كمال عامر
بورسعيد فى الاستاد
فى بورسعيد.. قبل مباراة المصرى و.دوسنجو الموزمبيقى فى دورى المجموعات الإفريقى والذى فاز بها المصرى بهدفين.. تصادف أننى وصلت قبل المباراة بساعة.. لاحظت أن المدينة شوارعها خالية تماما من الناس.. سألت محمود أبوزهرة مدير المدينة الشبابية.. وأحمد عفيفى مدير الإعلام بوزارة الشباب يستمع: هو البورسعيدية فين.. المطاعم لا أحد فيها حتى موظفيها تَرَكُوا الزبائن.. باستثناء بعض الشباب أمام شاشة عرض لمشاهدة المباراة حيث اقتصر بثها على البى ان سبورت فقط.. مما سبب أزمة خانقة لمحبى المصرى.. بورسعيد كلها إما فى الاستاد أو أمام الحواجز التى وضعها الأمن فى الشوارع حول الاستاد كحماية للجماهير والاعبين. أمام حاجز الأمن من منطقة المطاعم عند عمارات فندق القوات المسلحة.. الشباب يطلب العبور والأمن حازم فى تطبيق القانون.
شاهدت أمام حواجز الأمن.. رجال الأمن فى غاية الاحترام.. لديهم وقت معين للسماح للعبور. وبعده لا أحد.. وأعتقد أن الصرامة فى تطبيق القانون أمر مهم وضرورى، خاصة فى الملاعب وخوفا من أى أحداث قد تضر المدينة والمصرى.
الغريب أن هناك عددا من المشجعين جاء حاملا ابنه الصغير ليمر معه.. وهو تعبير عن أن هناك من يورث حبه للمصرى لأولاده.. وهو أمر يَصب فى عملية معقدة لم أشهد لها مثيلا. وهى حالة العشق بين بورسعيد بما فيها من صغار وكبار.. والمصرى.
وفى حياتى قد أقابل فى الملاعب أو خارجها متعصبا أو عشرات لناد أو لاعب.
إلا أن المصرى تحديدا فى تشجيعه ومناصرته من مشجعيه.. أمر لا مثيل له.. لم أشاهد شوارع خالية تحت أى مسمى.. وفى أى ظروف.. كما شاهدت شوارع بورسعيد والبورسعيدية إما فى الاستاد أو أمامه أو بالبيوت لمتابعة العشق والقريب إلى القلب والروح. بل والحياة.. إنه المصرى يا جدعان.
لذا قد ترى كل العجب من الجماهير.. تعصبا.. فرحة.. غضبا شديدا دون داع.. وهو ما يسبب متاعب لأى مسئول بالمحافظة فى الرياضة أو السياسة.
لواء أركان حرب عادل الغضبان محافظ بورسعيد أدرك مبكرا ومنذ أن تولى منصبه تلك التركيبة العجيبة والفريدة والغريبة بين بورسعيد والمصرى.. من هنا كان اهتمامه بالمصرى ومساندته للكيان.. وتقديم كل أنواع الدعم للنادى. وهى حالة غير مسبوقة فى تاريخ بورسعيد أن يهتم عمدتها وحاكمها بكل ما يمثل للبورسعيدية من قيمة أم مزاج عام.. وهو هنا المصرى وفى أجندة الغضبان أعمال بناء بورسعيد وتخليصها من مشاكلها.. وأيضا المحافظة على علم المصرى مرفوعا.
فى بورسعيد.. وخلال السنوات الأربع الأخيرة جذب المصرى شريحة كبيرة من الإداريين.. الكل يتمنى عضوية مجلس إدارة الأخضر.. البعض يدرك ان كرسى البرلمان والوصول إليه من خلال المصرى اسهل جدا.. وجزء آخر يدرك أن قوة المصرى تشكل إضافة اجتماعية كبيرة.. ومن هنا نشأ الصراع على المناصب وهو صراع مشروع وعادى طالما يدور حول حقوق متاحة بعدالة يحسمها أعضاء الجمعية العمومية.. ولكن هناك من لا يرضى.
فى بورسعيد عمدة المحافظة لواء عادل الغضبان. تجده فى كل مكان.. مع الناس. متواصلا.. قويا.. صبورا.. وأيضا صاحب قرار.. يمتلك حكمة من تجارب السنين تتيح له الحكم الصحيح وقراءة المستقبل بما يتيح له تمرير رسالته.. الغضبان فى بورسعيد نجح فى تفكيك قوى مضادة للعمل والإنجاز.. وبث الإشاعات وجذب إليه وبعمله صوت العقل.. وما يزال يحقق وعوده غير مهتم بمن يسعى العرقلة وتضييع الوقت واستنزاف الطاقة.. يتعامل بشفافية مطلقة.. قوته فى حجته وصراحته.. وأعتقد أن تدخله بحلول لمشاكل البلد والنادى أمر محترم.
من ناحيته يبذل سمير حلبية رئيس المصرى جهودا جبارة لاستكمال الإنشاءات ومقومات بناء المصرى الجديد وهو يدرك أن متطلبات البطولة مختلفة عن مقومات المنافسة على البقاء.. خبرة رئيس المصرى ومعرفته بتفاصيل حياة النادى وبورسعيد وراء تصميمه وتركيزه على إنهاء ملف نهضة المصرى.. فرع الغزل وسيد متولى والفندق وهو بذلك يرسى قاعدة بضرورة عدم الاستسلام لخطط تخريب استقرار المصرى.
وأعتقد أن ياسر والخولى والطرابيلى وقابيل وعدنان وشريف وعمار وهاشم والشملة وأحمد عوض يدركون أيضا أن جمهور المصرى هو أروع عوامل البهجة.. جمهور بشكل الأسرة.. يعكس جمال واحترام القيم.. وأعتقد أن الغضبان وحلبية على قناعة.. بأن المصرى الجديد يشكل مطمعا من البعض. ولذا الحرص على استقرار وتقدم وازدهار المصرى الجديد أمرا لم يعد قابلا للنقاش.. ومن يلعب لنفسه فالأمر سيعلن للجماهير.






