رئيس مركز الجهاز الهضمى بالمنصورة: نجرى 12 عملية جراحية يوميا ونخدم 30 ألف حالة سنويا
سمر حسن
حوار_ سمر حسن
الدستور الجديد يكفل للمواطنين حق العلاج على نفقة الدولة، وما يحتاجه من دواء، دون إهدار لآدميته، ما جعل الدولة تخصص ميزانية كبيرة للعلاج، وتطوير المستشفيات.
«مركز الجهاز الهضمى بالمنصورة» أحد المراكز الطبية العملاقة، التى نجحت فى تقديم علاج متميز للمرضى، كما يتميز بمنظومة إدارية ناجحة ساعدت فى تقديم أرقى الخدمات الطبية، بصورة آدمية لكل من يتردد عليه.
فالمركز هو الوحيد على مستوى الشرق الأوسط، ويتردد عليه المئات يوميا، يتلقون علاجهم دون أى تميز أو محسوبية، فكلهم بالنسبة للمسئولين بالمركز واحد، فهذه السياسة انتهجها جميع مسئولى المركز والعاملين به، فهو موروث طبى وإدارى ناجح يتسلمه مسئول تلو الآخر ليقدم الفكر والرؤية العلمية التى تضمن الوصول لأعلى نسب شفاء، وحفاظًا على هذا الكيان الطبى العملاق.
«روزاليوسف» حاورت الدكتور أحمد عبدالرؤوف- مدير مركز الجهاز الهضمى بالمنصورة- بعد جولتها للمرضى، ولمعرفة الجديد حول الأنظمة العلاجية لأمراض الكبد والجهاز الهضمى.
■ ما السبب وراء إنشاء مركز متكامل لزراعة وعلاج الكبد؟
- نشأت الفكرة فى بداية الثمانينيات، حيث كان هناك عدد كبير مصابًا بالبلهارسيا، ولم يكن فى ذلك التوقيت علاج فعال للمرض، بالإضافة لعدم إدراك المرضى أبعاد هذا المرض وكيفية التعامل معه، وبالفعل تم إنشاء وحدة جهاز هضمى داخل مستشفى المنصورة الجامعى، وكان الأصل فى إنشائها علاج التليف الكبدى والبلهارسيا والقئ الدموى، وتم تجهيزها بمعمل تحاليل ووحدة أشعة ومناظير، فقبل ذلك كان المرضى يضطرون للسفر الى الخارج لتلقى العلاج مثل الفنان «عبدالحليم حافظ»، وبعد ذلك تطور المرض ليضم فيرس «A,b,c» وكان ذلك الدافع الأساسى لإنشاء مركز متكامل، كما أن التليف الكبدى بعد فترة يتحول إلى أورام، ولم تكن الوحدة قادرة على استيعاب المرضى.
■ متى تم افتتاح مركز الجهاز الهضمى بالمنصورة؟، ومتى توليتم المسئولية؟
- تم افتتاح المركز فى عام 1992، ويقع على مساحة 2100متر، ومقسم إلى 3 أدوار للمرضى، و4 غرف عمليات، وتوليت منصب مدير مركز الجهاز الهضمى بالمنصورة فى2016.
■ كم عدد مرضى الكبد بمصر؟ وكم عدد المترددين على المركز؟
- عدد المرضى بمصر كبير جدًا، ولا يمكن حصره، خاصة محافظات الدلتا فهى بيئة خصبة لفيروس «سى»، أما الجهاز فهو يتعامل مع قرابة 30 ألف حالة سنويًأ، من بينها 10 إلى 12 حالة عمليات يوميًا.
■ وهل يستوعب المكان جميع المرضى؟
-بالطبع لا، فالأعداد التى تأتى كبيرة جدًا، لذلك قمنا بعمل نظام قوائم الانتظار، وتم تحديد فترة عمل إضافية مسائية بهذه القائمة.
■ ولمن تكون الأولوية؟
- يأتى إلينا المريض من خلال العيادات الخارجية، ونقوم بإجراء الفحوصات والكشف اللازم له، وبناءً عليه يتحدد دوره فى قائمة الانتظار، ويكون الانتظار بحد أقصى شهر، ولكن الأورام تُجرى مباشرة.
■ كم عدد غرف العمليات، والأسرة بالمركز؟
-3غرف عمليات، و177سريرًا مقسمة بين أقسام الداخلى، الإفاقة، والعمليات، لكننا بحاجة لضعف هذا العدد.
■ هل هناك نية لإنشاء مبنى إضافى؟
-بالتأكيد هناك نية، فهذه الفكرة قائمة منذ سنة تقريبًا، لأنها ستزيد من عمل الجهاز بنسبة 30%، وسيتم وضع حجر الأساس له فى نهاية هذا العام.
■ ما نوعية العمليات التى تجرى بالمركز؟
- يُجرى المركز جميع جراحات الجهاز الهضمى المختلفة «زراعة كبد، استئصال أورام، إزالة الحصوات المرارية، وجراحات المعدة والبنكرياس والمرئ، وجراحات القولون والمستقيم، والجديد فى المركز هو إجراء جراحات السمنة مجانًا، يدفع المريض فقط ثمن الدباسات.
■ ما معدل زراعة الكبد سنويا؟
-80 حالة سنويا، و2 أسبوعيا فى حال توافر التمويل المادى، ويعد ذلك معدلًا كبيرًا جدًا، والمركز هو الأول على مستوى جمهورية مصر العربية فى عمل زراعات بهذا العدد وبه أعلى نسبة نجاح.
■ما الحالات التى يجب فيها التدخل جراحيا ؟
- يأتى إلينا المريض من خلال العيادات الخارجية وبعد عمل الفحوصات والتحاليل اللازمة يُقرر الطبيب المسئول عن الحالة إن كانت تستدعى جراحة أم لا، وكم من الوقت يمكن أن ينتظره، وبناء على ذلك يتم التحديد من خلال حالته الصحية الموضحة فى التقارير، وأولوية حضوره للمركز، وإذا كان سيجرى له جراحة زراعة كبد فلابد أن يأتى معه المتبرع على أن يكون من الدرجة الأولى وحتى الرابعة للمريض، وفى أحيان أخرى نسمح بالدرجة الخامسة، والحالات غير العاجلة تُوضع على قائمة الانتظار.
■ ما بروتوكولات العلاج المتاحة؟
- هناك نوعان للعلاج «وحدة العلاج بأجر للقادرين ومُجهزة بالكامل يتحمل فيها المريض كل النفقات، وهى الأخرى بها أكثر من مستوى حسب اختيار المريض» والآخر للغير قادرين ونسبتها 70% وله ثلاث طرق «علاج على نفقة الدولة، علاج تابع للتأمين الصحي، وآخر للنقابات والهيئات والمؤسسات بنظام التعاقد»، وغير القادرين تتكفل إدارة المركز بدفع التكاليف كاملة عنهم، فالأساس هو علاج الجميع دون أجر.
■ وكم هى تكلفة زراعة الكبد داخل المركز، ونسبة الدعم المقدمة للمريض؟
- عمية زراعة الكبد تتكلف 220 ألف جنيه، موضحًا أن هذا المبلغ أقل من نصف ثمنها الأصلى، كما أنها تُجرى بالمجان تمام فى بعض الأحيان، ومن لهم التأمين الصحى يدفع عنهم ثلث التكلفة والباقى قد يتكفل بيه بعض الجمعيات.
■ هل لرجال الأعمال دور فى دعم المركز ماديًا؟
- بالتأكيد لهم دور هام وفعال فى دعم المركز والمبنى الجديد الممول له أحد رجال الأعمال، ليس فقط ولكن أيضًا الجمعيات مثل جمعية زراعة الكبد جمعية اصدقاء مرضى الجهاز الهضمى وجمعية رجال الاعمال، وبعض هيئات المجتمع.
■ وماذا بعد قرار مجلس النواب إلغاء العلاج على نفقة الدولة؟
- لا يجوز ذلك، ولابد من توفير بديل يضمن توفير نفقات العلاج لغير القادرين، وحتى الآن ليس لدينا خطة حول ذلك، وإذا طبق فسنكون أمام أمرين إما أن يتم توفير ميزانية كبيرة لنا لنغطى تكاليف علاج المرضى غير القادرين، أو ضم الجميع للتأمين الصحى فذلك يتم فى جميع دول العالم.
■ هل يتوافر لديكم أجهزة حديثة وملائمة للتشخيص السليم، وكيف تتم عملية تطويرها، خاصةً بعد الشكوى المتكررة من تأخر نتائج التحاليل؟
-تم تطوير المركز وتوفير كل الإمكانيات الجديدة للحصول على أعلى نتائج علاجية، والوصول للنسب العالمية، وكى نصل إليها يكون من خلال عنصرين: التشخيص من خلال الأجهزة والذى يعتمد على المعامل الطبية والآشعة وبالفعل استطعنا تطويره بمجهودات إدارة الجامعة حتى حصل على شهادة الأيزو للجودة فى فبراير الماضى، ويستوعب حتى 25 ألف تحليل يومى، ويشمل جميع التحليلات الطبية بداية من الأورام وحتى تحاليل الانسجة والهرمونات، وتلافينا جميع مشكلات التحاليل والمريض يستلم نتائج التحاليل بعد سعات من إجرائه، بخلاف التحاليل التى تحتاج لأكثر من يوم «تحليل المزرعة وغيره»، أما قسم الأشعة كان يوجد جهاز واحد موجات صوتية، أما باقى الأجهزة لا تعمل بكفاءة، وتعدت مرحلة الصيانة، فقمنا بتطويرة وتوفير 3 أجهزة موجات صوتية حديثة، وجهاز جديد خاص بقياس نسبة تليف الكبد، والذى أغنانا عن أخذ العينات الكبدية «المؤلمة» لتحليلها والتى ومن خلاله نحدد نسبة التليف وله دور هام فى تشخيص حالات أورام الكبد، التليف، وكذلك الزراعة، فهو الجهاز الوحيد على مستوى المنصورة، وآخر فى مركز الطب العالمي، وجهاز أشعة مقطعية متعدد المراحل «160 مستوى» وهو أحدث جهاز آشعة موجود على مستوى مصر يخدم مرضى الجهاز والحالات الخارجية أيضًا بسعر مُخفض ، جهاز رقمى للأوردة والشرايين وهو رابع جهاز على مستوى الجمهورية فجميع، الأجهزة إصدار «2016»، ونحن الآن بصدد فتح مركز أشعة لجميع أنواع الأشعات بأحدث التقنيات، حينما تسلمت الادارة، والعنصر الثانى هو الأطباء الأكفاء والمركز به نخبة من الأطباء المدربين ذات الكفاءة العالية.
■ ما دور رئيس جامعة المنصورة لدعم الجهاز؟
- إدارة الجامعة تدعمنا بشكل مستمر بقيادة الدكتور محمد حسن القناوى، فهى تضع فكرة مساعدة المرضى على الشفاء نصب أعينها، وتخصص مراكز طبية ممتازة لهم، علاوة على كلية الطب، كما أنها تدعم الجهاز إداريًا وفنيًا وماديا فى حدود الامكانيات المتاحة والميزانيات المخصصة، ولكن ضعف الميزانية، فهى محدودة ولذلك نلجأ أكتر لهيئات المجتمع المدنى ورجال الاعمال والتبرعات لتقديم الخدمة الطبية لكل المرضى بشكل متميز.
■ كيف تدعمك وزارة التعليم العالى؟
- وزارة التعليم العالى هى من تقوم بمخاطبة وزارة المالية والموازنة العامة للدولة، لتوفير الدعم للمركز وقامت بدعمنا مرتين هذا العام، بالإضافة إلى ضخ تعزيزات للميزانية فى البند السادس «التجهيزات والاجهزة»، وفى بند «العلاج».
■ هل هناك ربط بينكم وبين المحافظة أو وزارة الصحة؟
-الارتباط الأكثر بوزارة التعليم العالى، أما وزارة الصحة فالربط بيننا وبينها فيما يخص الإجراءات الورقية لزراعة الكبد كالعلاج على نفقة الدولة، والتأمين الصحى الذى يوفر للمرضى ثلث التكلفة ، ولا يوجد أى دعم مادى منها، أما المحافظة فهناك ربط معنوى فقط، ولا يتوفر لنا أى دعم مادى، أو أى دعم آخر.
■ هل المركز حاصل على ترتيب عالمى أو غير ذلك؟
- مركز الجهاز الهضمى بالمنصورة هو الوحيد على مستوى الشرق الأوسط، ولا يوجد غيره، ويوجد مركز واحد شبيه له فى إيران، ولكن لا يقدم كل ما يقدمه المركز هنا.
■ ما الجديد لديكم لتطوير جراحات الجهاز الهضمى والحصول نسب تشخيصية ونتائج أعلى؟
-عقدنا المؤتمر الدولى الأول للجديد فى المناظير بالجهاز الهضمى، بالإضافة إلى تقنية الموجات الصوتية، والهدف منها إفادة الأطباء بهذا التقنية الجديدة وهى دمج التقنيتين فقبل ذلك كانت نتيجة التشخيص لا تتعدى 65%، ولكن بعد دمجهما تم الوصول إلى نتائج كان يصعب الوصول إليها من قبل بالمنظار وحده، فهى تمكننا من أخذ صورة أدق للمكان المصاب ومعرفة حجمه ومدى انتشاره وعلاقته بالأوردة والشرايين حوله، ويعطى نسبة تشخيص أكثر من 90%، ويعتبر ذلك انجازًا طبيًا نستطيع من خلاله تحديد الاجراء المطلوب سواء علاجيًا بالدواء أو تدخلًا جراحيًا، ويضمن نسبة نجاح عالية، وسيتم عمل مؤتمر جهاز هضمى سنوي، عمل دورات تدريبية لأطباء الجهاز الهضمى لتأهيلهم، و جارٍ عقد بروتوكول لإنشاء قسم خاص بالأطفال داخل المركز.
المرضى داخل المركز.. يشيدون بكفاءته
عندما يسقط المريض فى براثن المرض فأصعب ما يواجهه هو حصوله على فرصة علاج على أيدى أطباء مهرة، وقد يصبح فريسة لجشع أطباء «تُجار»، «أو معدومى الخبرة»، خاصة مرضى أمراض الجهاز الهضمى والتى قد تُعوق مُصابيها من شربة المياه، لكن داخل مركز الجهاز الهضمى بالمنصورة يبدو الأمر على خلاف ذلك، فقامت «روزا اليوسف» بجولة داخل المركز لمعرفة شكوى وآراء المرضى هناك.
فور وصولنا ساحة انتظار المرضى، بمركز الجهاز الهضمى بالمنصورة، وحينما بدأنا نستطلع آراءهم حول أداء المركز الطبي، وإن كانت هناك أى مشكلات تواجههم،استوقفنا عدد كبير من المرضى أكدوا لنا أنهم يتلقون خدمة طبية جيدة، ناهيك عن النظام واحترام الجميع أيضًا.
وروى فتحى محمود - 65 عاما- قصة عذابه مع المرض دامت شهورا، كلفتنى الكثير من النفقات أرشدنى صديق لى عن دكتور «محمد. س» ضمن أطباء الجهاز الهضمى ذهبت إلى عيادته الخاصة وأخبرنى أننى بحاجة لإجراء زراعة كبد، ووجهنى إلى مركز الجهاز الهضمى، وبالفعل ذهبت للعيادة الخارجية ووقعوا الكشف علىَّ، وكنت بحاجة لعلاج تأهيلى قبل الجراحة لمدة 6أشهر، وعقب انتهاء العلاج أُجريت لى الجراحة بتكلفتها فقط، موضحًا العناية التى تلقاها داخل الجهاز حتى اللحظة التى يتحدث فيها إلينا.
وتابع مختار محمد - مريض - جئت إلى المركز مباشرة من شدة ألمي، وبعد الفحوصات أخبرنى أحد الأطباء بأننى بحاجة لجراحة «استئصال المرارة»، وبالفعل أُجريت لى على نفقة الجهاز، ولكن كانت تواجهنا مشكلة فى بداية الأمر وهى تأخر ظهور نتائج التحاليل، وأوضحت ذلك لمسئولى المركز من خلال استمارة استبيان الآراء حول الجهاز.
وأوضح خطيب السيد -50عاما- أنه يعانى من آلام بالجهاز الهضمى، وبعد الفحص تبين أنه بحاجة لعلاج دوائى فقط، وواصل: أخبرنى الجهاز بأننى يمكننى صرف الدواء منه ولكن بعد إحضار خطاب علاج على نفقة الدولة من وزارة الصحة.
قال جئت من محافظة الغربية لمركز الجهاز الهضمى بعد أن تحولت لحقل تجارب على أيدى بعض أطباء محافظتى، وتابع: المشكلة كانت بعد أن علمت حاجتى لجراحة زراعة كبد فتكلفتها لم تكن فى مقدرتى، أحضرت مبلغ 190ألف جنيه، وخاطب الجهاز الدكتور محمد عبدالوهاب –مسئول دعم وتبرعات جراحة زراعة الكبد- ووفر لى المبلغ المُتبقى بعد إحضار متبرع مناسب وطبقًا للشروط المحددة.










