حرب كلامية بين «نساء هولاند»
روزاليوسف اليومية
عندما تدخل الغيرة النسائية معترك السياسة في فرنسا لتشق حرب الورود الشائكة طريقها بين أروقة الإليزيه، فلم تفوت «السيدة الأولي» في فرنسا فاليري تريرفيلر، فرصة لإلحاق الضربات بغريمتها ورفيقة الرئيس السابقة وأم أولاده، سيجولين رويال.
رويال، التي تعتبر المرأة الأقوي في الحزب الاشتراكي الفرنسي، تمر بمرحلة أقل ما يقال عنها إنها صعبة وهي تواجه «المنشق» عن الحزب أوليفييه فالورني، الذي ينافسها علي مقعد في انتخابات الجمعية الوطنية الفرنسية بدائرة «لاروشيل». ولكي تغضبها أكثر، نشرت تريرفيلر تغريدة علي موقع «تويتر» تدعم فيها منافس رويال، وتتمني له حظا سعيدا.
التغريدة لم تمر بسلام في حرب نسائية، تطلق عليها الصحافة البريطانية «حرب الورود»، في إشارة إلي «الوردة» وهي رمز الحزب الاشتراكي الفرنسية، وهي ورود شائكة، علي ما يبدو، إذ إن اليمين الفرنسي، كما الصحافة الفرنسية، تلقفاها ونشراها بشكل واسع، كل حسب نياته.
وحسب جرائد فرنسية، فإن تغريدة تريرفيلر ستزيد تعقيد وضع المرشحة الاشتراكية بدائرة روشفيل، رويال (58 عاماً)، والتي تطمح إلي رئاسة الجمعية الوطنية. لكن حظها العاثر، تزامن مع تنبؤ برغبة تصويت ناخبي اليمين، وبالضبط ناخبي حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، لصالح خصم رويال، وتنهي هزيمة محتملة طموحات رويال في ترؤس الجمعية الوطنية، كنوع من «التعويض» علي تعثر مسارها السياسي.
يذكر أن رويال تعرضت لهزيمة في الانتخابات الرئاسية سنة 2007 أمام نيكولا ساركوزي، وتعثرت خلال شهر أبريل الماضي في الظفر بتزكية الحزب الاشتراكي من أجل الترشح باسمه مرة ثانية لانتخابات الرئاسة.
ويبدو أن العداوة بين المرأتين لا تعود لليوم، إذ إن تريرفيلر سبق أن انتقدت عدة مرات رفيقة الرئيس السابقة، رويال التي عاشت إلي جانبه نحو 25 سنة ورزقت منه بأربعة أطفال.
من جانبهم، انقض مرشحو اليمين علي الرئيس الفرنسي هولاند، ووجهوا له انتقادات حادة.
وقال باتريك أوليي، وهو مرشح يميني في بيان أصدره: «إن القانون الفرنسي يلزم أن يساير التطورات، ومن الضروري سنّ قوانين تؤطر موقع المرأة الأولي بالبلاد».
وإلي ذلك، ذكرت الناطقة الرسمية السابقة باسم الرئيس السابق، ساركوزي، أن المشكلة التي تطرحها تصريحات رفيقة الرئيس تتركز «حول طبيعة وضعها».