الخميس 1 يناير 2026
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حصاد القوة الناعمة  فى معارك الوعى

حصاد القوة الناعمة فى معارك الوعى

الدراما فى 2025 على أرض الواقع والشاشة وكميًا تفوقت على السينما، أما مستوى الكيف فإن المستوى والمحتوى «ضعيف جدا» (ض ج) فى معارك الوعى «تضخيم من دون تنوير، والمحصلة لا وعى فى معركة الوعى بالتالى الصناعتين فى حاجة نوعية متقدمة من أسلحة التنوير وتقديم قضايا جادة وخوض حرب استنزاف جديدة لتحقيق النصر الدرامى والانحياز لقضايا المجتمع والقيام بدور فاعل ومنفعل وفعال فيه.



فى عام 2025 قدمت الدراما حوالى 58 عملًا النسبة الأكبر كانت على شاشة تليفزيون رمضان بمعدل وصل إلى 35 عملًا فى رمضان و14 عملًا فيما هو معروف فنيًا وإعلاميا «اوف سيزون»، بينما قدمت السينما حوالى 32 فيلما على مدار العام آخرها فيلما «الست» و«الملحد» وهى نسبة متدنية ومتراجعة فضلا عن ضحالة الموضوعات والقضايا المطروحة.

الخطير أن هذه المحصلة رسمتها تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أكثر من مناسبة، الأولى فى الإفطار السنوى فى أواخر شهر رمضان الذى شهده عدد من نجوم الفن ودعى إليه الفنان سامح حسين تقديرا له على التجاوب الايجابى لبرنامجه «قطايف» ورسالته البسيطة، والإحتفاء بسامح فى الحقيقة رسالة لبرامج الهزل والغث وهذه الأوصاف أطلقها الرئيس منبها الشعب بعدم الجرى وراء هذه الأطروحات التى قدمت فى هذا الشهر سواء على مستوى الدراما أو السينما، أما آخر رسالة فقد لخصت صورة المشهد العام عندما انتقد الرئيس الأعمال التى تبالغ فى التركيز على نماذج لا تعبر عن المجتمع الى جانب تعدد الاعمال التى تتحدث عن الطلاق والزواج وتصدير مثل هذه المشكلات للجمهور دون اهتمام بالنماذج الايجابية أو المنجزات التى حدثت على أرض الواقع على مدار العشر سنوات الأخيرة.

الحقيقة هنا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل توليه حكم مصر فى إشارة واضحة بأنه يقدر دور الفن حرص على عقد لقاء موسع شمل النجوم من مختلف الاجيال وفى هذا التوقيت تحدث عن وجود مشكلة فى صناعة السينما وأنها لا تقوم حتى بالدور الاجتماعى لها على عكس السينما الأمريكية المتقدمة والتى ترعى قضايا الامن القومى ومصالح المواطنين وتصدر صورة مهيبة للمجتمع الأمريكى وطالب نجوم الشعب مشاركة الدولة فى معركة استعادة الوعى والعودة الى جذور الشخصية المصرية الأصيلة سواء عن طريق عرض قضايا جادة أو استعراض سير تاريخية لمبدعين أثروا المشهد الفنى وكانوا بمثابة رموز  للأجيال الجديدة ولعل الانتقادات التى طالت فيلم “الست” لكوكب الشرق أم كلثوم تكاد تلخص المشهد وتشخص معاناة السينما المصرية فى 2025، ومعاناة الواقع نفسه كما اتضح فى عاصفة تريند «كروان مشاكل» التى تمثل إدانة للجميع فى معركة «الوعى».

فخامة الرئيس عاد وتحدث عن الدراما فى لقاءين وتحديدًا بعض الأعمال التى ترتكز على الغث والمبالغة فى عرض المشكلات، ومن هنا تتكشف عقيدة الرئيس وإيمانه برسالة الفن ودوره التنويرى كمشاهد أولا وانزعاجه من الأعمال المسفة التى تؤثر فى ثقافة المجتمع ولا تبنى أمة لها تاريخ.

الرئيس فى لقاءاته لم يشر إلى أعمال بعينها ولم يقلل من بعض الأعمال التى لاقت استحسان الجمهور وتلعب دورا تنويريا، ففى عام 2025 برزت أعمال بالفعل نالت الاستحسان والتقدير مثل: لام شمسية وتألق نجومه ومعه «ولاد الشمس وظلم المصطبة وأخواتى وقهوة المحطة» وأبدع معها بعض النجوم مثل احمد السعدنى وامينة خليل ومحمود حميدة وفتحى عبد الوهاب وياسمين عبد العزيز وروچينا ويسرا اللوزى وانتصار وريهام عبد الغفور والوجه الجديد أحمد غزى وعصام عمر وطه دسوقى وأحمد مالك بقيادة مخرجين هم مستقبل مصر فى الإخراج مثل اسلام خيرى وكريم الشناوى ومحمد على وأيضا مفكرين على مستوى الكتابة الدرامية يتقدمهم عبد الرحيم كمال وبعده بمسافة أحمد فوزى صالح ومريم نعوم وكل هذه الأسماء قادرة على استعادة الوجه المضيء للدراما والقيام بأدوار فى معركة الوعى والتنوير التى تقودها دولة 30 يونيو.. لعل 2026 عاما يصحح الأخطاء ويعيد تأثير القوة الناعمة ويحقق رسالة الفن.