الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
صناع الحضارة المصرية (1) سقنن رع تاعا الثانى

صناع الحضارة المصرية (1) سقنن رع تاعا الثانى

بينما كان يتابع الملايين فى العالم عبر الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعى الموكب المهيب لنقل المومياوات الملكية من «المتحف المصري» وسط ميدان التحرير فى قلب العاصمة المصرية القاهرة إلى «المتحف القومى للحضارة المصرية «بمنطقة الفسطاط، تساءلوا من هم ملوك مصر فى هذا الموكب وما دورهم فى تاريخ مصر الممتد.  



هذا الموكب هم من ملوك الدولة الحديثة فى مصر القديمة الذين جعلوا من مصر الدولة العظمى فى المنطقة, وفى هذا المقال  أسرد السيرة الذاتية لأول ملك فى هذا الموكب فهو قائد الموكب الملكى وأول المغادرين من المتحف المصرى إلى المتحف القومى للحضارة، وهو الملك (سقنن ر تاعا) حيث إنه من أعظم ملوك مصر وهو أول ملك استشهد فى ميدان المعركة وهو من ملوك الأسرة السابعة عشرة، وكان حاكمًا لطيبة «الأقصر حاليًا»، وبدأ حرب التحرير ضد الهكسوس، وأكمل الحرب من بعده ابناه كامس وأحمس الأول.

وهو ابن الملك سقنن رع تاعا الأول والملكة تتى شرى تولى الحكم فى  حوالى1560 ق.م.

تزوج سقنن رع تاعا الثانى من الملكة إياح حتب وأنجب منها كامس أخر ملوك الأسرة السابعة عشر وأحمس الأول أول ملوك الأسرة الثامنة عشر.

كان الملك سقنن رع معتدل القامة حيث كان طوله يبلغ 170 سم، عظيم الرأس وكان مفتول العضلات، وشعره أسود كثيفا مجعدا، ولم يكن تجاوز الاربعين من عمره عند استشهاده.

أما عن بداية حربه مع الهكسوس وبحسب المؤرخ «مانيتون السمنودي» وهو كاهن ومؤرخ يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، قال هو أول ملك بدأ القتال مع الهكسوس أول احتلال لمصر فى التاريخ, والهكسوس هم شعوب بدوية آسيوية دخلت مصر من سيناء فى فترة ضعف مصرخلال نهاية حكم الدولة الوسطى تقريباً فى نهاية حكم الأسرة الرابعة عشر. واستمر احتلال الهكسوس لمصر حوالى مائة عام، وكان حكام مصر فى الأسرة السابعة عشرة، تحت قيادة الملك سقنن رع تاعا الثانى، قد بدأوا مقاومة احتلال الهكسوس، خصوصًا أنه لم يبق من أرض مصر المستقلة سوى شريط ضيق فى صعيد مصر كان ينعم بنوع من الاستقلال الذاتى تحت سيطرة حكام مدينة طيبة العريقة، وكان يمتد من القوصية فى محافظة أسيوط (آخر حدود الهكسوس جنوبًا) وإلى منطقة إلفنتين فى أسوان،  وتوجد وثيقة هى ورقة سالييه إحدى البرديات المصرية جاءت فى شكل قصة منسوبة إلى عصرالملك سقنن رع تخبرنا كيف بدأ الخلاف والصراع بين ملك الهكسوس أبوفيس والملك سقنن رع، حيث أرسل أبوفيس من مدينة أواريس الواقعة فى شمال الدلتا مقر حاكم الهكسوس رسالة إلى سقنن رع  المقيم فى مدينة طيبة (الاقصر حاليا) يخبره أن أفراس النهر فى بحيرة طيبة تزعجه وتقض مضجعة على  الرغم من أنه بينه وبين طيبة 500 ميل، ويأمره بأن يجد أى وسيلة للقضاء عليها، فكانت هذه الرسالة الاستفزازية بمثابة إعلان للحرب.

حكم «سقنن رع» مصر لأقل من 11 عامًا ليخلفه ابنه الملك «كامس»، الذى تلاه شقيقه «أحمس والذى كان على يديه هزيمة الهكسوس والقضاء عليهم نهائيا وإعادة توحيد مصر.

ولقد تم العثور على مومياء الملك سقنن رع تاعا داخل تابوت ضخم من خشب الأرز فى خبيئة الدير البحرى، غرب الأقصر عام 1881م.

وحديثا أجرى الدكتور زاهى حواس عالم الآثار، والدكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة  فحص بالأشعة المقطعية ثنائية وثلاثية الأبعاد لمومياء الملك.

وقدم الباحثان تفسيرا جديدًا لوفاة سقنن رع، استنادًا إلى النتائج والتى كشفت عن تعرضه لضربات فى الرأس والوجه وإصابته بجروح قاتلة، وأشارت النتائج ايضا إلى أن دراسة أسلحة الهكسوس الموجودة فى المتحف المصرى بالتحرير ومقارنتها بآثار الجروح فى وجه الملك سقنن رع، كشفت عن وجود تشابه كبير بين أسلحة الهكسوس وجروح الملك، وهو ما يكشف عن دوره البطولى فى مواجهة الهكسوس, وفى فبراير عام 2021، اهتم العالم بتصريح عالم المصريات «زاهى حواس»، الذى قال فيه إن «سقنن رع» هو أول ملك شهيد مصرى فى سبيل تحرير «الوطن»، وإنه قُتل على يد الهكسوس وعمره 40 عامًا.

.هكذا خلد موكب المومياوات الملكية اسم» سقنن رع» من جديد، ليضيف إلى سيرة الملك الشجاع قصة جديدة يسطرها التاريخ.