتراث الإنسانى والحضارى.

أولًا: الاتصالات الرئاسية – دبلوماسية الحوار المباشر

أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى 107 اتصالات هاتفية مع قادة دول ورؤساء حكومات ووزراء خارجية، شملت قوى دولية كبرى، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وروسيا، إلى جانب عدد واسع من الدول العربية والإفريقية.

وتركزت الاتصالات على تطورات الأوضاع فى الشرق الأوسط، وأمن البحر الأحمر، والقضية الفلسطينية، وملفات التعاون الاقتصادى والاستثمارى.

ثانيًا: الجولات الخارجية – تنويع دوائر الحركة

قام الرئيس بـ 14 زيارة خارجية بارزة، شملت القمة المصرية الأوروبية، والقمة العربية الإسلامية غير العادية بالدوحة، ولقاء ولى عهد المملكة العربية السعودية فى نيوم، والقمة التنسيقية للاتحاد الإفريقى، والقمة العربية الرابعة والثلاثين فى العراق، إلى جانب جولات خليجية وأوروبية وإفريقية مؤثرة.

ثالثًا: القمم الرئاسية - حضور قيادى فاعل

شارك الرئيس السيسى فى 9 قمم رئاسية داخلية وخارجية، جسدت الدور القيادى لمصر فى دعم العمل العربى والإفريقي، وتعزيز التنسيق المشترك، وطرح رؤى متوازنة لمعالجة الأزمات الإقليمية.

رابعًا: استقبال القادة – القاهرة مركز القرار

استقبل الرئيس خلال العام 111 رئيس دولة ورئيس حكومة ووفدًا رسميًا بقصر الاتحادية، شملت قادة سياسيين ورؤساء شركات عالمية كبرى، ما رسخ مكانة القاهرة كمنصة للحوار السياسى والاقتصادى الدولى.

بالتوازى مع التحركات الخارجية، افتتح الرئيس 35 مشروعًا قوميًّا وتنمويًّا فى قطاعات البنية التحتية، والطاقة، والصناعة، والإسكان، والنقل، فى تجسيد عملى للتكامل بين السياسة الخارجية ومسار التنمية الداخلية.

تعكس هذه المؤشرات سياسة خارجية نشطة تقوم على التخطيط الاستراتيجى لا رد الفعل، وتحافظ على استقلال القرار الوطني، وتدعم مكانة مصر كوسيط موثوق وشريك استراتيجي.

فى المحصلة، يؤكد حصاد عام 2025 أن مصر تتحرك وفق رؤية واضحة ومنهج ثابت يستند إلى «عقيدة الاتزان الاستراتيجي»، التى جعلت من القاهرة دولة توازن واستقرار فى إقليم مضطرب، وقوة فاعلة تحجز لنفسها موقعًا مؤثرًا فى معادلات العالم.