الصحافة العربية ترصد: مصر بين الميدان والقصر
روزاليوسف اليومية
كتب ـ صلاح أحمد نويرة
حذرت عدة صحف عربية من خطورة الانقسام والفرقة في مصر، وأجمعت هذه الصحف الصادرة اليوم في افتتاحياتها علي أن الانقسام والعنف اللذين تشهدهما مصر حاليا يجعلها تدخل في نفق مظلم لن تخرج منه الا مثخنة الجراح حيث تحتاج لسنوات طويلة لاستعادة عافيتها.
ودعت الصحف الي حوار وطني شامل يجمع جميع التيارات والأحزاب السياسية علي طاولة واحدة ودون شروط مسبقة للتوافق علي مخرج من الأزمة يحفظ ويحمي مصر والشعب المصري ويحمي مكتسبات ثورة 25 يناير المجيدة التي تحققت بفضل تضحيات الشعب المصري ووحدته وقوة إرادة أبنائه.. محذرة في الوقت ذاته من ان تنامي مشهد الانقسام السياسي والانقسام في الشارع المصري من شأنه ان يهدد بنشوب حرب أهلية في البلاد لن يربحها أحد وستعود بالضرر علي مصر والوطن والشعب.
قالت صحيفة «الراية» القطرية في افتتاحيتها إن مظاهرات اليومين الماضيين التي سقط فيها قتلي وجرحي في صفوف المواطنين المصريين رغم المناشدات التي صدرت من الأزهر الشريف بالتعبير السلمي وعدم استخدام العنف وحرمة الدم المصري تثير القلق والخشية من أن تشهد مظاهرات اليوم أعمال عنف تتسبب في خسارة الأرواح والممتلكات وتزعزع الأمن والاستقرار في البلاد.
وأشارت «الراية» إلي أن الاحتقان السياسي وعدم الاستقرار وفشل السلطة والمعارضة في الجلوس علي طاولة الحوار والاتفاق علي مخرج ساهمت في تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد وفي ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتكرار انقطاع الكهرباء وشح الوقود وسوء الخدمات التي تقدم للمواطنين والتي تدفعهم للتمرد والتظاهر وتعطيل مناحي الحياة.
وتحت عنوان (مصر.. لا بديل للحوار) قالت صحيفة «الشرق» في افتتاحيتها إنه منذ اندلاع ثورة 25 يناير العظيمة في مصر وانتصار الشعب في إزالة النظام السابق، لا تزال «أم الدنيا» تعاني من صعوبات الانتقال ومعركة ترسيخ الديمقراطية في البلاد، حيث تعيش مصر حالة من الانقسام العميق وصلت الي المطالبة بإطاحة الرئيس محمد مرسي.
وبينت ان ساحات مصر في المدن والمحافظات تحولت الي ساحات للمواجهة والاشتباكات بعد حالة الاستقطاب الحاد، مما اثار المخاوف من ان مصر علي اعتاب مرحلة خطيرة، الامر الذي دفع مؤسسة الازهر الي اطلاق التحذيرات من دخول البلاد في حرب اهلية.
وقالت صحيفة «الخليج» الاماراتية تحت عنوان (30 يونيو.. يوم آخر) إن كل الأنظار تتجه اليوم إلي مصر التي تتحرك لتجديد ثورتها وتصحيح مسارها بعد أن اختطفها «الإخوان» لمدة عام بعدما اختزلوا كل مصر بحزبهم وكل المسلمين بجماعتهم ومعتقدهم - علي حد تعبير الصحيفة-.
وأشارت إلي أن شعارات الثورة «حرية..عدالة..وكرامة إنسانية» سقطت خلال عام من السلطة ولم يبق من هذه الشعارات إلا الشعارات نفسها التي تتردد في ميادين مصر الآن لأن النظام الحاكم أوصل مصر إلي حافة الهاوية بل هو يسوق مصر إلي خيارات صعبة وخطرة قد تؤدي إلي مواجهات دموية.
وأكدت الصحيفة أن اليوم «30 يونيو» هو يوم استثنائي في تاريخ مصر وسوف يؤرخ أن ما بعد «30 يونيو» سيكون غير ما قبله لأن الشعب الذي قام بثورة لا مثيل لها يوم «25 يناير» وحطم كل حواجز الخوف التي حاصرته لأكثر من أربعين سنة لن يخدع ولن يقبل بأضاليل وأكاذيب ولن يخضع لترهيب وتخويف الجنة والنار والحق والباطل التي تحمل في ثناياها تهديدا بالعقاب - حسب الصحيفة -.
أكدت صحيفة «الوطن» الاماراتية تحت عنوان (مصر تقرر مسارها ومصيرها) أن أنظار العالم تتوجه اليوم إلي مصر..مصر اليوم قبلة النظر والرأي والخوف والقلق والهواجس والتطلع أيضا اليوم ستكون ميادين مصر بؤرة التركيز والتفكير والتحليل والتشوف حيث يخرج إلي الشارع ملايين المصريين حسب التوقعات ليقولوا كلمتهم النهائية في حكم جماعة الإخوان المسلمين.
أما صحيفة «عمان» العمانية فقد قالت في افتتاحيتها اليوم أن كل القلوب والأفئدة تتجه اليوم صوب أرض الكنانة، التي كرمها الله تعالي في قرآنه الكريم، والتي تضم خير أجناد الأرض، فكل المحبين، وكل المهتمين بحاضر ومستقبل المنطقة يتابعون باهتمام، وقلق أيضا ما يجري الآن في الشقيقة مصر، وما قد يتمخض عنه من نتائج وآثار، من المؤكد أنها ستستمر تؤثر في دوائر عديدة لوقت غير قليل.
وأوضحت صحيفة «عمان» تحت عنوان (كل المحبين يتمنون السلامة لمصر) بأن مصر اليوم تقف شعبا ودولة ومجتمعا أمام تفاعلات وتطورات جسام، ليس فقط بالنسبة لمصر وشعبها الشقيق، ولكن أيضا بالنسبة لشعوب المنطقة ودولها، وذلك لسبب بسيط هو أن استقرار مصر وتقدمها وازدهارها ينعكس علي كل المنطقة، بشكل مباشر وغير مباشر.
ورأت «عمان» في الختام أن الأولوية في مصر الآن هي منع الانحدار إلي هاوية الصدام بين أبناء الشعب الواحد، وإيجاد مخرج لبناء اللحمة المصرية، التي طالما تمتعت بها مصر عبر تاريخها.