الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القاهرة والخرطوم تطالبان إثيوبيا بإبداء حسن النية

فى إطار التواصل الأخوى والتشاور المستمر بين مصر والسودان، وتعزيزًا للروابط الأزلية والمصالح المشتركة لشعبى وادى النيل، وصلت إلى القاهرة، أمس د. مريم الصادق المهدى، وزيرة الخارجية السودانية، فى أول زيارة لها لمصر.



من جانبه، رحب سامح شكرى، وزير الخارجية، بزيارة نظيرته السودانية والوفد المرافق لها، مؤكدًا التزام مصر الراسخ بدعم المرحلة الانتقالية فى السودان، والوقوف إلى جانب تطلعات الشعب السودانى فى التقدم والازدهار وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر 2018 المجيدة، ومجددًا التهنئة للشعب السودانى على التوقيع على اتفاق السلام، محييًا فى هذا الصدد جهود الحكومة السودانية التى لم تتوانَ عن بذل الجهد لتحقيق آمال وتطلعات الشعب السودانى التى خرج يطالب بها فى ثورته المجيدة، وذلك من خلال التطورات الإيجابية الكبيرة التى يشهدها السودان حاليًا لكسر العزلة الدولية التى كانت مفروضة على الشعب السودانى.

فيما، أعربت الوزيرة عن تقديرها وشكرها لنظيرها المصرى، لحسن الاستقبال وكرم الضيافة، مجددة الشكر والتقدير للجانب المصرى على المبادرة بمساعدة الشعب السودانى فى كل الظروف خاصة خلال موسم الأمطار والسيول التى عانت منها السودان خلال شهر سبتمبر الماضى ومبادرة مصر بإرسال جسر جوى من المساعدات، وكذلك المبادرة بإرسال جسر جوى آخر لنقل عشرة مخابز آلية للخرطوم لحل أزمة الخبز، وإرسال الفرق الطبية لمساعدة المتضررين من السيول وكذلك فريق من الأطباء الاستشاريين المصريين لعلاج مصابى ثورة ديسمبر المجيدة.

وناقش الجانبان، خلال المباحثات الثنائية، فرص تطوير التعاون فى مجال الاستثمار والمجالات المتاحة للشركات المصرية للاستثمار فى السودان، بما يحقق المصالح المتبادلة للطرفين، وسبل تطوير التعاون فى كل مجالات التعاون الاستراتيجى بين البلدين.

وفيما يتصل بقضية سد النهضة، أكد البلدان أهمية التوصل لاتفاق قانونى ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبى يُحقق مصالح الدول الثلاث ويحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان ويُحدُ من أضرار هذا المشروع على دولتى المصب، فضًلا عن أن البلدين لديهما إرادة سياسية ورغبة جادة لتحقيق هذا الهدف فى أقرب فرصة ممكنة، كما طالبا إثيوبيا بإبداء حسن النية والانخراط فى عملية تفاوضية فعّالة من أجل التوصل لهذا الاتفاق.  

وأكدت الدولتان، تقديرهما للجهد الذى بذلته جمهورية جنوب إفريقيا الشقيقة خلال رئاستها للاتحاد الإفريقى فى تسيير مسار مفاوضات سد النهضة، كما رحبا بتولى جمهورية الكونجو الديمقراطية قيادة هذه المفاوضات بعدما تبوأ الرئيس فيلكس تشيسيكيدى رئيس جمهورية الكونجو الديمقراطية رئاسة الاتحاد الإفريقي، حيث أكدا دعمهما الكامل لجهود ودور جمهورية الكونجو الديمقراطية فى هذا الصدد.    

كما أعرب الوزيران عن القلق إزاء تعثر المفاوضات التى تمت برعاية الاتحاد الإفريقي، مشددين على أن قيام إثيوبيا بتنفيذ المرحلة الثانية من ملء سد النهضة بشكل أحادى سيشكل تهديدًا مباشرًا للأمن المائى لمصر والسودان، وخاصة فيما يتصل بتشغيل السدود السودانية ويهدد حياة 20 مليون مواطن سودانى، كما أكدا أن هذا الإجراء سيعد خرقًا ماديًا لاتفاق إعلان المبادئ المبرم بين الدول الثلاث فى الخرطوم بتاريخ 23 مارس 2015.

وشددا الوزيران، على تمسك البلدان بالمقترح الذى تقدمت به السودان ودعمته مصر حول تطوير آلية التفاوض التى يرعاها الاتحاد الإفريقى عبر تشكيل رباعية دولية تقودها وتسييرها جمهورية الكونجو الديمقراطية بصفتها الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى، وتشمل كلًا من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة للتوسط فى المفاوضات، حيث دعا البلدان هذه الأطراف الأربعة لتبنى هذا المقترح والإعلان عن قبولها له وإطلاق هذه المفاوضات فى أقرب فرصة ممكنة.