السبت 22 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأزمات تلاحق الحكومة الإسبانية..ودعوات كتالونية للإضراب

الأزمات تلاحق الحكومة الإسبانية..ودعوات كتالونية للإضراب
الأزمات تلاحق الحكومة الإسبانية..ودعوات كتالونية للإضراب




برشلونة - وكالات الأنباء


يواجه ماريانو راخوى رئيس وزراء اسبانيا أكبر أزمة دستورية تشهدها بلاده منذ عشرات السنين بعد أن فتح استفتاء الاستقلال الذى أجراه إقليم كتالونيا وشابته أعمال عنف يوم الأحد الباب أمام سعى أغنى أقاليم اسبانيا للتحرك صوب الانفصال بدءا من الأسبوع الجاري.. وساد الهدوء شوارع برشلونة عاصمة الإقليم أمس غير أن افتتاحيات الصحف قالت إن الاستفتاء المحظور، الذى قال مسؤولون من الإقليم إن 90 فى المئة من الناخبين اختاروا فيه الانفصال عن اسبانيا، هيأ الساحة لصدام حاسم بين السلطة المركزية فى مدريد والإقليم.. وقالت صحيفة لافانجارديا المعتدلة التى تصدر فى كتالونيا فى افتتاحية «الأمور قد تتدهور» وذلك بعد أن استخدمت الشرطة الهراوات والطلقات المطاطية لإفشال الاستفتاء الأمر الذى أدى إلى أعمال عنف أصيب فيها 840 شخصا.. وأضافت الصحيفة «نحن ندخل مرحلة من الإضرابات واحتجاجات الشوارع.. مع حركة أكبر وقمع أكبر».. ويعد إقليم كتالونيا مركزا للصناعة والسياحة ويمثل حوالى خمس الاقتصاد الإسبانى ويعد قاعدة إنتاجية لشركات عالمية كبرى مثل فولكسفاجن ونستلة كما أنه يضم أسرع موانئ الشحن نموا فى أوروبا.
وأعلن زعيم إقليم كتالونيا كارلس بودجمون أن الناخبين أقروا حق الاستقلال وقال: إنه سيطرح النتائج على البرلمان المحلى الذى يملك عندئذ سلطة بدء عملية الاستقلال.. وسيؤدى ذلك إلى زيادة التوترات فى الإقليم، الذى يبلغ عدد سكانه 7.5 مليون نسمة وكان فى السابق إمارة لها لغتها وثقافتها، وربما يضر ذلك بالاقتصاد الإسبانى الناهض.. وانخفضت العملة الأوروبية الموحدة اليورو ثلث سنت أمريكى بعد الاستفتاء رغم أنها استردت خسائرها فيما بعد.. وهبط مؤشر البورصة الإسبانية 1.3 فى المئة فى بداية التعاملات يوم الاثنين وارتفعت عوائد السندات الحكومية.. وتتوقع أغلب بنوك الاستثمار حل الأزمة فى نهاية المطاف بعرض راخوى حكما ذاتيا أوسع على الإقليم.. ودعت الاتحادات العمالية فى كتالونيا إلى إضراب عام اليوم الثلاثاء.. ودعا راخوى لإجراء مباحثات سياسية تشارك فيها كل الأحزاب «لتدارس مستقبل» كتالونيا لكنه ظل على رفضه التام لخيار استقلال الإقليم.. وأدت المحاولات التى بذلتها حكومة مدريد لمنع الاستفتاء بقوة الشرطة إلى انتقادات من دول أخرى أعضاء فى الاتحاد الأوروبى من بينها بريطانيا وبلجيكا. لكن مفوضية الاتحاد الأوروبى التزمت الصمت.
وقالت صحيفة «البايس» المناهضة للاستقلال فى افتتاحية عن «عجزه المطلق عن إدارة الأزمة منذ البداية».. وقالت حكومة كتالونيا إن 2.26 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم فى الاستفتاء بنسبة مشاركة بلغت نحو 42% رغم حملة الشرطة.. من جانبه قال راخوى فى خطاب بثه التلفزيون إنه سيدعو لمحادثات بين كل الأحزاب «للتفكير فى المستقبل» مؤكدا أن الحوار بشأن قطالونيا سيكون «فى إطار القانون».
وقال راخوى: «لن نسمح بإهدار 40 عاما من الوئام من خلال ابتزاز البلد بأكملها. آمل أن يتخلوا عن هذا المسار الذى لا يقود إلى شيء»..
«استخدام القانون لتعليق الحكم الذاتي»
من جانبه، قال رفائيل كاتالا وزير العدل الإسبانى: إن مدريد يمكنها استخدام سلطتها الدستورية لوقف الحكم الذاتى فى إقليم كتالونيا إذا ما أعلن برلمان الإقليم الاستقلال.. وبموجب المادة 155 بالدستور الإسبانى يمكن للحكومة المركزية تعليق سلطة الحكم الذاتى فى الإقليم الواقع فى شمال شرق البلاد.
وقال كاتالا فى حديث تلفزيونى «المادة 155 موجودة. سنستخدم قوة القانون كاملة. واجبنا هو حل المشكلة وهذا ما سنقوم به رغم أن استخدام بعض الإجراءات قد يكون موجعا. لكن إذا أعلن أحدهم الاستقلال سنقوله له إنه ليس باستطاعته ذلك».
«893 مصابا فى اشتباكات الاستفتاء»
فى المقابل، قالت هيئة الصحة فى إقليم قطالونيا الإسبانى: إن 893 شخصا تلقوا رعاية طبية نتيجة لإصابات لحقت بهم خلال اشتباكات مع الشرطة الأحد أثناء إجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم.
وأضافت فى بيان: إن أربعة من المصابين حالتهم خطيرة لكنها مستقرة.