الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الغضب يسيطر على السويس ومتظاهرون يغلقون الصحراوى الشرقى وتهديدات بالزحف نحو "سجن طرة"




تباينت ردود الأفعال فى محافظات السويس عقب سماع النطق بالحكم على الرئيس السابق حسنى مبارك واللواء حبيب العادلى بالسجن المؤبد وبراءة نجليه علاء وجمال ومعاونى وزير داخليته مابين مؤيد ومعارض للأحكام.
 
ففى السويس توافد المئات من المواطنين على ميدان الأربعين اعتراضا على الحكم مطالبين بإعدام مبارك ونجليه وأعوانه مرددين هتافات «الشعب هوا القاضى ومبارك مصيره زى القذافى – القصاص القصاص للى ضربنا بالرصاص – إصحى يامصر أوعى تنامى عصر مبارك راجع تانى – وحياة دمك يا شهيد الثورة راجعة من جديد» وقطع المتظاهرون كل الطرق المحيطة بميدان الاربعين.. مؤكدين قيامهم بالزحف الثانى إلى مبارك للقصاص بأيديهم وأدى المتظاهرون شعائر صلاة الظهر بميدان الاربعين بعد غلق الميدان.
 
وفى القطاع الريفى بمحافظة السويس بكت السيدة كوثر زكى، والدة الشهيد الأول بالثورة المصرية بالسويس «مصطفى رجب» مؤكدة أن الحكم لم يشف غليلها بفقدانها لنجلها على يد قتلة مبارك.
 
وأشارت إلى أنها فرحت بشدة فى الجزء الأول من منطوق الحكم ولكن بمجرد انتهاء المحاكمة لم تكتمل فرحتها ودخلت فى بكاء شديد لافتة إلى أنه تسبب فى مقتل آلاف المصريين آخرهم شهداء 25 يناير وفى النهاية يحكم عليه بالمؤبد بداخل مستشفى وليس بالمؤبد «بسجن فعلى».
 
وفى مقهى «كوستا» بمنطقة الكورنيش أعلن أغلب أهالى الشهداء عن غضبهم من الحكم على معاونى مبارك ونجليه بالبراءة بعد أن هلل أهالى الشهداء «بالزغاريد» فى الجزء الأول من منطوق الحكم.. مؤكدين أن الحكم لا يتناسب مع الجرائم التى ارتكبوها ضد شعب مصر خلال السنوات الماضية وأثناء أحداث ثورة 25 يناير.
 
وفى مسجد الشهداء أعلن الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية غضبه من الحكم مؤكدا أنه كان يتوقع الحكم بالإعدام على مبارك ومعاونيه وليس المؤبد لمبارك والبراءة لمعاونيه ونجليه مشيرا إلى أن الحكم بالإعدام كان سيريح كل المصريين وتهدأ البلاد ولكن الحكم سيثير غضب الكثير من المواطنين.
 
وفى «مقهى سوريا» أبدى المواطنون فرحتهم بمنطوق الحكم بالمؤبد على مبارك وغضبهم من الحكم على أعوانه ونجليه بالبراءة.
 
وأعرب الكابتن غزالى شاعر المقاومة الشعبية بالسويس عن استيائه من الحكم المتوقع بحد قوله مشيرا إلى أنهم يأخذون البلاد الى طريق النيران مرة أخرى والبلاد لن تهدأ إلا بالقصاص العادل.
 
وفى سياق آخر كثفت الآليات العسكرية من تواجدها حول مقر الحاكم العسكرى ومديرية الأمن وديوان عام المحافظة والأمن الوطنى والقومى.
 
 كما انتشر عدد كبير من المدرعات وأفراد الجيش والشرطة حول المجرى الملاحى لقناة السويس والبنوك وشركات البترول والمؤسسات الحيوية بالسويس.
 
وفى بنى سويف أغلق عدد من المتظاهرين وأهالى الشهداء الطريق الصحراوى الشرقى (بنى سويف – حلوان) ومنعوا مرور السيارات اعتراضا على أحكام البراءة التى حصل عليها المتهمون فى قضية قتل المتظاهرين ورددوا هتافات «ثوار أحرار هنكمل المشوار، وحياة دمك يا شهيد ثورة تانى من جديد، الشعب يريد إعدام المخلوع، القصاص القصاص ضربوا إخواتنا بالرصاص، يا نجيب حقهم يا نموت زيهم، الشعب يريد إعدام المشير، أحمد رفعت باطل».
 
وفيما دعا المتظاهرون بالزحف على سجن طرة لاقتحامه وخطف علاء وجمال مبارك والعادلى ومساعديه قبل أن تتم إجراءات الافراج عنهم.
 
تمركزت وحدات من القوات المسلحة تدعمها المدرعات أمام بوابة الكريمات لمنع مرور المتظاهرين.
 
ومن ناحية أخرى قرر أعضاء ائتلاف ثورة 25 يناير وحركة 6 إبريل تنظيم وقفة احتجاجية صامتة بالملابس السوداء أستنكارًا لما سموه تمثيلية هزلية أطلق عليها مجازا محاكمة.
 
 وتوقع حسام الليثى المتحدث باسم حركة 6 إبريل أن تكون براءة «مساعدى العادلى» مقدمة لحصول الضباط قتلة الثوار ببنى سويف على البراءة أيضا.  
 
وفى أسيوط نظم العشرات من التابعين لحركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية وعدد من ائتلاف شباب الثورة وشباب الحزب الناصرى وقفة احتجاجية أمام محكمة أسيوط احتجاجا على الأحكام الصادرة بحق الرئيس السابق مبارك ونجليه ومعاونيه.
 
وقال الدكتور على سيد منسق حركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية: إن هذه الأحكام الصادرة بحق المتهمين غير كافية وهى أحكام سياسية.
 
وأصبح هناك فرصة لمبارك وحبيب العادلى للحصول على البراءة وخاصة أن هذه أحكام أول درجة، وأن هناك استئنافًا وحصول الفاعلين الأصليين على براءة هو تمهيد لحصول مبارك، والعادلى على براءة أيضا.
 
ويرى جمال عسران المحامى والناشط السياسى أن الحكم على العادلى ومبارك حكم كاف ويعتبر بمثابة إدانه للنظام والسياسات السابقة.
 
وفى المقابل اتهم محمد سلطان منسق «التراس» عمر سليمان بأسيوط جماعة الإخوان المسلمين بأن لهم دورًا فى قتل المتظاهرين بعد أن أكدت المحكمة فى جلسة النطق بالحكم والمتهم فيها مبارك ونجلاه ووزير الداخلية و6 من معاونيه أن الأسلحة المستخدمة فى قتل المتظاهرين لا تدخل ضمن تسلح الشرطة المصرية.
 
وقال سلطان: إنه لا يوجد تعقيب على حكم و مما يثير الشك من جديد أن من تعمد قتل الثوار واقتحام السجون هما حركتا حماس والإخوان.
 
وطالب سلطان بمحاكمة خالد مشعل ومحمد بديع مشيرا إلى أن كلام المحكمة بأن الأسلحة التى استخدمت فى قتل المتظاهرين تثبت كلام اللواء عمر سليمان بأن هناك عناصر خارجية اندست بين المتظاهرين لإحداث فتنى وفوضى.
 
وأكد سلطان أن الإخوان المسلمين كان لهم دور فيما حدث من قتل المتظاهرين وفتح للسجون.
 
 وفى الإسماعيلية دعا عدد من القوى السياسية والحقوقية إلى تنظيم وقفة احتجاجية بميدان الممر تحت شعار الثورة مستمرة ووصفت الدكتورة سعاد حمودة «الناشطة السياسية» الحكم بأنه (حكم سياسى أكثر منه قانونيًا) وأصاب الجميع بحالة من الاحباط.. فليس من المنطقى أن يحاكم العادلى وتبرئة التنفيذيين العاملين تحت إدارته فهم فاعلون أصليون.
 
وفى كفر الشيخ علت صيحات البعض بمجرد نطق المستشار أحمد رفعت بالمؤبد لمبارك والعادلى أمس.. الله أكبر الله أكبر معبرين عن فرحتهم وفى حين صب البعض الآخر جام غضبه على هذا الحكم المخفف من وجهة نظرهم. كما قامت بعض السيدات من شرفات المنازل بمدينة كفر الشيخ بإطلاق الزغاريد فرحا بذلك الحكم ومنهم من تعالت صوتها بالصراخ والعويل والبكاء لأن دماء الشهداء ذهبت سدى دون أن يكون لها ثمن يستحقه الجناة.
 
وأكد مصطفى القصيف رئيس منظمة الوطن لحقوق الإنسان أن المحاكمة غير عادلة مما يجعل كثيرًا من الشعب أن يشكك فى نزاهة القضاء ومما يثير الشك فيما حدث ولايطفئ نار كثيراً من أسر الشهداء.
 
وكنت أتوقع حكمًا على بعض مساعدى العادلى وحكمًا على جمال وعلاء مبارك لتهدئة الرأى العام ولكن حكم القضاء لا يعبر عن الرأى العام وأعتقد أن محكمة النقض سوف تعيد الحكم مرة أخرى لتعاد محاكمتهم.
 
وأضاف مسعد محمود محمد على مهندس أن الحكم سياسى وليس حكماً قضائيًا وشعر أن القانون لا وجود له فكيف ينال علاء مبارك وجمال البراءة وكيف يحكم على العادلى بالمؤبد فقط دون أن يحكم عليه بالإعدام والحاصلون علي براءه سيعودون لممارسة عملهم وهذا أمر نعترض عليه.
 
وفى الغربية خرجت بعض المسيرات بشوارع مدينتى طنطا والمحلة الكبرى شارك فيها بعض الحركات والقوى الثورية للمطالبة بتطهير القضاء ومنددة بالحكم الصادر ببراءة مساعدى العادلى ونجلى الرئيس السابق من قضية قتل المتظاهرين وبراءة مبارك من قضايا الفساد المالى.
 
كما تم تنظيم وقفتين احتجاجيتين بساحة شهداء الثورة بمدينة طنطا وميدان الشون بمدينة المحلة الكبرى ردد خلالها المتظاهرون الهتافات المناهضة للحكم الصادر فى قضية قتل المتظاهرين وكذا المطالبة برحيل المجلس العسكرى.
 
وطالب المتظاهرون بإعادة المحاكمة مرة أخرى والقصاص العادل لدماء الشهداء وتشكيل محاكمات ثورية وسرعة الفصل فى هذه القضايا معبرين عن خوفهم واستيائهم من خروج جميع ضباط الشرطة المتهمين فى قضايا قتل المتظاهرين فى المحافظات على أثر الحكم الصادر ببراءة مساعدى العادلى.
 
وقال مجدى خليفة عضو الجبهة القومية للعدالة والحرية إن هذا الحكم لن يرضى أهالى الشهداء ولا شباب الثورة وإننا نرفض هذا الحكم خاصة أنه بات من المرجح قيام مبارك والعادلى بنقض هذا الحكم أو الحصول على عفو صحى لتقدم السن.. وبذلك تصبح المحاكمة كأنها تمثيلية وضياع دم الشهداء الذين ضحوا بدمائهم من اجل الثورة. سادت حالة من الغضب والاستياء دخل الشارع القليوبيى احتجاجا على حكم المحكمة الصادر ضد الرئيس السابق ونجليه ووزير الداخلية الأسبق وكبار قيادات الشرطة حيث نظم أهالى أسر شهداء الثورة وعدد من الحركات الثورية والائتلافات الشبابية بالمحافظة وقفة احتاجية بمدينة بنها للتعبير عن رفضهم للحكم مؤكدين أنه ليس عادلا مشيرين إلى أن الحكم أهدر دماء شهداء ومصابى الثورة مطالبين بإعدام جميع المتهمين لأنهم قتلوا أبناء الشعب وشردوا أسرهم وتسببوا فى نشر الفساد والفوضى طوال 30 عاما.
 
 من جانبه أعلن شباب الثورة بالقليوبية عن عدم رضاهم بالحكم مؤكدين أن الحكم يعتبر بداية لعودة النظام السابق مرة أخرى فحكم مبارك والعادلى بالمؤبد سوف يتحول لمحكمة النقض وهو ما يعنى تخفيفه وبالتالى ضياع الثورة وقال محمد أحمد عضو اتحاد شباب الثورة بالمحافظة إن الحكم على مبارك ومساعديه جاء غير معبر عن رغبة الشعب فى القصاص لشهداء الثورة.