الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الفصل بين الحزب والمشيخة
كتب

الفصل بين الحزب والمشيخة




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 25 - 03 - 2010


هل يبادر الإمام الأكبر بتقديم استقالته؟


1


- استقالة شيخ الأزهر من الحزب الوطني ضرورة، وأعتقد أن الإمام الأكبر قد أستقر علي ذلك منذ اليوم الأول الذي تولي فيه منصبه، أي أنه قرار الإمام، وليس بضغوط من أحد.


- سوف نسمع ونقرأ كثيراً عمن ينسبون لأنفسهم هذا الفضل، ولكن الاعتبارات الموضوعية هي التي تفرض الاستقالة الواجبة للشيخ من الحزب الوطني لعدة اعتبارات مهمة:
- أولاً: الأزهر مؤسسة قومية عريقة، ويضرب بجذوره في أعماق التاريخ، قبل ظهور الأحزاب بمئات السنين، ويجب أن يظل كذلك، أزهراً لكل المصريين.
2
- ثانياً: شيخ الأزهر منصب رفيع القدر والمقام، ويحصل صاحبه علي لقب «الإمام الأكبر»، ولذلك يجب أن يكون الإمام بعيداً تماماً عن التيارات السياسية والصراعات الحزبية بكل صورها.
- ثالثاً: لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين، وهذا الفصل بمقتضي الدستور، ويجب احترامه وتكريسه، ترسيخاً لمبدأ مهم هو: حماية أمن الوطن واستقراره.
- رابعاً: لم يتسرع الإمام الأكبر حين صرح بأن عضويته بالحزب الوطني لا تتعارض مع منصبه، فهذا الأمر سابق علي توليه المنصب، أما بعد المنصب، فلابد من الفصل بين الحزب والإمامة.
3
- خامساً: لو ظل الإمام الأكبر عضواً في الحزب الوطني سوف تتزايد ضده حملة الضغوط والابتزاز، وسيتم وضع اسمه في جمل مفيدة أو غير مفيدة، وهذا لا يفيد الإمام ولا المشيخة ولا الحزب الوطني.
- سادساً: استمرار عضوية الإمام بالحزب الوطني لن تفيد الحزب كثيراً، مع كل الاحترام والتقدير لدوره.. بل العكس هو الصحيح تماماً.
- سابعاً: الحزب الوطني هو نفسه صاحب التعديلات الدستورية الأخيرة، التي تستهدف ترسيخ معالم الدولة المدنية الحديثة، التي تناهض وتقاوم الخلط، وتعتبر حائط صد لدعاة الدولة الدينية.
4
- ثامناً: أعتقد أن الحزب الوطني منذ اللحظة الأولي لترشيح الإمام كان عاقداً العزم علي الفصل بين المنصبين، وأن هذا الأمر لا يغيب عن شخصية مخضرمة مثل صفوت الشريف.
- تاسعاً: الإمام الأكبر أمامه مهام جسام في الفترة المقبلة، لاستمرار الجهاد المقدس ضد الأفكار الظلامية والمؤامرات الدينية، وأنه يفعل ذلك لصالح مستقبل مصر وليس لصالح الحزب الوطني.
- عاشراً: تقاليد الأزهر العريقة تحول دون استمرار شيخه في أي من الأحزاب السياسية، ولم يحدث أن كان الإمام عضواً في أي حزب في فترة ما قبل الثورة.
5
- لماذا تأخرت استقالة الإمام الأكبر من الحزب الوطني؟.. أعتقد أن السبب هو ظروف سفر الرئيس للعلاج، باعتباره رئيس الحزب الوطني، والاستقالة ليست مُلحة إلي هذا الحد.
- الاستقالة من الحزب الوطني لها قواعد وإجراءات وكذلك قبولها، خصوصاً للشخصيات المهمة التي تشغل مناصب مرموقة في الأمانة العامة أو المكتب السياسي.
- الشيخ لم يترك الحزب مكرهاً أو مغضوباً عليه، بل بمناسبة توليه منصب رفيع الشأن، وهذا يستوجب تكريمه وتكريس مبدأ مهم، يكون أساساً للعمل في المستقبل.
6
- نعم، ليس مطلوباً من شيخ الأزهر أن يكون معارضاً أو زعيماً سياسياً، يتصدر المؤتمرات الجماهيرية والمظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات، فهذا لا يناسب مقامه الرفيع.
- ليس مطلوباً منه أن يكون ضد الدولة، الدولة بمفهومها الواسع التي تشمل كل الأحزاب والقوي والتيارات، بل هو سندها وظهرها، والمدافع عن ضميرها الديني والوطني.
- رحم الله الدكتور سيد طنطاوي الذي حقق المعادلة الصعبة بتأنٍ وتوازن شديد، فكان حارساً أميناً للتنوير والأفكار الصحيحة، دون أن ينجرف لتيارات التشدد والغلو.
7
- الحزب الوطني هو المدافع الأول عن الأعراف والمبادئ والقيم الدستورية والقانونية، ولا يمكن أبداً أن يمسها أو يخالفها، أو يمضي عكس اتجاهها.
- أكتب هذا الكلام علي مسئوليتي الخاصة، لإيماني العميق بأن هذه هي المبادئ والأفكار التي يحرص عليها الرئيس ويجسدها في كل قراراته وإجراءاته، ولم يخرج عن ذلك أبداً.
- الرئيس كما عهدناه يؤمن تماماً بحتمية الدولة المدنية، وأنها مستقبل هذا الوطن و أمنه وأمانه واستقراره، وأنه يحتوي جميع أبنائه تحت جناحيه.


E-Mail : [email protected]