
أ.د. رضا عوض
الملكة نفرتيتى
هى زوجة الملك أمنحوتپ الرابع (الذى أصبح لاحقًا أخناتون) فرعون الأسرة الثامنة عشرة الشهير، وحماة توت عنخ آمون. نفرتيتى والتى يعنى اسمها «الجميلة أتت» وكانت تعد من أقوى النساء فى مصر القديمة. عاشت فترة قصيرة بعد وفاة زوجها، وساعدت توت عنخ أمون على تولى المُلك، وكانت لهذه الملكة الجميلة منزلة رفيعة أثناء حكم زوجها، وعاشت فى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ومثل ما حدث مع زوجها، فقد تم محو اسمها من السجلات التاريخية كما تم تشويه صورها بعد وفاتها. أصول الملكة نفرتيتى غير مؤكدة ويعتقد أنها ابنة (آى) قائد الجيش..
شاركت الملكة نفرتيتى زوجها فى عبادة الإله الجديد آتون قوة قرص الشمس، وكانت نفرتيتى تساند زوجها أثناء الإصلاحات الدينية والاجتماعية، ثم انتقلت معه إلى أخيت اتون أو (تل العمارنة) الآن. وظهرت معه أثناء الاحتفالات والطقوس، وبالمشاهد العائلية، حتى فى المناظر التقليدية للحملات العسكرية والتى صورت فيها وهى تقوم بالقضاء على الأعداء. وقامت نفرتيتى خلال السنوات الأولى لحكم زوجها بتغيير اسمها طبقًا لتغيير عقيدتها إلى نفرنفراتون نفرتيتى الذى يعنى (آتون يشرق لأن الجميلة قد أتت)، وقد أنجبت نفرتيتى من أخناتون ست بنات مهن، عنخس إن با آتون التى تزوجت من توت عنخ آمون.
اشتهرت نفرتيتى بالتمثال النصفى لوجهها المصور والمنحوت على قطعة من الحجر الجيرى فى واحدة من أروع القطع الفنية من العصر القديم وهو أشهر رسم للملكة نفرتيتى، وقد عثر عليه عالم المصريات الألمانى (لودفيگ بورشاردت) فى 6 ديسمبر 1912بورشة النحات تحتمس فى مدينة أخت اتون المهجورة (تل العمارنة اليوم)، والذى عاش. عام 1350 قبل الميلاد، ويعتقد أنه النحّات الرسمى لبلاط الفرعون أخناتون فى الفترة اللاحقة من حكمه. هرب عالم المصريات الألمانى بورشاردت التمثال إلى منزله فى حى الزمالك بالقاهرة، ومن هناك هربه إلى ألمانيا مخفيًا ضمن قطع فخار محطمة غير ذات قيمة، مرسلة إلى برلين للترميم. طالبت السلطات المصرية بعودة التمثال إلى مصر، بعد إزاحة الستار رسميًا عن التمثال فى برلين فى عام 1924 بعد أن تبين أن عالم الآثار الألمانى قد هربه بطريقة غير قانونية مخالفا الاتفاق الذى تم مع الحكومة المصرية، لكن ألمانيا رفضت.. وفى عام 1933، طالب هيرمان جورينج وزير سلاح الجو النازى بإعادة التمثال للملك فؤاد الأول كمبادرة سياسية. عارض هتلر الفكرة، وقال للحكومة المصرية، أنه سيبنى متحفًا مصريًا جديدًا لنفرتيتى.والتمثال موجود حاليًا فى متحف نيوس ببرلين، وبلغت قيمة التأمين على تمثال الملكة نفرتيتى 390 مليون دولار أمريكى، ويعتبر هذا التمثال من أكثر الأعمال المصرية القديمة التى تم نسخها.. يشتهر تمثال نفرتيتى بتجسيده لفهم المصريين القدماء للنسب الحقيقية للوجه.. ويوجد تمثال آخر لرأس نفرتيتى بالمتحف المصرى من الكوارتزيت الأحمر والمزين بلمسات من المداد وهو لا يقل فى دقة الصنع عن الرأس الموجودة ببرلين ولكنه أقل شهرة.. بعد العام الثانى عشر لحكم أخناتون اختفت نفرتيتى ولم يوجد أى ذكر لها ويعتقد أنها توفيت ودفنت فى مقبرة بأخت أتون ويعتقد أيضا أن توت عنخ آمون نقل مومياءها مع مومياء والده أخناتون .ومن غير المعروف حتى الآن هل هناك مومياء للملكة نفرتيتى أم لا، ففى القرن التاسع عشر، عثر عالم الآثار الفرنسى فيكتور لوريت، على ثلاث مومياوات، واحدة لرجل واثنين لنساء، فى الغرفة السرية لقبر أخناتون.، ومؤخرًا راود العلماء بعض الشكوك بأن إحدى هاتين المومياواتين هى نفرتيتى. ففى عام 2002، أعلنت الباحثة البريطانية جوان فليتشر من جامعة نيويورك وهى خبيرة فى المومياوات أن رفات المومياء الشابة تعود للملكة نفرتيتي، ولكن هذا الادعاء أصبح محط جدال متنازع عليه لاحقًا من قبل السلطات المصرية حتى الآن. أصبحت نفرتيتى شخصية أيقونية فى الثقافة الشعبية. ومن ألقاب نفرتيتى الملكية الزوجة الملكية العظيمة، وتعتبر ثانى أكثر «ملكات» مصر القديمة شهرة فى الغرب وأصبح تمثال الملكة نفرتيتى واحدا من أكثر القطع الفنية إثارة للإعجاب، وبمثابة نجمة فى سماء متاحف برلين، كما اعتبر رمزًا للجمال.