كمال عامر
سيناء.. الحرب والسلام
عودة سيناء إلى حضن مصر بعد حرب أكتوبر.. وعقب المعركة الدبلوماسية الشهيرة فى التحكيم الدولى تاريخ ناصع البياض.. يشعرنا بالفخر.. كمصريين.
الرئيس السادات قاد حرب أكتوبر باقتدار وأعاد للعالم بأن مصر بلد لا يستسلم مهما كانت الظروف، انتصرت إرادة المصريين فى أكتوبر 1973 وهزمنا إسرائيل وأسطورتها بأنها قوة لا تقهر.
الرئيس محمد حسنى مبارك أدى واجبه بشرف وأمانة فى حرب أكتوبر كقائد للقوات الجوية.
وقاد معركة الشرف عندما أعلن عدم التفريط فى حبة رمل من سيناء وضرورة عودة طابا لتراب الوطن.
الرئيس مبارك أوفى بوعده، واستكمل تطهير الأرض المصرية من عدو أراد اغتصابها واستمرار احتلالها.
علينا أن نحكى لأولادنا.. حكايات الانتصار.. وكيف انتصرت إرادتنا لنستلهم منها نورا نكمل به الحياة.
عندما كتبت بأننى سعيد وفخور بأننى عشت زمن محمد صلاح.. وتأكيدا بأننا جيل محظوظ.. أننا عشنا أيضا سيناريو سرقة وعودة مصر لأهلها.
فخور بأن الوقت والظروف أتاحت لى أن أتابع وأقترب وأشارك فى أحداث مهمة.. تابعت أحداث عصر السادات، وعن قرب رصدت عصر مبارك مشاركا ومهتما.. وعشت يناير.. وحكم الإخوان.. وسرقة مصر وثورة السيسى لعودة مصر لأهلها.
بالطبع الرؤية العملية وعن قرب للأحداث أمر مهم ويتيح الحكم الصحيح برغم إيمانى أن التاريخ يكتبه الحاكم.. والأحداث يرويها المقربون له ويفرضونها على الناس إلا أن التجربة مهمة وفريدة وقد لا تتكرر فى حياتى.
حكاية محمد صلاح مختلفة.. شخصيا كتبت منذ 6 أشهر فى لقطات أسأل: أليس بيننا أم تنجب لنا لاعبا بحجم ميسى أو رونالدو؟
لماذا أمهات النوابغ كرويا نجدهن فى أوروبا أو البرازيل أو حتى فى دول مثل نيجيريا، بوركينا فاسو وليس مصر؟
كنت أتمني.. ويظهر أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يمنحنا ما يرضينا.. وكان محمد صلاح هدية الله لنا.
بالطبع شهرة «مو» تجذب العالم.. بما فيهم هواة الشهرة فالكتابة عن صلاح موضة.. وقد يندس قلم بيننا ويبحث عن قضايا جدلية مستغلا شغف العالم للقراءة عن الفرعون.
أنا هنا أنبه.. وحتى لا نطلق سهاما طائشة نحو «مو» ندفع ثمنها.
علينا أن نعظم القيم الجمالية كرسائل يبثها صلاح من خلال لعبه وسلوكه.. للعالم وللشباب تحديدا.
بالفعل نحن جيل نشعر بالفخر تجاه بلدى وأهلى وكل قيمة حلوة يحملها مواطن أو مسئول.. فيه عندنا مشاكل.. نعم.. وهموم.. وأسعار تهزم المواطن.. وغضب.. نعم أمور عادية فى حياة الشعوب.. كما هى أيضا فى حياة البيوت.
عندنا مشاكل من قيادات ليس لديها ما تقدمه للمجتمع أو للمنصب.. وعندنا موظف قد يتقاعس فى تأدية عمله والنتيجة مشروعات تفشل ولا تؤدى الهدف وتزيد غضب المواطن.
عندنا موظفون بالمحليات أو محافظون الظروف تمنعهم من العمل بخطط ومنهجية.. والأمطار كشفت لنا عن مهندس مهمل فى التخطيط للصرف فى المناطق الجديدة والكبارى والمحاور.. وإهمال فى تطهير البلاعات.. وعندنا.. وعندنا.. وعندنا.
وعلى الرئيس وهو رمز البلد أن يأخذ فى الاعتبار تلك المشاكل عندما يختار المسئول.
البلد فى موقف صعب الرئيس السيسى يسعى للتجديد والتحديث ومعه وزراء ومسئولون، والحقيقة أرصد فروقا بين حلم الرئيس وفكر المسئول المنفذ.. تلك الفجوة تضع المشاكل وتعمق الصعوبات وتزعج الناس.
الرئيس السيسى عندما يعلن عن مشروع ما.. المفترض أن دائرة العمل بدءا من الوزير حتى العامل المنفذ مرورا بالاستشارى، والمقاول، والمتابع للعمل من مهندسي الحكومة، وحتى لجان طرح المناقصات.. كل تلك المنظومة من المفترض أن تصل بالتنفيذ إلى مرحلة أن يشعر المواطن بالسعادة.. لكن حلقة الوصل ما بين توجيهات الرئيس وحتى «نهو» المشروع تحتاج أن ينتقل إليها حماس وإصرار الرئيس.
وعلى كل موظف.. وزيرا أو محافظا أو مديرا أن يترك منصبه فيما لو لم يستطع أن يستكمل ما بدأه الرئيس.






