البابا تواضروس.. راعى الرُعاة
مايكل عادل
يتمتع قداسة البابا تواضروس الثانى بمحبة جميع أبناء الوطن بفضل مواقفه الوطنية العديدة التى أثبت فيها للعالم كله وحدة نسيج المجتمع المصري، حتى أن جملته الشهيرة «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن» باتت محفورة فى وجدان كل أبناء الوطن، ليؤكد أن سلام البلاد ووحدتها من أهم أهداف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على مدى تاريخها.. ويتميز البابا تواضروس الثانى بالهدوء والوداعة ومحبة الجميع، فضلا عن العلاقات القوية التى تربطه بكل المسئولين والقيادة السياسية، لتكون علاقة الدولة بالكنيسة فى أفضل صورها، وهو ما ظهر بوضوح من خلال زيارات الرئيس عبدالفتاح السيسى للكنيسة وحرصه على تهنئة الأقباط بعيد الميلاد المجيد منذ توليه رئاسة البلاد، فضلا عن تفضله بافتتاح كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة بالتزامن مع افتتاح مسجد «الفتاح العليم» فى مشهد أبهر كل المتابعين من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب حرصه على بناء كنيسة إلى جوار المسجد فى كل المدن الجديدة التى يتم تأسيسها، فى إشارة بالغة الوضوح تعزز مبدأ المواطنة، والإسهام أيضًا فى بناء الجمهورية الجديدة التى تليق بكل المصريين.
ترشحه للبابوية:
تم ترشيحه ليكون خليفة البابا شنودة الثالث هو و 4آخرين، هم: الأنبا رافائيل الأسقف العام، والقمص رافائيل أفامينا، والقمص باخوميوس السرياني، القمص سارافيم السرياني، وفاز بمنصب البابا عن طريق القرعة الهيكلية ليصبح البابا تواضروس الثانى البطريرك الـ118، وذلك فى يوم الأحد الموافق 4 نوفمبر 2012.
وكانت رؤيته لمستقبل الكنيسة منذ اليوم الأول لخدمته هو أنه يجب الاهتمام بفصول التربية الكنسية منذ الصغر، وأن نجعل فصول إعداد الخدام من أولويات العمل فى الكنيسة، فالخدمة هى التى ستصنع نهضة جديدة داخل الكنائس سواء بمصر أو ببلاد المهجر، فضلا عن إقامة قنوات للحوار مع الشباب، واندماج الأقباط داخل المجتمع فى مختلف المجالات.. وتم تجليس البابا تواضروس الثانى بطريركا للكرازة المرقسية فى قداس الأحد 18 نوفمبر2012، برئاسة القائم مقام البطريرك الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، وباشتراك كافة أعضاء المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومشاركة وفود من كل الكنائس فى مصر والعالم.
شخصية وجيه صبحى: ولد قداسة البابا تواضروس الثانى باسم وجيه صبحى باقى سليمان فى مدينة المنصورة يوم 4 نوفمبر1952، لأسرة مكونة منه كأخ لشقيقتين، ووالده كان يعمل مهندس مساحة، وتنقلت الأسرة فى المعيشة ما بين المنصورة وسوهاج ودمنهور.
وتخرج قداسة البابا تواضروس الثانى من كلية الصيدلة جامعة الأسكندرية عام 1975، والتحق بالكلية الإكليريكية وتخرج منها عام1983 ، ثم حصل على زمالة الصحة العالمية بانجلترا 1985، وعمل مديرا لمصنع الأدوية فى دمنهور.
وذهب الدكتور وجيه صبحى إلى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون فى 20 أغسطس 1986، وترهب فى 31 يوليو 1988 باسم الراهب ثيؤدور، وتمت رسامته قسًا فى 23 ديسمبر1989، وانتقل للخدمة بمحافظة البحيرة فى 15 فبراير1990 ، ثم نال درجة الأسقفية فى 15 يونيو 1997 باسم الأنبا تواضروس الأسقف العام بإيبارشية البحيرة مساعدا لنيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، وأصبح مسئولا عن خدمة منطقة كنج مريوط والقطاع الصحراوى، وله العديد من العظات الروحية والكتابات.
مؤلفات البابا تواضروس
ويُعد قداسة البابا تواضروس كاتبًا غزير الإنتاج، حيث تجاوزت مؤلفاته 30 كتابًا، تتنوع موضوعاتها بين التعليم الدينى والتأملات الروحية والفنون الكتابية، ومن أبرز هذه الكتب : “المنجلية القبطية الأرثوذكسية”، “مفتاح العهد الجديد”، “علم الاتصال الإنجيلي”، “هذا إيماني”، “الحياة ثلاثيات”، و”منهج الحب فى الحياة الروحية”.
كما تم إصدار عدة مؤلفات تحت رعاية قداسته، من بينها “تاريخ مدارس الأحد فى مائة عام” و”خبرات الكنيسة القبطية مع جائحة كورونا”..إنجازات عديدة لا حصر لها: ويستمر مشوار العطاء والبذل الذى يقوده قداسة البابا تواضروس الثانى من خلال قواعد المحبة التى أرسى قواعدها مع كافة شركاء الوطن، بل امتد دوره لفتح أبواب الحوار مع كل الكنائس من أجل تعزيز الحوار، فضلا عن تشجيع المشروعات الاجتماعية والتنموية التى تخدم كل أبناء الوطن، واهتمامه كذلك بالتعليم الدينى وتطوير الكليات الإكليريكية، ودعم الأديرة القبطية فى مصر والخارج، إلى جانب متابعته الدقيقة لكل شئون الخدمة بمختلف إيبارشيات الكنيسة.
وحقق قداسة البابا تواضروس الثانى منذ تنصيبه، إنجازات لافتة أثرت بشكل كبير على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وشملت هذه الإنجازات إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع، منها:
عام 2013: تأسيس المركز الإعلامى القبطى ومجلس كنائس مصر، إلى جانب المكتب البابوى للمشروعات، ومكتب السكرتارية للرعاية الاجتماعية واللجنة المجمعية لإدارة الأزمات.
عام 2014: تشكيل لجنة للبعثات التعليمية لدعم التعليم الديني.
عام 2015: إنشاء مركز لوجوس البابوي، وإطلاق قناة “كوجي” أول قناة مسيحية متخصصة للأطفال، وتأسيس المعهد القبطى للتدبير الكنسى والتنمية، وإعادة تنظيم المجلس الإكليريكى بتشكيل ست دوائر للأحوال الشخصية.
عام 2017: تأسيس مكتب لرعاية أسر الشهداء والمصابين.
عام 2018: الاحتفال باليوبيل الذهبى لافتتاح الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وتدشينها من جديد، وكذلك اليوبيل الذهبى لظهور السيدة العذراء بكنيستها فى الزيتون، إلى جانب الاحتفال بمئوية مدارس الأحد وعقد الملتقى العالمى لشباب الكنيسة.
عام 2019: افتتاح المكتبة البابوية المركزية وكاتدرائية ميلاد المسيح.
عام 2020: إنشاء اللجنة البابوية للدراسات العليا، تطوير معهد الدراسات القبطية، وتأسيس الهيئة الإعلامية للكنيسة، وإطلاق قناة COC الرقمية.
عام 2021: تأسيس لجنة التاريخ القبطي، وإطلاق الموقع الرسمى للكنيسة القبطية.
عام 2022 : تدشين الكنائس والتى وصل عددها لنحو 10 كنائس فى إيبارشيات المسكونة داخل وخارج مصر.
قام بسيامة 10 آباء أساقفة جدد وترقية 11 أسقفًا إلى رتبة المطرانية
وأقام باحتفالية كبيرة للصحافة القبطية.
افتتح مؤتمر شباب اوروبا فى نهاية شهر يوليو 2022 وقد حضر أكثر من 700 شاب وشابة من الكنائس القبطية فى أوروبا.
افتتاح المبنى الإدارى الجديد بالمقر البابوى بالقاهرة فى 19 نوفمبر2022، كما تم إطلاق الأبليكيشن الرسمى للكنيسة القبطية الأرثوذوكسية فى 22 فبراير .2022
اشترك فى احتفالات تخريج الكلية العسكرية وكليات الشرطة، واحتفال افطار الأسرة المصرية، وعيد الشرطة، أحتفالية قادرون باختلاف، ومرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد، مؤتمر السلام فى جامعة الدول العربية، واستقبل فى المقر البابوي السيد اندجي دودا رئيس بولندا والسيدة قرينته، واختتم قداسة لبابا هذا العام بصلاة في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية.
عام 2023: رفض الانحرافات الجنسية بكل أنواعها.
الاعتراف بثلاثة أديرة للراهبات داخل مصر ومثلهما بالخارج.
عام 2024: يصلى أول قداس فى المقر الجديد لكنيسة القديسين بـ «مثلث الأمل»
تدشين كنائس عديدة بمختلف الإيبارشيات.