الخميس 30 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
من سرب التسجيلات؟

من سرب التسجيلات؟






بالقطع استمعنا إلى محادثات هاتفية حصلت بالفعل، وما تضمنته من أقاويل وأحاديث وكلمات تمت بالفعل وقال بها المنسوبة لهم المكالمات بالفعل، ولا يستطيع أحد انكار هذه المكالمات.
المسألة ليست فى التسجيلات وما تضمنته وإنما هى فيمن قام عليها لأن معرفته سيحدد لنا إذا ما كانت التسجيلات توجيهات من الدولة أم اختلاق حدث لاتهام الدولة.
أولا ما نشرته نيويورك تايمز واحتفت به فضائيات الإرهاب فى تركيا وقطر ليست تسريبات وإنما تسجيلات وهى ليست مفبركة وإنما مختلقة.
التسريبات هى وقائع بين شخصين أو أكثر يقوم طرف ثالث بتسجيلها أو تصويرها وتسريبها، ولوكانت تليفونية فأنت لن تسمع إلا لطرف واحد الذى تم التسجيل له ولذلك هى تسريبات.
أما التسجيلات فهى التى يقوم بها طرف من أطراف الحوار أو اللقاء، ولذلك فالتسجيلات تتضمن أصوات أو صور كل المتحدثين أو المتواجدين فى المكان، ويقوم المُسجل بإذاعة ما تم تسجيله متضمنا صوته أو صورته اذا رغب.. وفى حالة نيويورك تايمز واتباعها من الإرهابيين الذين أذاعوا التسجيلات فإننا أمام حالة بالغة السذاجة والسطحية فضحت نفسها بنفسها.
أولا من سرب هذه التسجيلات أما أن يكون متلقى المكالمة أو مرسلها، لأنه لا يوجد طرف ثالث، والطبيعى أن من قام بعمل المكالمة وليس من تلقاها هومن سربها.. ولو كان صانع المكالمة من أجهزة مخابراتية حقا فلماذا قرر إذاعتها وفضح نفسه، إلا إذا حاول صانع المكالمة الإيحاء بوجود عناصر تابعة للإرهابيين داخل أجهزة المخابرات وهذه نكتة ليست لاستحالتها وإنما لأن الحفاظ على أمن المخترقين دوما أهم من استخدامهم فى فضائح وقتية تضر بسرية شخصياتهم وأمنها.
طيب لو كان هناك طرف ثالث قام بتسجيل هذه المحادثات وتسريبها، فمن هذا الذى يمتلك أرقام هواتف عدد من الشخصيات لا صلة مباشرة بينهم، وكيف يمتلك القدرة على معرفة الواقعة لتسجيل مكالماتهم ثم تجميعها فى ملف واحد وإذاعتها بهذه الصورة المنظمة فى فضائيات الإرهاب فى قطر وتركيا وصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية المعروفة بعدائها لمصر.
من حيث لا يدرى فضح صاحب هذه المكالمات نفسه وكشف انه هونفسه صانع الاتصال، وأنه القائم على التسجيل والمسئول عن التسريب.
هذه المكالمات حصلت؟ بالقطع نعم وما ورد بها حصل، المهم هنا أنها تسجيلات مصنوعة من القائم عليها الذى ادعى كذبا أنه مسئول وهوليس كذلك، والأهم أنها ليست تسريبات لتوجيهات وأن ما صدر بها منسوب لمواقف رسمية هوكذب وادعاء، وبالقطع أيضا فإن الدولة ليست مسئولة عن ردود متلقى الاتصالات.
الواقع يقول إننا أمام سيناريو ساذج أعده مشروع سيناريست كان يحلم بأن يصبح فنانا وفشل، ونحن إزاء محاولة لزرع فيروس الشك فى المجتمع حتى يتشكك أفراده فى بعضهم وفى مؤسساتهم ويفقدون الثقة فى كل الرموز وفى كل المواقف كونها تأتى بتعليمات وأوامر من الدولة وليست مواقف وطنية فيصبح من السهل اختراق المجتمع بالشائعات والاكاذيب مرة أخرى كما حدث قبل يناير مباشرة.
محاولات زرع بذور التشكيك فى المجتمع لن تتوقف طالما تواصل انشغالنا واهتمامنا بها.