الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أول خبطة صحفية للتابعى!

أول خبطة صحفية للتابعى!

مازلت مستمتعًا بالحوار الصحفى الذى دار بين الأستاذ «محمد التابعى» والأستاذ «كمال الملاخ» الذى نشره فى كتابه الممتع «حكايات صيف»، وعندما يسأله «الملاخ» عن حكايات الصيف عنده يجيبه قائلاً:



توفى المرحوم سعد باشا زغلول فى يوم 22 أغسطس عام 1927 وكنت يومئذ موظفًا بقلم الترجمة بمجلس النواب وبعد أسبوع من وفاته رحمه الله طلبت المرحومة السيدة قرينته من المرحوم «فؤاد بك كمال» سكرتير عام مجلس النواب وكان متزوجًا من ابنة شقيقتها - طلبت منه أن ينتدب اثنين من موظفى المجلس لتنظيم وترتيب غرفة المرحوم زوجها لأنه تركها فى حالة فوضى، ووقع اختيار «فؤاد بك كمال» على اثنين من زملائه فى قلم الترجمة وهما «فريد فرعونى» و«إسماعيل رمزى»!

وغاب الاثنان نحو أسبوع انجزا فيه مهمة ترتيب وتنظيم مكتب «سعد باشا« وعادا إلى عملهما فى  مجلس النواب، وكان الاثنان يعملان معى فى غرفة واحدة!

وبدأ الاثنان يتحدثان أمامى عما وجداه فى مكتب زعيم الوفد الراحل، ومنه مذكراته المكتوبة بخطة فى بضعة كشاكيل، وأرهفت أذنى لتسمع!

ولما انتهيا من حديثهما.. أسرعت إلى دورة المياه ومعى دفتر صغير وقلم رصاص ودونت فيه كل ما سمعته وكان كثيرًا. وفى اليوم الثانى استدرجتهما فى الحديث مرة أخرى عن المذكرات واستوضحت بعض النقاط.

وكنت يومئذ من أحرار مجلة «روزاليوسف».. وكان كل أحد فى مجلس النواب يعرف أننى رئيس التحرير الفعلى للمجلة المذكورة، رغم أننى لم أكن أوقع مقالاتى، كما أن اسمى لم يكن منشورًا فى المجلة!

وصدر عدد «روزاليوسف» وفيه 4 صفحات كاملة عن مذكرات «سعد باشا»، وكان ثمن النسخة من مجلة «روزاليوسف» قرشًا واحدًا ولكنه بيع يومئذ بعشرة قروش!

وفى صباح اليوم التالى استدعانى المرحوم «فؤاد بك كمال» إلى مكتبه ودعانى للجلوس - وهو ما لم يكن يحدث  قبل ذلك وقدم لى سيجارة وطلب لى واحدة قهوة ثم قال: 

أنا لا أطلب منك أن تكذب ما نشر فى مجلة «روزاليوسف» لأنه صحيح بل إن بعض العبارات تكاد تطابق كلمة بكلمة وحرفًا بحرف ما جاء فى مذكرات «سعد زغلول باشا».. ولكنك لو رأيت أمس «صفية» هانم لأدركتك الشفقة عليها.. لقد كانت تبكى وتقول إنها خانت أمانة زوجها الذى لم يكن يريد أن تنشر مذكراته أو أى جزء منها فى هذه الأيام.. والآن كل ما أرجوه منك هو أن تكف عن نشر أى شىء من هذه المذكرات فهل تعدنى بذلك!!

ووعدته طبعًا لأنه لم يكن قد تبقى عندى أى شىء من هذه المذكرات، ذلك لأننى كنت نشرت كل ما سمعته!!

انتهى ما رواه الأستاذ التابعى للأستاذ كمال الملاخ عن مذكرات سعد زغلول، لكن بعد سنوات طويلة جدًا سيروى القصة الأستاذ «مصطفى أمين» بطريقة مختلفة كان هو بطلها ومكتشفها!!

وللحكاية بقية!