السبت 5 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«بخ».. «ننوس».. «هيلا هوب».. حكايات قبطية فى كلام المصريين

«بخ».. «ننوس».. «هيلا هوب».. حكايات قبطية فى كلام المصريين
«بخ».. «ننوس».. «هيلا هوب».. حكايات قبطية فى كلام المصريين




كتب - علاء الدين ظاهر

قال الدكتور عاطف نجيب مدير عام المتحف القبطى إن اللغة القبطية تمثل المرحلة الرابعة من تطور اللغة المصرية القديمة، مشيرًا إلى أنه فى الأسرة ١٨ عصر الدولة الحديثة ظهرت لغة شعبية التى مثلت فيما بعد مقدمة ظهور اللغة القبطية.
وتابع لـ«روزاليوسف اليومية»: اللغة القبطية لم يخترعها الاقباط المسيحيون، بل اخترعها الاقباط المصريون، وليس هناك ارتباط بينها وبين الدين المسيحى، حيث إن اللغة القبطية بدأت تأخذ الشكل المسيحى وتكون لغة الكنيسة فى عهد البابا ديمتريوس الأول الكرام وهو البطريرك رقم 12 فى تاريخ بطاركة الكنيسة القبطية.
وأوضح أن اللغة القبطية تضم ٢٤ حرفًا، بالإضافة إلى ٧ أحرف من اللغة الديموطيقية، كما أن اللغة القبطية ترتبط باليونانية ارتباطا وثيقا خاصة فى الاصلاحات اللاهوتية التى استخدمها المصرى القبطى، لافتًا إلى أن اللغة القبطية لها عدة لهجات منها الصعيدية والبحيرى والبشمورى والفيومى.
وكشف مدير المتحف القبطى عن دور شخصية نشأت فى أواخر القرن الرابع الميلادى فى الحفاظ على اللغة القبطية، حيث قال: إن الأنبا شنودة رئيس المتوحدين يعد أعجب شخصية، فهو مؤسس أديرة أخميم بشكل عام وكان يرفض التكلم باللغة اليونانية رغم إجادته التامة لها.
وتابع: رئيس المتوحدين كان يتكلم باللغة القبطية خاصة لهجة أخميم حيث كان متحيزا جدا للهجة الصعيدية، وهو أول من نادى بتحرير مصر من المستعمرين مؤكدا أن مصر للمصريين، ورفض أن ينضم تحت لواء أديرته أى شخص غير مصرى، وذلك حفاظا على الهوية القومية المصرية.
وأشار إلى أن بداية تحدث الأقباط باللغة العربية فى العصر الأموى، حيث بدأت فكرة تعريب الدواوين ومعها بدأ الأقباط يتعلمون اللغة العربية، حتى إن الباعة فى الشوارع كانوا ينادون على بضاعاتهم باللغتين القبطية والعربية، كما بدأت حينها عملية ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة العربية.
وكشف عن فترات تاريخية ظهرت فيها محاولات هدم اللغة القبطية، وذكر مثالا على ذلك ممثلا فى الحاكم بأمر الله الذى لاحظ تمسك الناس باللغة القبطية وحمل الصلبان رغم ثقلها، وأشار مدير المتحف القبطى إلى أن الحاكم فى زمنه أمر بقطع لسان كل من يتكلم باللغة القبطية، لكن الكنيسة ظلت محافظة عليها وحمتها كتراث.
وأوضح أن الكنيسة فى زمن الحاكم بأمر الله ظلت تؤدى الصلاة باللغة القبطية، لكنها حتى لا ينكشف الأمر كانت تضع طواحين عند الأبواب والنوافذ، ومع بدء الصلوات تبدأ الطواحين فى الدوران لتشوش على من بالخارج، بحيث لا يتمكن من تمييز الصوت واللغة التى تتم بها الصلاة.
وكشف الدكتور مجدى نجيب عن وجود بعض التأثيرات فى الثقافة والحياة المصرية مستمدة من اللغة القبطية حتى الآن، وهناك العديد من المدن المصرية التى مازالت تحمل الاسم المصرى القديم فى الشكل القبطى، خاصة فى الصعيد مثل إسنا وأرمنت وإهناسيا وشبرا وأبو صير «تابوزيرس» وتعنى أرض الإله أوزوريس.
وأضاف مدير المتحف القبطى: هناك بعض المفردات والكلمات القبطية التى مازالت مستخدمة على ألسنة الناس حتى الآن فى العامية المصرية، ومنها كلمات «بخ» و«ننوس» و«هيلا هوب» والتى عادة ما تقال على ألسنة العمال، ومكونة من مقطعين أولهما «هيلا» وتعنى هيا و«هوب» وتعنى إلى العمل،أى هيا إلى العمل، كما أن عددا من أسماء الأكلات المصرية حتى الآن هى أساسا كلمات قبطية ومنها «البصارة» وعنصر «الحديد».