ثورة تكنولوجية فى «الإنتاج الحربى»

تشهد السنوات الأخيرة تطورًا هائلًا فى التكنولوجيات الرقمية وأساليب التكامل فيما بينها من ناحية، وبين الآلة من ناحية أخرى، ما أدى لخلق فرص واسعة لتحقيق تحول رقمى شامل فى الأصول المادية والعمليات الصناعية والخدمات وجميع الأنظمة المرتبطة بها وهو ما يُعرف باسم الثورة الصناعية الرابعة.

وتعد وزارة الإنتاج الحربى واحدة من أبرز الصروح الصناعية الوطنية التى سعت إلى الاستعانة بتطبيقات الذكاء الاصطناعى لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للوزارة، التى منها تحسين تعزيز الكفاءة فى العمليات الإنتاجية والتشغيلية بشركاتها التابعة وتحسين إدارة مواردها وزيادة قدراتها التنافسية فى مجالات التصنيع المختلفة، خاصة فى ضوء توجيهات القيادة السياسية بالعمل على استيعاب تقنيات الثورة الصناعية الرابعة بمختلف القطاعات الصناعية وتحقيق معدلات عالية للتحول الرقمى للعمليات الإنتاجية والصناعية والخدمات المرتبطة.

من ضمن المنتجات العسكرية التى كشفت وزارة الإنتاج الحربى الستار عنها فى السنوات الأخيرة خلال نسخ معرض مصر الدولى للصناعات العسكرية «إيديكس» هو روبوكات التعامل مع العبوات الناسفة طراز «M-300»، الذى يزن 2800 كجم، وتسجل سرعته القصوى 17.2كم/ساعة، بقدرة 74.2 حصان، بأبعاد 275 فى 185 سم، ومن أهم مواصفات تجهيزات روبوكات M-300 أنه يسجل أقصى مدى تعامل أفقى 2.15 م، وأقصى ارتفاع 3 م.

ويُستخدم الروبوكات «M-300» فى التعامل مع العبوات والشراك الخداعية والأسلاك المدفونة على أجناب الطرق لدعم القوات وتأمين الأرتال المتحركة مع سهولة المناورة، وتعمل وحدة التحكم لمدة 4 ساعات دون الحاجة لإعادة شحن، ويتميز الروبوكات «M-300» بعدة مواصفات تكتيكية، أهمها: السير والعمل فى الأراضى الممهدة والمدقات بسرعة تصل إلى 17.2 كم/ساعة فى الظروف البيئية والجوية المختلفة، ومجهز بـ 6 كاميرات لتحقيق رؤية متكاملة فى جميع الاتجاهات مع إمكانية الرؤية الليلية.

وتلعب وزارة الإنتاج الحربى دورًا رئيسيًا فى الجهود الرامية لتنمية الصناعات الرقمية وتهيئة المناخ لهذه الثورة التكنولوجية الجديدة فى مصر من خلال ترؤسها «لجنة تنمية الصناعات الرقمية» المشكّلة فى ضوء القرار الجمهورى رقم 501 لسنة 2017.

وأصبحت الإنتاج الحربى تقود تحالفًا قوميًا للثورة الصناعية الرابعة ممولًا من أكاديمية البحث العلمى، ويضم هذا التحالف عددًا من الجهات الأكاديمية والبحثية والشركات الصناعية، حيث يهدف التحالف إلى المساهمة فى تهيئة المناخ اللازم للثورة الصناعية الرابعة عن طريق عدة مشروعات استرشادية تم تطبيق بعضها بالإنتاج الحربى لتكون نماذج مرجعية للقطاعات الصناعية التى تستهدف تطبيق الثورة الصناعية الرابعة، بالإضافة إلى تكوين فريق عمل من كوادر الإنتاج الحربى تم تدريبها عمليًا على تطبيق تقنيات الثورة الصناعية الرابعة من خلال المشروعات المستهدفة.

كما تم تنفيذ مشروع إنشاء نموذج لمصنع ذكى فى مركز التميز العلمى والتكنولوجى التابع للوزارة بالتعاون مع الدكتورة هدى المراغى، عميدة كلية الهندسة بجامعة وندسور بكندا، وأستاذ كرسى أبحاث فى نظم التصنيع وأستاذ الصناعة وهندسة نظم التصنيع ومدير مركز أنظمة التصنيع الذكى IMS بجامعة وندسور، والدكتور وجيه المراغى أستاذ هندسة نظم التصنيع ومدير مركز أنظمة التصنيع الذكى بجامعة وندسور، عضوىّ اللجنة الاستشارية لتحالف الثورة الصناعية الرابعة.

وتم تركيب وتسكين جميع مكونات المصنع الذكى الذى تم التركيز فى إنشائه على إنتاج قوالب السيليكون اللازمة لصب المنتجات النهائية ببعض المواد الخام البلاستيكية أو صب نموذج الشمع لأى منتج معدنى مع إمكانية استخدام قوالب صب السيليكون.