«العطش» يهدد «هبة النيل»!
هانى دعبس
بعد ليلة وضع فيها المصريون أيديهم على قلوبهم خوفا من شبح «العطش» الذى طل بظلاله مساء أمس الأول عقب قرار إثيوبيا بتحويل مجرى «النيل الأزرق» لاستكمال إنشاء سد النهضة، خرج السفير عمر عامر المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أمس ليؤكد أن القرار الإثيوبى لن يكون له أى تأثير سلبى حول كميات المياه التى تصل إلى مصر.
وقال «عامر» فى مؤتمر صحفى عقده بمقر الرئاسة: الإجراء هندسى فإما أن يتم تحويل المجرى المائى أو تجفيفه، وإننا ننظر إلى هذا القرار باعتباره إجراء طبيعيا.
وتابع «المتحدث الرئاسى» قائلا: «هناك لجنة ثلاثية تتكون من مصر والسودان وإثيوبيا من المفروض أن تقدم تقريرا حول هذا الموضوع وندرس الدراسات التى تقدمت بها إثيوبيا».
وحول موقف مصر، قال «عامر»: «تقرير اللجنة سيصدر خلال ساعات وعندما يتم الاطلاع عليه سيتم إعلان موقفنا من هذا الموضوع بشكل كامل».
أما د. محمد بهاء الدين وزير الرى فأكد أن بدء اثيوبيا فى إجراءات انشاء سد النهضة التى تجرى منذ فترة لا تعنى موافقة مصر على انشاء هذا السد، قائلا: «إننا مازلنا فى انتظار ما تسفر عنه أعمال اللجنة الثلاثية التى من المتوقع أن ترفع تقريرها خلال أيام».
وأشار الوزير إلى أن إجراءات تحويل الأنهار عند موقع انشاء السدود هو إجراء هندسى بحت يهدف إلى إعداد المواقع لبدء عملية الانشاء.
لكن عملية التحويل لا تعنى منع جريان المياه، واستكمل «بهاء الدين» قائلا: «موقف مصر المبدئى هو عدم قبولنا لأى مشروع يؤثر بالسلب على التدفقات المائية الحالية التى تعود من خلال التحويلة إلى المجرى الرئيسى مرة أخرى».
وأضاف: «هناك سيناريوهات جاهزة لجميع النتائج المتوقعة والمبنية على التقرير الفنى الذى تقدمه اللجنة الثلاثية».
ومن الخبراء فى ملف «حوض النيل» أكد وزير الرى والموارد المائية الأسبق «محمود أبوزيد» أن تحويل مجرى النيل الأزرق أمر طبيعى وليس غريبا، قائلاً: «إن الخطوة الأكثر خطورة هى بناء سد النهضة نفسه لما سيترتب عليه من آثار خطيرة»
وطالب «أبوزيد» الحكومة المصرية بالتحرك الفورى لانقاذ ما يمكن انقاذه فيما يخص بناء سد النهضة فى اثيوبيا وما سيترتب عليه من آثار سلبية على مصر.
بينما حذرت جبهة الضمير، مما وصفته بالتعامل بطريقة لينة من قبل مؤسسة الرئاسة الحالية التى تتشابه مع النظام السابق، فيما يتعلق بالتعامل مع اثيوبيا وبناء سد النهضة، مشيرة إلى أن اثيوبيا تصر على اتخاذ مواقف احادية الجانب بما يخالف الحقوق والمواثيق الدولية.
وناشدت الجبهة فى بيان أصدرته أمس القوى الوطنية أن تشكل شبكة قوية تتصدى لاثيوبيا ولا تسمح لها ببناء السد، داعية الجميع لليقظة والاستعداد للمواجهة.
يذكر أن سد النهضة يهدد مصر بكارثة إنسانية وبيئية خطيرة إذ يحذر خبراء السدود من خطورة انهياره خاصة أنه سيتم تشييده على منحدر شديد الوعورة وأساسات لا تزيد على درجة ونصف درجة فقط إذا ما قورنت بالسد العالى الذى يبلغ 8 درجات.
ومن المنتظر أن يخزن السد عند اكتماله 73 مليار متر مكعب من المياه، مما سيؤدى إلى حدوث عجز بنسبة 20٪ من حصة مصر من مياه النيل خاصة وأن 86٪ من المياه تأتى إلى مصر والسودان عن طريق الهضبة الاثيوبية.