الخميس 3 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بريد روزا

اعتبارات وتضحيات إنسانية

أنا سيدى الفاضل زوجة أبلغ من العمر ٢٧ عامًا، حاصلة على مؤهل متوسط، وأعيش بإحدى مدن الصعيد، تزوجت منذ ١٠ سنوات من ابن قريتنا وصديق عمر شقيقى، زوجى يدير تجارة والده، حارب من أجلى رغم رفض أهله كثيرًا، وبشكل قاطع لعلاقتنا، وتفضيلهم ابنة عمه علىَّ، وسعى الأخيرة للانتقام وضرب استقرارى بكل الطرق، إلا أن الله وفقنا وتزوجنا ورزقنا بخمسة أطفال ذكور، تعيننى حماتى على تربيتهم بمساعدة ابنتها الوحيدة،، دخلت بيتهم وكل همى إثبات أننى جديرة بثقتهم، وأولى بدعمهم، قدمت أقصى طاقتى من إخلاص وحب وعطاء - لكننى لا أعرف ما الذى حدث بعد ولادة طفلى الخامس، الذى أصبح نقطة تحول، وسبب غير مباشر فى انقلاب حالى، بالاشتراك مع شقيقة زوجى المطلقة وغير المتعلمة، كانت تصارع الموت بسبب حدوث انفجار برحمها، ووفاة جنينها الوحيد من عملية حقن مجهرى، ولم تكن تعلم بحدوث تعفن خطير، جراء معاناتها من مضاعفات وإعياء شديد، ليقرر الأطباء استئصال الرحم فى النهاية، وبالتالى فقدانها فرص الإنجاب للأبد،، وبكل تأكيد الكل تأثر لأجلها وتعاطف معها، وأنا أولهم - خاصة بعد توالى الابتلاءات عليها، وصولًا لقرار زوجها الانسحاب من حياتها بالطلاق، مما أصاب المسكينة بضائقة نفسية محبطة، لم أقف مكتوفة الأيدي- وبذلت مجهودا كبيرا لإعادتها إلى الحياة، وبث ثقتها فى نفسها من جديد، ورفع معنوياتها لعنان السماء، والحمد لله نجحت فى ذلك بشكل لا يصدق، وهذا زاد من حب واحترام زوجى ومكافأته لى بالسفر لأداء العمرة، كذلك أصبحت شقيقة زوجى أكثر من أخت وصديقة، تفعل كل شيء لإسعادى وارتبطت بابنى الصغير وهو تعلق بها، وأصبح يبيت عندها فى شقتها بعد فطامه، كل هذا وأنا ألتمس لها العذر وأقدر ظروفها - إلا أننى لاحظت طفلى يعتبرها أمه وليست أنا، مما جعلنى أرفض ذهابه للنوم معها بشقتها، حتى اشتكت لشقيقها، وكأن الأمر أصبح حقا مكتسبا بالنسبة لها، مما عرضنى لصدام مباشر مع زوجى، أخبرته بأنها تستطيع تبنى طفل من أى ملجأ، فتعدى عليَّ بالضرب، واصطحبنى من يدى وسلمنى لبيت أهلى، وقال لوالدى: «بنتك عندك لما تعرف تربيها على احترام ظروف اختى أبقى أرجعها»، وأنا مشكلتى أستاذ أحمد تتلخص فى حيرتى الشديدة، بين تصميم والدى على طلاقى من زوجي، لأنه يخشى من تأزم الموقف أكثر بينى وبين شقيقة زوجى وأهله، وربما تعرضى للانتقام من أحدهم، وكذلك خوفه من محاولات ابنة عمه التى استغلت الموقف وبدأت فى تسخير السحر الأسود لتدميرى، وربما موتى كما تعتقد والدتى،، من جهه أخرى هل يرضى الله أن ينسانى طفلى الصغير ويتعلق بعمته، ويعتبرها والدته وأنا على قيد الحياة.. لا أعرف حقًا هل عودتى لبيت زوجى من أجل تربية ابنائى والموافقة على القهر الذى ينتظرنى لرضوخي، وموافقتى على معاملتهم الظالمة، أم يجب الموافقة على رغبة والدى فى طلاقى، والتنازل عن ابنائى لزوجي، وبدء حياة جديدة آمنة مع رجل آخر، خاصة أن سنى لازال صغيرًا، فبماذا تنصحنى!؟ 



إمضاء ن. ى

 

عزيزتى ن. ى تحية طيبة وبعد... 

إذا نظرنا لعلاقتك بزوجك، سنجد أنها تأسست على عدة أسباب، منها نشأتكما بقرية واحدة، والصداقة المتينة بينه وبين شقيقك، وكذلك تمسكه بالزواج منكِ، رغم تفضيل أهله لابنة عمه، وهى مجتمعة، ولدت مبررًا قويًا لعطائك واندماجك سريعًا، وإرادتك فى الاستحواذ على ثقة الجميع وإثبات جدارتك بها،، وهذا أمر رائع بكل تأكيد - لكن الأروع هو استمرار تلك الروح الجميلة وسيادتها، دون تعكير أو تنكيل، لأن بعض الروابط التى تمتاز بالحميمية الاجتماعية مثل الزواج، من غير المستحب على الإطلاق، تغيير اتجاهاتها وردود أفعال أصحابها فجأة، وإن حدث ذلك - يجب أن يكون فى أضيق الحدود، وبطريقة مُرضية،، فقط عندما يشعر أحد الطرفين بظلم أو ضغط لا يجدى معه صبرا.. وأنتِ اعترضتِ بقسوة معنوية مبالغ فيها، أمام زوجك، على ارتباط صغيركم بعمته، ثم طرحتى عليه حلولًا رغم منطقيتها بالنسبة للبعض، إلا أنها تظل بعيدة عن الحدوث، مثل تبنى شقيقة زوجك لطفل - وذلك سيذهب تأويله فى اتجاه محاولة إبعادك لها عن حياتكم، وربما هذا ما دفع الرجل لتصرفه الخاطيء وغير المقبول، بضربك وإعادتك لبيت أهلك.. وأنا كنت أتمنى أن تفكرى فى الأمر بشكل إيجابى لا يفتقد لضبط النفس، وتقدير فقدان شقيقته لنعمة الإنجاب بلا رجعة، ثم طلاقها من زوجها، وكلها تداعيات مربكة لنفسيتها، واعتبارات تستحق الاحتواء، وتقديم بعض التنازلات الإنسانية، بتركها تطلق العنان لفطرة الاستمتاع بحنين الأمومة، مع طفل لايزال فى المهد، عندما يكبر سيكون بمقدوره التفريق بين والدته التى أنجبته وربته، وبين عمته التى جاهدت لمساعدة أمه فى رعايته،،، لذا اطالبك بضرورة تصفية الأجواء مع زوجك، الذى قدركِ باختيارك زوجة له دون غيرك، وترتيبه لأدائك العمرة جزاءً لإخلاصك، وعطائك الذى لا ينقطع داخل بيته ومع أهله،، أدعوكِ لشرح كل تلك الأسباب لوالدك، وإبداء رغبتك فى العودة لبيتك وحضن أبنائك، بعد اجتماعه مع زوجك وشرح طبيعة الخلاف بينكما، والتأكيد على استعدادك تقبل ظروف شقيقته وتفهمها، والتصرف بمرونة معها مستقبلًا، كل هذا لن يقلل من كرامتك، بل سيزيد من ثقة واحترام الجميع، وأولهم شريك حياتك ووالد أبنائك، ليفعل ما باستطاعته لاسعادك ونيل رضاكِ، من جهة أخرى لا تدعى التفكير فى ابنه عمه يسيطر عليكِ، وإمكانية تسببها فى إحداث ضرر وشيك، بسبب ممارستها للسحر الأسود كما أشرتِ، تكفيكِ قراءة القرآن  وتحميكِ، هى الحصن الحصين، ركزى فقط فى إعادة المياة إلى مجاريها وعيشى حياتك واثقة وموثوقة كما عهدك الجميع، وانتظرى المزيد من التوفيق والسداد من الله، على صبرك وشكرك لنعمته. 

دمتِ سعيدة وموفقة دائمًا ن. ى