الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التابعى يتذكر: أنا وروزاليوسف!

التابعى يتذكر: أنا وروزاليوسف!

استغرق حوار  «محمد التابعى» أمير الصحافة العربية مع الأستاذ «كمال الملاخ 21 صفحة من كتابه «حكايات صيف» الصادر عام 1970 وثمنه عشرة قروش..



فى هذا الحوار الممتع تحدث الأستاذ «التابعى» بصراحة وبساطة، وما أكثر حكاياته الممتعة، وردًا على سؤال للأستاذ الملاخ يقول:

«أنا مش عارف قصدك إيه بالصحفى اللى يأتى بالأخبار الجديدة؟! إذن أنا لست صحفيًا.. أنا أجلس إلى مكتبى وأغلق على الأخبار وإنما لا أبحث عن الأخبار..وأتمنى يومًا أن أعتزل الصحافة واتفرغ لكتابة القصة، لأننى أعتقد أو أزعم وربما هذا يكون غرورًا منى.. إنى قادر على فتح أبواب أو آفاق جديدة فى القصة العربية.. وهذا لم يمنع بالطبع ؟أنى عرفت اخبارا مثيرة ونشرتها وعلى كل حال الفضول مش عندى!! وسبق أن عرض على «على ماهر» - رئيس الحكومة - أن يعيننى وزيرًا مفوضًا فى أنقرة علشان يتخلص منى كصحفى!!

وعندى مشروع الانتهاء من قصتين بدأت كتابتهما وأنوى أن أنتهى منهما فى هذا الصيف فى لبنان، الأولى عن حرب فلسطين، تفاصيلها لا تجرى فقط فى الميدان وانما تحيط أيضا بحياة الجندى الخاصة، مازلت حائرًا فى تسميتها بين «شرف الجندى» أو «أحسن هدية» والرواية الثانية بوليسية غامضة مرحة عن بلطجى يبتز الأموال بالتهديد وعنوانها «الخطابات المسروقة»!

ويتحدث الأستاذ «التابعى» عن بداياته قائلا:

- أنا لما بدأت أكتب كان همى كله أن كل واحد بيفهم اللى بكتبه له.. لما كنت صغير فى المدرسة السعيدية» كنت عاوز أبقى طبيب لما أكبر، ومرة زرت صديق لى فى مدرسة الطب.. دخلت المشرحة، شفت الجثث نفسى انجزعت، قلت مستحيل حأنفع دكتور.. ودخلت الحقوق وتخرجت فيها.

كنت أقرأ كثيرًا جدًا، واللى يقرأ كثير يحس إنه فى يوم من الأيام عاوز يكتب، قرأت فى طفولتى ألف ليلة وليلة، وألف يوم ويوم إلى أخره من مصورات الشعب، اللص الشريف، القصص المترجمة لما كبرت وكتب الأدب. أما طريق اتصالى بالصحافة، شفت المرحومة «روزاليوسف» فى رواية «غادة الكاميليا» فكتبت عنها فى مجلة «السفنكس» بالإنجلزية التى كنت استسهل التعبير بها كتابة أكثر من العربية، المقال قلت فيه إنها مثلت دورها كهاوية!! الأول شتمونى فى جريدة «النظام» واضطررت أرد عليهم باللغة العربية كان فى جريدة «السياسة الأسبوعية»، ثم بدأت اكتب مقالاتى فى النقد المسرحى فى جريدة الأهرام.

تعرفت بالسيدة روزاليوسف الله يرحمها وكنت بأصطاف فى الإسكندرية عندما سألتنى بالتليفون: حترجع إمتى ؟! قلت: امتى ليه؟! قالت حأطلع مجلة اسمها «روزاليوسف» افتكرت إنها نكتة حاولت أن أثنيها عن عزمها فلم أفلح! صدرت المجلة كان المسئول عن تبويبها «زكى طليمات» مجلة فنية أدبية علمية فيها باب للشعر والزجل يحرره «عبدالوارث عسر» وكان يشترك فيها العقاد وإبراهيم رمزى والمازنى، باختصار المجلة ولدت ميتة!!

توليت تبويبها من جديد ارتفع توزيع المجلة من 200 نسخة إلى أربعة الآف بقت تكفى مصاريفها، برضه مفيش أرباح كانت تباع بخمسة مليمات، جيت يوم جازفت وأدخلت السياسة فى المجلة والكاريكاتير ورفعت السعر إلى عشرة مليمات، قفز توزيعها إلى تسعة آلاف نسخة، الرسام «سانتيز» فى الأول كانت ميوله مع حزب الأحرار الدستوريين، أنا ميولى مع الوفد، كل ما أكلفه برسم ضد الأحرار الدستوريين ما يرضاش!! كنت وقتها موظف فى مجلس النواب، شفت عيب موظف حكومة يهاجم رئيسها، أستقلت لأتفرغ للصحافة!! وللحكاية بقية!!