الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

موقعة «الاتحادية»







 
 
فى تطور جديد وخطير للأحداث شهدت المنطقة المحيطة بقصر الاتحادية فى  مصر الجديدة اشتباكات عنيفة فيما يشبه حرب العصابات بين مؤيدى الرئيس ومعارضيه وتبادل الطرفين القاء الحجارة مما أدى إلى إصابة  4 أشخاص.
 
 بدأت الأحداث عندما دعت جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة ذراعها السياسية إلى تنظيم عدة مسيرات مؤيدة للرئيس الدكتور محمد مرسى تتجه من شارعى الميرغنى والأهرام فى اتجاه قصر الاتحادية وبدأت المسيرات فى التحرك بعد صلاة الظهر فى حشد كبير  تعدى الـ5 آلاف شخص ووصلوا لمقر الاتحادية بعد أذان العصر ووقعت اشتباكات بينهم وبين المعتصمين أمام القصر وتبادل الطرفان إلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة وقام المؤيدون بفض الاعتصام بالقوة وإزالة خيام المعتصمين.
 
 
 الجدير بالذكر أن قوات الأمن المتواجدة لحماية القصر لم تتدخل لفض الاشتباكات واكتفت بالمشاهدة.
 
ومن جانبها أعلنت وزارة الصحة والسكان أن عدد المصابين فى الاشتباكات التى وقعت أمس فى ميدان التحرير وحول قصر الاتحادية بلغ 4 مصابين حتى الآن.
 
 
وقال الدكتور أحمد عمر المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان فى تصريح له: إنه تم تحويل مصاب إلى كل من مستشفى الهلال وقصر العينى ومصابين إلى مستشفى هليوبوليس، مشيرا إلى أن إصابتهم كانت ما بين جروح وكدمات وسحجات وقامت الفرق الطبية بالمستشفيات بعمل الإسعافات والفحوصات والعلاجات اللازمة وحالتهم جميعا مستقرة.
 
وأضاف المتحدث الرسمى أنه تقرر خروج مصاب من مستشفى الهلال بعد أن اطمأن الأطباء على استقرار حالته وباقى الحالات ثلاث ما زالت تحت العلاج والملاحظة بالمستشفيات.
 
وكانت حشود الجماهير قد انطلقت من نقاط عدة الرابعة مساء أمس الأول ابرزها مسجد رابعة العدوية وميدان العباسية وميدان التحرير باتجاه قصر الاتحادية بمصر الجديدة، ومع تزايد الاعداد حاول شباب تحطيم الاسلاك الشائكة التى وضعتها الشرطة بمحيط القصر الجمهورى، وقاومت الشرطة لدقائق وأطلقت قنبلة دخان واحدة ثم سرعان ما تراجعت الشرطة بالشوارع الجانبية وإلى داخل القصر وطوقت الجماهير القصر، وسط هتافات «الشعب يريد إسقاط النظام» و«يسقط يسقط حكم المرشد» و«المرة دى بجد مش هنسبها لحد» و«مصر مدنية مش إخوانية ولا سلفية» و«مصر دولة وطنية.. مش إمارة إخوانية ولا إمارة سلفية».
 
 
ومع تزايد الحشود أخطر الحرس الجمهورى الرئيس بخطورة الوضع واستمرار تواجده فى القصر، الامر الذى يعقد الأمور فى حال حدوث اشتباكات فخرج من باب خلفى مؤمن، وعقبها تراجعت قوات الشرطة ليحاصر الحشود القصر الرئاسى، وكان اللافت قيام 4 من العاملين بالقصر بالصعود على سقف القصر والتلويح للجماهير بعلامات التأييد الأمر الذى دفع المتواجدين أمام البوابة الرئيسية للهتاف « الله أكبر الله أكبر».
 
وعقد خيرت الشاطر الرجل القوى فى جماعة الإخوان اجتماعا أمس مع قيادات أحزاب وجماعات تيار الإسلام السياسى فى مقدمتها قيادات حزب النور والدعوة السلفية والجماعة الإسلامية، لبحث التعامل مع الموقف ودار نقاش حول خطورة الدعوة لحشد مؤيدى مرسى أمام الاتحادية خشية الصدام مع معارضيه، فيما غلبت آراء الحضور على الدعوة للحشد، أمام الاتحادية لمليونية «الحفاظ على الشرعية» حيث تقرر الحشد من القوى الإسلامية عقب صلاة العصر امام الاتحادية وسط تحذيرات من الدخول فى حرب أهلية مع انتشار دعوات على مواقع التواصل الاجتماعى لحشد القوى المدنية أمام الاتحادية لمواصلة الاحتجاج وتحذيرات من مراقبين من خطورة الصدام والدخول فى حرب أهلية.
 
وبعد تفكير عميق فى كيفية الرد على مليونية الثلاثاء أمام الاتحادية قرر الإخوان تنظيم مليونية كبرى خلال أيام للرد على القوى المدنية قبل الاستفتاء ولتوصيل رسالة للداخل والخارج بأن الاغلبية فى مصر مؤيدة لقرار الرئيس مرسى هذا ما أكده مصدر إخوانى بعد انتهاء اجتماع خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان مع القوى الإسلامية مساء أمس الأول كما قرر الإخوان أمس سرعة الرد بالحشد أمام الاتحادية لعدم ترك المكان للقوى المدنية بحجة هيبة الدولة.
 
 
وقال د. محمود غزلان المتحدث الإعلامى باسم الجماعة: إن الإخوان والقوى الشعبية تداعت للتظاهر أمام مقر الاتحادية عصر الأربعاء وذلك لحماية الشرعية بعد التعديات الغاشمة التى قامت بها فئة أمس الأول تصورت أنها يمكن أن تهز الشرعية أو تفرض رأيها بالقوة مما دفع القوى الشعبية للتداعى لإظهار أن الشعب المصرى هو الذى اختار هذه الشرعية وانتخبها، وتابع غزلان اننا قادرون على حمايتها وإقرار دستورها وحماية مؤسساتها.
 
 
فيما أعلن د.محمد سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة مشاركة الحزب فى مظاهرات دعم الشرعية التى نظمتها القوى الشعبية أمس على حد قوله.
 
 
وأضاف الكتاتنى أن المشاركة تأتى، لدعم الشرعية التى انتخبها الشعب المصري.
 
 
فيما قال مراد على المتحدث باسم حزب الإخوان: إننا لانسعى للصدام ولايمكن فرض آراء بالقوة، وتابع أن عدد المعتصمين أمام الاتحادية 16 خيمة فقط والتظاهر السلمى حق للجميع ونحن لن نصطدم بهم وتركنا ميدان التحرير من أجل عدم إراقة الدماء وتابع لايمكن أن نترك كل مكان نريد ان نتظاهر فيه من أجل اعتصام 16 فردا مطالبا الجميع بالبعد عن الصدام.
وأدى تراجع الشرطة مساء أمس الأول إلى إحتواء الموقف وهدوء الأوضاع حيث واصل المتظاهرون هتافاتهم امام القصر الجمهورى.. فيما كتب عدد منهم على جدران القصر «محمد مرسى هارب من العدالة ومطلوب القبض عليه» و«يا مرسى يا ستبن هنرجعك السجن» فى إشارة إلى أن الرئيس مرسى كان مرشحا احتياطيا لجماعة الإخوان المسلمين فى الانتخابات الرئاسية ونافس مع خروج خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة من المنافسة لأسباب قانونية حيث صدر بحقه أحكام قضائية نهائية فى قضايا غسيل أموال.
 
 
وخلال المسيرات ارتدى شباب عصابات سوداء على الرأس تحمل عبارات «لا للدستور» فيما ارتدت فتيات وسيدات ملابس سوداء فى إشارة للحداد على الديمقراطية، وحمل متظاهر لافته باللغة الإنجليزية موجه لأوباما».
 
 
وفى نفس السياق ذكرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية، أن تظاهرات أمس الأول التى وقعت أمام قصر الرئاسة «الاتحادية» بسبب رفض مسودة الدستور والإعلان الدستورى الأخير، تجعل على الرئيس محمد مرسى أن يدرس خطواته المقبلة، ويقيم أداءه خلال الأشهر الستة الماضية.
 
 
وأضافت الصحيفة- فى تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني- أن الرئيس مرسى أعلن أنه سيجرى استفتاء على الدستور المصرى الجديد -الذى يشهد استقطابًا حادًا داخل المجتمع- فى 15 ديسمبر الجاري، ولكن بعد تظاهرات الأمس فإنه من الصعب استنتاج ماذا سيحدث، هل سيستمر الرئيس مرسى فى قراره أم أن التظاهرات ستجبره على التراجع؟