كمال عامر
الوحدة.. مع الجزائر
■ فى الجزائر جرى حوار شبابى - شبابى.. حيث استقبلت بلد المليون ونصف المليون شهيد بعثة مصرية لشباب جمعية بيوت الشباب.. الجانب الجزائرى أصر على أن يقدم لنا التاريخ.. والحداثة.. وثقافة الشارع.. شاهدت البعثة الشبابية.
المبانى الإسبانية.. والفرنسية.. والحديثة.. فى مقاطعة وهران والتلمسان.. والعاصمة.. اختلاف مزاج عام وطقس متطرف وتحت الصفر.. ومعتدل.. ولكن كان أيضا هناك اتفاق حول مصر العروبة أم الدنيا فى كل مكان كنا نزوره.. وفى الشارع والمحلات التجارية.. وفى بيوت الشباب التى أقمنا فيها وهو نوع من أنواع المشاركة بالإحساس كمعيشة وحياة مع الشباب.
كان إصرارنا بالتعمق فى الشخصية الجزائرية والبحث عن إجابات لأسئلة خاصة أن مصر متعمقة فى الجزائر لما لا وهى جزء مهم من تاريخ الدولة الفتية الحديثة.. والفئات العمرية هناك مؤمنة بالدور المصرى فى تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسى والتعريب وشباب الجزائر مصر تشكل لديه الحلم فى الريادة والاختلاط.
مصر أم الدنيا نسمعها من شعب الجزائر بصفة عامة.
وبرغم كل ما شاهدته وعشته فى تلك البعثة إلا أنى لاحظت أن العلاقات المصرية - الجزائرية تحتاج إلى تنشيط وتجديد ومساندة سياسية.. خاصة أن المصريين والجزائريين لديهما من القيم المشتركة ما يضع علاقات متميزة.. الجزائر فى أشد الحاجة لعمالة ماهرة.. ولشركات لتعمر بلاد شابة لديها إمكانيات متنوعة وفى أشد الحاجة للتعمير والبناء والاستصلاح والزراعة وأيضا فى التصنيع ويمكن أن تكون جاذبة للمصريين لا يمكن أن تكون السفر إلى فرنسا هو الحلم لقضاء الاجازات بينما شرم الشيخ والغردقة مدن تتفوق جمالا.
اكتشفت أيضا ضرورة أن تكون هناك زيارات متعددة للشريحة الشبابية.. فيما لو أننا نعمل على الأرض لبناء علاقات وثيقة حقيقية تعتمد على تاريخ لتصل بنا إلى آفاق أفضل.
■ بعثة بيوت الشباب المصرية فى الجزائر جذبت الانظار لدى المسئولين هناك إلى ضرورة أن يتبعها حضور الالوف من شباب مصر مهندسين وتجاراً وصناعاً وأطباء للتعمق فى المجتمع هناك ودراسة تضاريس البلد الاجتماعية والاقتصادية والاهتمام بترتيب الأوراق بلجان مشتركة لتسريع التعاون فيما لو أن هناك رغبة سياسية فى ذلك.
ما شاهدته بنفسى فى تلك المباحثات بين شباب البلدين أمر مهم.. وبرغم أننى سافرت إلى الجزائر ثلاث مرات إلا أن تلك المرة كانت متعمقة.. حددت هدفى بضرورة التعمق فى الشخصية الجزائرية لمعرفة أين تسكن القيم المشتركة بين البلدين وكيف يمكن تنميتها لتنطلق بعد تعطيل لسنوات والأهم كيف تضع علاقات متميزة تنعكس بالخير على الشعبين.. علاقة متكافئة تسد من خلال ما يلزم البلدين وفقا لاحترام تاريخ والمستقبل المشترك..
■ فى الجزائر وفى الحفل الختامى وقبل العودة كلمة لباسم السعيد طالب الاقتصاد والعلوم السياسية قال: شباب من الجزائر رافقونى لأنضم للبعثة.. برغم برودة تحت الصفر بـ3 درجات لم يتركونى إلا بعد أن تأكدوا بأننى فى أمان.
بسند عصام قالت فى كلمة الختام: أعود للقاهرة كسفيرة للجزائر.. أروج لقيم الجمال التى رأيتها أثناء سفرى للبلد المليون ونصف المليون شهيد.
وأعتقد أن الأشقاء المنظمين للبعثة من الجانب الجزائرى كانوا حرصين على ارضاء المصريين بكل الطرق وتكرر ذلك عندما التقى بأى مسئول اسمع منه «مبسوطين» كان ردى سعيداً بأى خطوة فى طريق علاقات متميزة بين شعبينا وليكن الشباب هو البداية.
■ فى الجزائر العاصمة حرارة الجو أدفأ والحركة سريعة.. والمرور صعب لكنه ماشى.. والحالة الاقتصادية عادية.. بالطبع بيوت الشباب المصرية وأشرف عثمان رئيس الجمعية وضع البذرة لعلاقات شبابية أكثر فائدة تعتمد على التعمق والدراسة. البعثة المسافرة إلى الجزائر كان عنوانها سياحة وفى المضمون اكتشاف الجزائر بعيون شبابية لعام 2017.. وقد تحقق هدف البعثة وهناك عدد من الملاحظات.
أولا: على الاشقاء بالجزائر تفهم مرحلة التحول هناك ودخول السياحة كأحد روافد الاقتصاد.
ثانيا: يجب أن يتبع خطوة جمعية بيوت الشباب خطوات أخرى فى ضرورة تبادل الزيارات بين قادة العمل الشبابى أولا لاستماع لوجهات النظر هنا وهناك من مصادر رسمية وشعبية ثم الشارع.
ثالثا: فى التبادل الشبابى.. زيارات وأيضا مباحثات وحوارات ونقاش وزيارة لتجمعات شبابية.. وإنشاءات ورؤية حقيقية وعلى الطبيعة كعلاقة الدولة بالحركة الشبابية.
رابعا: وجود الشعارات ضرورة من البداية لاستكمال الحوار ولضرورة فى خط سير البحث والتدقيق.
خامسا: الحركة الشبابية فى البلدين تحتاج جهوداً لمضاعفة العلاقات الآن لا تكفى ولا ترضى المهتمين بالجانبين.
سادسا: نجاح جمعية بيوت الشباب المصرية من خلال بعثتها فى تحريك المياه الراكدة وجذب الانظار إلى مشاكل بشأن التنسيق والإيمان بضرورة وضع حلول عاجلة وتنسيق أكثر وأقوى.
سابعا: توسيع التعاون ضرورة وعلى م.خالد عبدالعزيز الإيمان بأن اتجاه الحركة الشبابية المصرية للعرب أهم أيضا من الاتجاه لأوروبا.
ثامناً: مؤتمر عربى بحضور الحركات الشبابية العربية فى شرم الشيخ يسبق المنتدى الدولى للشباب النسخة الثانية.
من باب أولى البحث عن توحيد رؤى وكيفية مساندة هؤلاء الشباب فى الدول العربية أولا ليشكل كتلة واحدة يمكنها أن تتفاوض وتضغط وتجذب القوى الدولية ويكون لها تأثير واضح.
بالطبع وجود القوة فى «يد» الغرب جعل بلداننا تتجه للغرب.. لكن القوة الحقيقية أجدها فى التشكيلات العربية أولا.
أخيراً.. أنا مع علاقات أفضل وأقوى مع الجزائر وغيرها من البلدان العربية..
الأغانى لا تكفى والمشاعر خطوة.. ولكن يجب أن نتمنى جهود المؤسسين لدولنا ونبحث بجدية عن أسباب قوتنا الكامنة لدينا لتنميتها وتنطلق..
■ مطلوب الآن التحضير لمنتدى شبابى عربى - عربى فى شرم الشيخ..
الجزائر - العاصمة..






