رشاد كامل
ثورة محمود عزمى فى جريدة روزاليوسف!
حرصت السيدة روزاليوسف أن تكشف لقراء الجريدة من حين لآخر عن نجوم الجريدة اليومية، فكانت تقدم من خلال المجلة الأسبوعية المقالات الطريفة عن هؤلاء الكبار.
وكان على رأس هؤلاء الأستاذ محمود عزمى رئيس التحرير فكتبت تقول عنه: الأستاذ محمود عزمى فهو الصحفى الذى تدين له الصحافة المصرية بالكثير من التحسين والابتكار الذى طرأ عليها فى السنوات الأخيرة، وإليه يرجع الفضل الأول فى إعطاء عنصر «الريبورتاج» ما يستحق من الأهمية فإلى سنوات لم يكن للمخبر الصحفى هذه الأهمية التى له اليوم فى عالم الصحافة المصرية، وكانت أخبار الصحف اليومية تقتصر فى أغلبها على أخبار الدواوين وتنقلات كبار الموظفين والأعيان وفلان سافر بقطار الساعة كذا وعلان عاد بقطار الساعة كذا و...
مع السلامة يا من سار مرتحلًا.. عنا وأهلًا وسهلًا بالذى قدما!
فجاء الأستاذ عزمى وقلب هذه الأوضاع رأسًا على عقب، وبعد أن كانت للمقالات وللمطولات المقام الأول وللأخبار المقال الأخير، هذا إذا كان لها مقام بالمرة، جعل من الصحيفة ما يجب أن تكون لأخبارها مكان الصدارة أسوة بصحف الغرب وجرائد العالم المتمدين.
والأستاذ عزمى من خريجى مدرسة الحقوق المصرية وقد تخصص بعد ذلك فى العلوم الاقتصادية والسياسية ودرسها فى أكبر جامعات باريس، اختير مدرسًا فى مدرسة التجارة العليا ثم تركها إلى ميدان العمل الحر واختار الصحافة مهنة له فما لبث أن ظهرت كفاءته ومواهبه وبرز فى الصفوف الأولى فى طليعة الصحفيين المصريين الأكفاء.
له ذلك الأسلوب الصحفى السلس الذى يعد نموذجًا فى بابه للكتابة الصحفية، ذلك الأسلوب المريح الذى يعب فيه القارئ ولا يشبع، والذى يمضى به فى طريق سهل، واضح معبر إلى الغرض المقصود دون أن يكده أو يكلفه جهدًا.
وهو سريع فى كتابته إلى درجة كبيرة وقد يكتب فى الجلسة الواحدة عدة مقالات مختلفة المواضيع متباينة النواحى، فتجيء كلها وافية فى غرضها، تامًا فى ناحيته، مستكملًا لكل نقطة، وكأنما تفرغ لدراسة كل منها وإعداده ساعات بل أيامًا، مع أنه كتبها فى فترة صغيرة بين مشاغله الجمة من استقبال الزائرين ومحادثة التليفون والإشراف على عمله الواسع النطاق المتعدد الجوانب.
وبالاختصار تستطيع أن تقول إن عزمى صحفى من قمة الرأس إلى أخمص القدم أو فى تعبير آخر صحفى 100٪ «مائة فى المائة» ولا يوجد من هذه العينة فى مصر إلا واحد هو الأستاذ عزمى!
وفى مناسبة أخرى كتبت روزاليوسف تقول: الأستاذ عزمى لا يعرف كيف يبدع ويتفنن ويبتكر إلا حين تكون غرفة مكتبه مزدحمة بالزوار وسماعة التليفون مشغولة بالمكالمات والمناقشة حادة بينه وبين محدثه تليفونيًا وبينه وبين زائره بغرفة المكتب فى آن واحد!
ومثال ذلك أنه يمسك السماعة بيده اليسرى ويكتب بيده اليمنى ويقول فى التليفون ! لا يا سيدى مش ممكن» ويقول لمحدثه أبدًا مقدرش! ويكتب ويخط على الصحيفة التى أمامه: ذكرنا ضمن ما ذكرنا فى أخبار أمس أن هناك رأيًا قائلًا بوجوب البحث.. إلخ..
وتكتب روزاليوسف أيضًا عن باقى محررى الجريدة!
وللذكريات بقية!