الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التسويق بين التنبيه والاختلاق

التسويق بين التنبيه والاختلاق

يعرف التسويق على أنه علم تحليل الأسواق وفهم احتياجات المستخدمين فهما جيدا بما يضمن توجيه الحملات التسويقية إلى الفئات المستهدفة لتحقيق أعلى نسب مبيعات ممكنة أخذا فى الاعتبار وجود منافسين آخرين يعملون على نفس الفئات من العملاء بمنتجات أو خدمات منافسة.



هل يبدو التعريف السابق مثاليا؟ فى الواقع هو كذلك وينبغى على التسويق أن يظل كذلك، فلا معنى للخداع ولا جدوى منه، تخيل أن تقوم شركة ما بعمل حيل وخدع تسويقية ليقوم العملاء بشراء منتج أو الحصول على خدمة لا يحتاجونها ثم بعد أن يقوموا بذلك يكتشفون ما حدث، هل هذا لن يضر بسمعة الشركة وربما يؤدى إلى إحجام العملاء أو على الأقل انخفاض مبيعاتها حتى فى حالة حاجة العملاء لمنتجاتها فى مقابل شركة أو شركات أخرى تحترم عملاءها حيث يشعرون بأن الشركة معهم وتساعدهم وليست ضدهم أو ترغب فى بيع المنتج والحصول على أرباح بدون النظر إلى أى معايير أخرى أو أى احتياجات حقيقية لدى العملاء.

من المهم أحيانا أن يقوم المسوقون بتنبيه العملاء إلى أن لديهم حاجة للحصول على المنتج حاجة دفينة لم يستطيعوا اكتشافها، فى هذه الحالة فإن التسويق يقوم بدور تنبيهى مهم حيث يخبرك عزيزى العميل بأن نمط حياتك أو نمط استخدامك لمنتج ما لا يلبى احتياجاتك مثلما تعتقد ومن ثم فإن المنتج الجديد سيفعل ذلك.

أما أسوأ أنواع التسويق والذى لا أراه أخلاقيا على الإطلاق هو أن يقوم المسوقون بخلق احتياج وهمى وغير حقيقى لدى العملاء ثم يبدأون فى بث حملات لتسويق منتج خاص بهم لتلبية هذا الاحتياج الوهمى والمختلق، يحدث هذا بصورة ضاغطة ومكثفة تصيب العملاء بالتوتر والانهيار حيث يصل بهم الاعتقاد إلى أن حياتهم لن تستقيم بدون الحصول على هذا المنتج.

من أحد أساليب التسويق غير الأخلاقية أيضا هو اللعب على المشاعر والغرائز الإنسانية للترويج للمنتجات أو الخدمات، فساعة اليد الأصل فيها هو معرفة الوقت وليس للتباهى بماركتها أو غلو سعرها أو قطع الذهب أو فصوص الألماس الموجودة بها.

هذا التداخل بين المنتجات وأغراضها لم يتقصر على المظهر الخارجى فقط بل وصل أيضا إلى الملابس الداخلية حيث ابتعدت عن غرضها الأساسى وأصبح التمييز بينها فى الألوان والأشكال والرسومات الموجودة عليها على الرغم من أنها لا ترى النور إلا قليلا.

الحل ببساطة هو العودة إلى الهدف والغرض الرئيسيين من المنتج أو السلعة والتأكد من أن هذا الغرض يلبى حاجة أساسية ومصيرية وإلا فإن حملات التسويق ستستمر فى توجيه لكماتها إلى المستخدمين بلا هوادة أو رحمة.