الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الداخلية.. شجاعة رجال الشرطة

الداخلية.. شجاعة رجال الشرطة




▪ تحركات قيادات وزارة الداخلية تجاه حل مشاكل الناس واضحة.. وأرى أن قيادات الداخلية يعتمدون الآن على الوقوف بأنفسهم على مشاكل المواطن.. كلنا نعانى أزمة المرور.. وتكدس السيارات فى الشوارع.. أيضًا نعانى الخوف!! من عدد كبير سواء من لا يلتزم بالقانون.. أو المجرم بالوراثة.. الخوف يطاردنا.. أصبحت كل مشاكلنا أن يعود أولادنا بسلام لمنازلهم.. مشاكل المرور مزمنة.. ومعروفة معظمها ناتج عن غياب التخطيط العمرانى واعتذار من جانب الأهالى على حرمة الطرق بالبناء أو باستقلال الشارع فى الأمور التجارية.. إذا أزمة المرور برغم ارتباطها بسلوكياتنا، إلا أن وزير الداخلية لواء: أحمد جمال الدين ومدير أمن القاهرة لواء أسامة الصغير وكبار الضباط لم ينتظروا تقارير العاملين معهم.. بل نزلوا إلى الشارع لاتخاذ القرارات وفقًا لما يرونه على الطبيعة.
 
▪ رجل الشرطة من أصغر رتبة إلى أعلى رتبة يحاولون تنفيذ ما نحلم به جميعًا.. بعودة الأمن إلى الشارع.. ولحياتنا.. هم الذين يتصدون وحدهم للمجرمين وقطاع الطرق والرافضين للقانون.. هم وحدهم يطاردون لصوص الشوارع.. والمحلات والمبانى وكل من يحاول الاعتداء على المواطن لم يطلبوا لأنفسهم شيئًا، رجل الشرطة يذهب إلى عمله يوميًا.. قبل نزوله لا يعلم متى أو كيف سيعود لأولاده أو زوجته.. لأمه أو أبيه.. أو للحفيد.. دفعوا ثمنًا غاليًا للخلافات السياسية بين النخبة وصلت إلى حد التضحية بالحياة.
 
▪ فى بعض الأوقات كاد ضابط أو جندى الشرطة يعلنها بوضوح.. وأنا مالى!! وأنا ذنبى إيه؟ ولو قال ذلك صراحة سوف نعذره.. لقد قتلوهم فى أقسام البوليس وهم يؤدون واجبهم وحاكموهم لأن منهم من رفض الاستسلام ودافع بشرف وكبرياء عن عمله والأصدقاء والجنود.. اغتالوهم معنويًا.. وألحقوا الضرر بأسرهم.. تعرض رجال الشرطة لأنواع الضغوط.. وقد حاول البعض لسبب أو لآخر حرق الأقسام وأماكن تواجد رجال الشرطة.. لأن هذا الجهاز تحديدًا وجوده وقوته تعنى وجود الدولة رسميًا.
 
تعالوا نتفق على أن جهات داخلية عديدة كانت تسعى لحرق وزارة الداخلية تحت حجة هيكلة أو غيرها.. بل والاعتداء المباشر. لتدخل مصر عصر الفوضى وتزداد بالتالى عملية اللعب فى «صُلب» الدولة.. لإقامة دولة تتواءم مع رغبة وأهداف المدمرين.
 
الداخلية سقط منها شهداء.. ضباط تصدوا للمشهد المؤلم.. وجنود بسطاء.. حضرت أكثر من جنازة لشهداء الواجب كنت أتأمل الزوجات والأبناء والأب والأم.
 
وحتى جنازات من فقد حياته.. كانت بسيطة ولم تتلاءم مع عطاء الشهيد.. فى الوقت الذى كانت تخرج المظاهرات من أجل مواطن مات وهو يسرق من المحلات، وتمت إضافته اسمه لقائمة الشهداء لتتسابق القوى السياسية والشعبية لتكريمه ورصد الأموال لأسرته وللإعلام يفرد الصفحات للتضليل.. فى الوقت الذى مازال استشهاد ضابط أو جندى الشرطة خبرًا فى خمسة سطور فى صفحة الحوادث.
 
▪ رجال الشرطة نالوا ظلمًا واضحًا منذ الثورة.. حتى الآن مازالت المحاولات المبذولة من جانب وزراء الداخلية.. العيسوى وإبراهيم وأخيرًا جمال لعودة الثقة فى رجال الشرطة أراها يجب أن تكون معكوسة أى هناك ضرورة فى عودة ثقة بين رجل الشرطة والمواطن.. عقد جديد من الطرفين كل منهما فى احتياج للآخر.. وعلى الطرفين واجبات متساوية.
 
رجال الداخلية من ضباط وجنود هم أكثر الفئات التى تضررت من الالتهابات السياسية والانقسامات.. وجدوا أنفسهم بين خيارين إما الموت بالمولوتوف.. أو الموت معنويًا وقد تسابق الإعلام الثورى فى إلصاق كل التهم بالداخلية.. ومكن غدرهم أن هناك محرضين.
 
▪ لقد عشت أول عودة لرجال الشرطة للشارع.. وجدت نفسى أدقق فى تفاصيل عسكرى المرور وضابط وقف يراقب.. وكأننى أقول له صراحة.. حقك عندى.
 
▪ نحن نعظم فئات وليس أفرادًا.. والداخلية شأنها القضاء والصحفيين والأطباء وكل قطاعات المجتمع.. قد يكون بينهم فاسد أو مرتشٍ أو ظالم.. لكن هذا لا يعنى تعميم الاتهام.. الخطأ هنا فردى.
 
أنا أتابع تحركات وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين فى زياراته الميدانية ولواء أسامة الصغير مدير أمن القاهرة ولواء أحمد حلمى مدير الأمن العام وسيد شفيق مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة ولواء حسن البرديسى مدير الإدارة العامة للمرور.. وغيرهم ممن لا تسعفنى الذاكرة أتابع الزيارات الميدانية المتكررة للأقسام وللشوارع من قيادات الشرطة وهو ما يعنى انتهاء عصر التقارير وبداية الوقوف على المشاكل وجهًا لوجه وهو ما يصب فى صالح المواطن.