الأحد 6 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القومى للترجمة يحتفى بمشروع البحراوى الوثائقى «أكتوبر فى الوثائق الإسرائيلية»

تزامنًا مع احتفالات وزارة الثقافة بانتصارات أكتوبر المجيدة، ينظم المركز القومى للترجمة، برئاسة الأستاذة الدكتورة كرمة سامى مدير المركز القومى للترجمة، ندوة لتكريم الراحل إبراهيم البحراوى والتحدث عن تجربته الفريدة فى ترجمة الوثائق السرية الإسرائيلية عن حرب أكتوبر،وذلك فى تمام الخامسة من مساء غدًا الثلاثاء الموافق 6 أكتوبر 2020 بقاعة طه حسين بمقر المركز القومى للترجمة ويعقب الندوة تكريم اسم الراحل إبراهيم البحراوى، ويتسلم التكريم الأستاذة  أميرة البحراوى. يشارك فى الندوة كل من: الأستاذ الدكتور صابر عرب وزير الثقافة الأسبق، اللواء محمد عبدالمقصود رئيس المركز المصرى للدراسات الاستراتيجية وتنمية القيم الوطنية ورئيس الإدارة المركزية للأزمات بمركز دعم اتخاذ القرار بمجلس الوزاء، اللواء نادر الأعصر مسئول ملف فلسطين الأسبق بالمخابرات العامة والأستاذ الدكتور أشرف الشرقاوى أستاذ الدراسات الإسرائيلية ورئيس قسم اللغات الشرقية.



يدير الندوة الأستاذة هالة العيسوى مدير تحرير جريدة الأخبار ومشرف صفحة من قلب إسرائيل.

ترجع أهمية دراسة هذه الوثائق- الذى صدرت منها حتى الآن 5 مجلدات- إلى أن كثيرًا من المعلومات المتداولة فى الإعلام حول الهزيمة العسكرية والصدمة الإسرائيلية ونجاح خطة الخداع الاستراتيجى المصرية ترد مستندة إلى وثائق رسمية تجعل المعلومات حقائق نهائية، وتجعل الروايات تاريخًا موثقًا أمام الأجيال الجديدة غير قابل للنفى أو الإنكار من جانب المصادر الإسرائيلية، فإن هذه الوثائق تدحض الإدعاء الإسرائيلى حول نتيجة الحرب وتكشف أبعاد الهزيمة فى ميدان القتال أمام الجيش المصرى. ورغم مرور أكثر من أربعين عاما على الحرب، فقد قرر رئيس الوزراء الإسرائيلى حجب عدد لم يحدد من الوثائق مستندًا إلى أن القانون يسمح له بمد فترة حظر نشر وثائق الدولة إلى خمسين عاما، وهو أمر يستوجب الانتباه لما هو مختف، فان هذا الميل لإخفاء أمور بعينها يمتد إلى بعض أجزاء من الوثائق التى تم الإفراج عنها، وقد مُيز هذا فى بعض الوثائق التى تمت ترجمتها بعبارة (حذف بواسطة الرقابة العسكرية الإسرائيلية)، من ناحية أخرى فان دراسة هذه الوثائق سوف تعين الباحثين العسكريين والسياسيين على كشف أسباب التناقض فى الروايات التى قدمها القادة الإسرائيليون فى مذكراتهم المتضاربة عن مسار الحرب وعن مسئولية كل منهم عن الهزيمة، فإن محتوى هذه الوثائق خاصة بما يتعلق بالدور الأمريكى المباشر فى الحرب يكشف زيف المحاولات الإسرائيلية لانتحال الانتصار، وذلك عندما نتبين من نصوص الوثائق إن طريق القوات المصرية إلى داخل إسرائيل كان مفتوحًا لولا تدخل الولايات المتحدة بالعتاد والرجال والسلاح المتقدم.

تطرح مادة الكتاب سؤالاً من شقين، الأول هو لماذا صممت السلطات الإسرائيلية على حجب أهم الوثائق لمدة أربعين عامًا؛ والثانى، لماذا تعمدت حذف بعض الكلمات أو الأسطر والفقرات من الوثائق التى نشرت، فنحن أمام مادة جديرة بالبحث المتعمق من جانب المثقفين والإعلاميين والباحثين فى الشئون السياسية والعسكرية وشئون المخابرات لكشف أبعاد الانتصار المصرى وأعماق الهزيمة الإسرائيلية. 

جدير بالذكر أن الجزء الأخير الذى أشرف الراحل على ترجمته قبل وفاته هو الجزء الرابع أ، والذى يحتوى على تقارير لجنة أجرانات. يتحدث الأستاذ الدكتور ابراهيم البحراوى- أستاذ الدراسات العبرية بجامعة عين شمس، وصاحب فكرة هذا المشروع الوثائقى- فى مقدمة الكتاب، عن مدى الصعوبة التى واجهته للحصول على نصوص الوثائق، والتى نشرها أرشيف الجيش الإسرائيلى باللغة العبرية، وذلك لما تمثله تلك الوثائق من حق وطني وتاريخي للأجيال الجديدة، حيث حجب الإسرائيليون هذه الوثائق لمدة أربعين عامًا ليخفوا حقائق الانتصار المصرى ويحفظوا معنوياتهم من الانهيار، ولم يكتفوا بذلك بل إنه عندما نشر أرشيف الجيش الإسرائيلى الوثائق على موقعة الإلكترونى قام فى الوقت نفسه بوضع عقبات فنية تحول دون الاطلاع عليها بسهولة بالنسبة للباحثين المصريين تحديدًا، وتمكن فريق من خبراء المواقع الإلكترونية من التغلب على هذه العقبات.