الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إحسان عبدالقدوس يعترف! السادات كاتب قصة ممتاز

إحسان عبدالقدوس يعترف! السادات كاتب قصة ممتاز

ذات يوم اعترف الأستاذ إحسان عبدالقدوس بأن أنور السادات كاتب قصة ممتاز!!



جاء هذا الاعتراف المثير للدهشة ضمن سياق مقال كتبه إحسان عبدالقدوس بعنوان «الأمير والشاعر» فى «روزاليوسف» - أكتوبر سنة 1955 - ولطرافة المقال وما حواه من معلومات أحببت أن تشاركونى متعة قراءته، كتب إحسان يقول:

«كنا نتحدث حول مائدة الغداء.. الأمير «عبدالله الفيصل» و«البكباشى» زكريا محيى الدين «وزير الداخلية والقائمقام» أنور السادات وزير الدولة ولفيف من الأصدقاء وأنا.. وكان موضوع الحديث هو القصص الذى أكتبها!! ودافعت عن قصصى كما تعودت أن أدافع عنها!!

وقلت إنى لو خيرت بين الكتابة السياسية وكتابة القصة لاخترت القصة، وأنى لا أكره الصحافة لشىء إلا لأنها تجنى على قصصى، فتضطرنى إلى نشرها مسلسلة وتأخذ من ذهنى ومن وقتى ومن أعصابى ما كان يجب أن أضعه فى خدمة القصة التى أكتبها!

وقلت إن كتابة القصة لا تتعارض مع الاشتغال بالسياسة وأن الفن دائما كان عونًا للسياسيين إنه ينمى عواطفهم ويدرب أعصابهم ويريح أذهانهم..

والرئيس جمال عبدالناصر نفسه كان دائما من هواة الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيك وكان فى أشد أيام العنف التى مرت به وهو يعد للثورة يحضر ندوات للاستماع إلى اسطوانات «شوبان» و«تشايكوفسكى» و«فاجنر»، وقد استمع مرة إلى قطعة موسيقية اسمها فى «سوق العجم» قطعة تصور سوقًا من أسواق الشرق ويخيل إليك وأنت تسمعها إنك فى المغربلين أو فى «الصاغة» بكل ما تسمعه فى هذه الأحياء من ضجيج ومساومات، وقال الرئيس بعد أن انتهى اللحن:

إن الملحنين الغربيين يستوحون حياتنا فى موسيقاهم ثم نأتى نحن ونأخذ من هذه الألحان لموسيقانا.. ولو كنا نستوحى أنفسنا وحياتنا لما أخذنا منهم شيئًا!!

وهذا صحيح.. إن كثيرًا من ملحنى الغرب يصنعون ما كانت تصنعه مصانع «لانكشير» تستورد منا القطن ثم تصدره إلينا مصنوعًا!!

ونعود إلى الموضوع.. إن الوحيد الذى أعرفه والذى هرب من فنه فى سبيل واجبه الوطنى هو القائممقام «أنور السادات» وأنور السادات كاتب قصة ممتاز وله قصة بالذات رواها لى وكتبها ثم أحجم عن نشرها، قصة رائعة غريبة فى موضوعها وفى أشخاصها.. ولو نشرت لأضيف اسم جديد لأمع إلى كُتاب القصة المصريين.. وقد حاولت كثيرًا أن أقنعه بنشرها وكاد يقتنع، بل أن مجلة «التحرير» أعدت بالفعل مكانًا لنشرها.. ولكنه عاد وأحجم ولا أدرى لماذا؟!

ولا أعتقد أن السبب هو إشراف «أنور السادات» على أعمال المؤتمر الإسلامى، فإن الإسلام لا يحرم القصة.

وقلت للبكباشى «زكريا محيى الدين»: إنه خطأ كبير للثورة!!

ونظر إلىّ الوزير كأنه يستعد لمناقشة سياسية وقال فى هدوئه المعتاد: ما هو؟!

قلت: إن يُحرم الأدب العربى من قصص أنور السادات!

وابتسم زكريا محيى الدين، وأطلق «أنور السادات» ضحكته الكبيرة دون أن يقول رأيه!! وسكت أنا!!» وللحكاية بقية