الجمعة 18 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«إيجبس» منصة للشراكات الاستراتيجية العالمية

صورة أرشيفية لمؤتمر العام الماضى
صورة أرشيفية لمؤتمر العام الماضى

تستعد مصر لإطلاق النسخة الـ 8 من مؤتمر ومعرض مصر الدولى للبترول «إيجبس»، المقرر انعقاده فى فبراير المقبل، إذ تأتى تلك النسخة فى وقت يبحث فيه العالم عن إمدادات آمنة من الطاقة، وضرورة العمل على توفير سبل وطرق مختلفة لتنويع مصادر الطاقة، لذا يجمع المؤتمر بين قادة الطاقة على المستوى العالمى، وخبراء الاستدامة والصحة والسلامة والبيئة، وذلك لاستكشاف كيفية قيام مشغلى النفط والغاز بدمج ممارسات الاستدامة فى نماذج أعمالهم، وأماكن العمل الخاصة بهم ضمانًا لتحقيقهم تأثيرًا إيجابيًا على المستوى العالمى، وعلى موظفيهم، والمجتمعات التى يعملون بها.



فى الفترة الاخيرة قامت مصر بالترويج للمعرض عالميًا، إذ قام المهندس كريم بدوى، وزير البترول والثروة المعدنية، بتسليم رسالة شخصية من الرئيس عبدالفتاح السيسى، تضمنت دعوة رسمية للرئيس القبرصى، لحضور مؤتمر ومعرض مصر الدولى للطاقة «EGYPES»، مؤكدًا أن الموتمر يشهد اهتمامًا متزايدًا من مختلف الشركات العاملة فى مجالات الطاقة والصناعة المختلفة الراغبة فى المشاركة بفعالياته والمعرض المصاحب، مشيرًا إلى أن العمل التعاونى بين وزارتى البترول والكهرباء يزيد مساهمة الطاقات الجديدة والمتجددة فى مزيج الطاقة المصرى إلى 42% بحلول عام 2030.

أما على المستوى الداخلى فقد عقدت اللجنة العليا لمؤتمر ومعرض مصر الدولى للطاقة «إيجبس 2025» اجتماعها الأول منذ شهرين بحضور المهندس كريم بدوى، وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس محمد شيمى، وزير قطاع الأعمال العام، وعدد من قيادات قطاع البترول ورؤساء شركات البترول والغاز والطاقة المصرية والعالمية ومسئولى وممثلى منظمات الطاقة الدولية.

قال الدكتور مهندس أحمد سلطان، رئيس لجنة الطاقة بنقابة مهندسى القاهرة، والباحث فى المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية بوحدة الدراسات الاقتصادية والطاقة: إن النسخة الـ 8 تأتى فى وقت تكافح فيه كبرى شركات الطاقة العالمية من أجل البقاء، وذلك كنتيجة لزعزعة الاقتصاد العالمى والحرب «الروسية ـ الأوكرانية» وحرب العقوبات بين الأطراف المتنازعة فيما يتعلق بملف الطاقة العالمى، التى أدت إلى حدوث خلخلة كبيرة فى أمن الطاقة العالمى، وذلك منذ بدء الحرب «الروسية ـ الأوكرانية» فى فبراير 2022، ومع اقتراب الأزمة الروسية الأوكرانية من عامها الثانى، بالإضافة إلى الحرب على غزة، وتداعيات تلك الحرب وتوسع رقعتها، والتهديدات المستمرة بمسارات والممرات المهمة فى حركة براميل النفط، إلى جانب تداعيات تولى دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية والصراع المتوقع مع دول أوبك بشأن حركة أسعار النفط.

وأضاف: ملف الطاقة تحول إلى أولوية لجميع حكومات العالم، وأصبح من أهم أدوات التصعيد والمساومة السياسية فى الفترة الراهنة، ومرت العديد من دول العالم – ولا تزال - بظروف صعبة وقاسية بسبب الارتفاع الحاد فى مستويات أسعار الطاقة، إذ تعد أزمة الطاقة التى تجتاح العالم، أخطر وأشد أزمة مرت وتمر على العالم منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن.

وأشار سلطان إلى أن عام 2025، يشكل عامًا حاسمًا بالنسبة لقطاع الطاقة العالمى بشكل كامل، وذلك لأن الحرب الروسية الأوكرانية التى اندلعت فى فبراير من عام 2022 أحدثت إرباكًا وتغييرات هيكلية فى الاستثمارات النفطية وقطاع الطاقة بشكل كامل، وجاءت الحرب على غزة وتوترات الشرق الأوسط لتُساهم فى تعقيد المشهد العالمى للطاقة بشكل عام.

وتابع: وتواجه توقعات أسعار النفط فى 2025 العديد من التحديات، فى مقدمتها التوترات الجيوسياسية التى قد تهدد بانقطاع الإمدادات، بالتزامن مع مخاوف من تراجع الطلب عالميًا، وعليه، تواجه أسواق النفط العالمية احتمالية وجود فائض فى العرض فى عام 2025 مع نمو الإنتاج من خارج مجموعة أوبك بلس، ما يزيد التوقعات بشأن مستقبل أسعار النفط خلال العام المقبل 2025، فى ظل مشهد عالمى متغير، ناهيك أعن أن توقعات أسعار النفط فى 2025 تواجه العديد من التحديات، فى مقدمتها التوترات الجيوسياسية التى قد تهدد بانقطاع الإمدادات، بالتزامن مع مخاوف من تراجع الطلب عالميًا، إذ تتداخل التحولات الاقتصادية والتطورات الجيوسياسية التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، منوهًا إلى أن المخاطر الجيوسياسية تخلق حالة من عدم اليقين بشأن الإمدادات النفطية، حيث إن هناك 3 قضايا رئيسة، وهى استمرار توترات الشرق الأوسط، والصراع بين روسيا وأوكرانيا، كذلك فوز دونالد ترمب بالانتخابات الأمريكية الأخيرة، وهو ما قد يشدد العقوبات على إيران وفنزويلا.

وأشار سلطان إلى أن قطاع الطاقة العالمى يواجه العديد من التحديات التى تجعل من أزمة الطاقة التى تعيشها معظم دول العالم، مستمرة لسنوات لن تكون قليلة، وذلك بسبب نقص الاستثمارات فى زيادة معدلات إنتاج النفط والغاز وفى الاستكشافات النفطية، وبالتالى أدى إلى اضمحلال الكثير من مصادر الطاقة الذى سيتسبب بنقص الإمدادات فى العالم فى السنوات المقبلة، وعلى الرغم من إدراك العالم حقيقة أن تراجع الاستثمارات طويلة الأجل فى النفط والغاز زاد من تحديات قطاع الطاقة، فإن ما عمّق الأزمة هو الصراعات الجيوسياسية فى المناطق المنتجة وبالأخص المناطق المحيطة بدول المنبع الرئيسة، بالإضافة إلى التوترات فى ممرات النفط العالمية.

ولفت إلى أن مؤتمر ومعرض إيجبس أصبح بمثابة منصة إقليمية ودولية مهمة تجمع ممثلى الحكومات وصناع القرار ورؤساء شركات البترول العالمية والمستثمرين والممولين، بهدف مناقشة الفرص الاستثمارية المتاحة فى أسواق الطاقة العالمية، حيث سيعقد لأول مرة تحت مسماه الجديد، وهو مؤتمر ومعرض مصر الدولى للطاقة كمنصة أكثر شمولًا تتبنى جميع الموضوعات الخاصة بصناعة الطاقة.

وأكد أهمية النسخة الـ 8 على المستوى الدولى، فمنذ عام 2017 «عام الانطلاق»، ومؤتمر ومعرض مصر الدولى للبترول «إيجبس» يشهد منحنى نمو تصاعديًا ومستمرًا منذ انطلاقه، ما جعله يحتل موقعًا رائدًا على مستوى مصر وإقليم شمال أفريقيا وحوض البحر المتوسط، إذ إن النمو الملحوظ كان نتيجة إتباع الاستراتيجية الطموحة التى طبقتها الدولة لإطلاق مجموعة من الإمكانات بهدف تحقيق أعلى قيمة لقطاع الطاقة، ما يعد دافعًا ومحركًا للتنمية المستدامة فى الدولة.

لذلك، توقع رئيس لجنة الطاقة بنقابة مهندسى القاهرة، أن تشهد النسخة الـ 8 إقبالًا كبيرًا للمشاركة الكبيرة من العديد من الشركات العالمية المعنية بملف الطاقة بمساراتها المختلفة وتحدياتها وحلولها، إذ أدى تحول المؤتمر لمنصة للطاقة إلى زيادة وتحفيز كبرى الشركات فى العالم إلى المشاركة الفعلية والمؤثرة، وبالنظر إلى حجم المشاركة المتوقعة فى النسخة الـ 8 سنجد زيادة نسبة المشاركة الدولية للشركات، بالإضافة إلى زيادة عدد المؤتمرات المصاحبة والمساحة المخصصة للمعرض وعدد المشاركين، حيث من المتوقع وصول إجمالى الحضور إلى نحو 40 ألف مشارك من مختلف دول العالم.

وتوقع رئيس لجنة الطاقة بنقابة مهندسى القاهرة أن يشهد المؤتمر توقيع العديد من الشراكات المهمة فى ملف الغاز الطبيعى وبالأخص بين مصر وقبرص فى ملف التكامل الطاقى، إذ تُعد القاهرة نقطة عبور مهمة للغاز القبرصى إلى دول القارة الأوروبية فى ظل الوضع المتهالك لصناعة الغاز الأوروبية، بما تمتلكه مصر من إمكانات ضخمة ومحطات إسالة استراتيجية فى المنطقة. وأشار إلى أنه من المتوقع تناول العديد من الموضوعات المهمة فى النسخة القادمة من المؤتمر ومن ضمنها سبل زيادة الإنتاج من البترول والغاز وتطويع التكنولوجيات الحديثة فى عمليات البحث والاستكشاف والبحث السيزمى، خاصة باستخدام الذكاء الصناعى وزيادة مشاركة الكيانات العاملة فى الكهرباء والطاقة المتجددة وقطاع الأعمال العام والبيئة فى فعاليات المؤتمر وسبل الاستفادة من الخبرات والتجارب المختلفة، بالإضافة إلى الانتقال الطاقى العادل ودور الغاز الطبيعى كوقود للمرحلة الانتقالية وأهمية الطاقات الخضراء خاصة الهيدروجين، فضلًا عن كفاءة استخدام الطاقة وتنمية الحقول المتقادمة وبرامج التدريب للكوادر الشابة وتنمية مهاراتهم وإعدادهم لمستقبل الطاقة، إلى جانب أوضاع أسواق البترول والطاقة العالمية والتحديات التى تواجه الصناعة واستقرار واستدامة الامدادات وأهمية دور التعاون والشراكة فى مواجهة التحديات وتحقيق الأهداف.

واختتم الباحث فى المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية بوحدة الدراسات الاقتصادية والطاقة، بأن النسخة الـ 8 لها أهمية خاصة فى ظل الديناميكيات الإقليمية المتغيرة التى دفعت الدولة المصرية إلى تعزيز دورها كمركز للطاقة، وذلك من خلال الاكتشافات الغازية التجارية فى المياه المصرية وباحتياطيات اقتصادية كبيرة وواعدة، التى ساهمت فى لعب دور رئيس فى وصول مصر لمرحلة الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى، إلى جانب تعزيز دور مصر كنقطة عبور استراتيجية للغاز فى المنطقة، وذلك لما تتمتع به الدولة المصرية من مقومات ضخمة وبنى تحتية فى صناعة الغاز المسال، مؤكدًا أن النسخة الـ 8 من مؤتمر إيجبس فى ثوبه الجديد، يقدم فرصة واعدة للدولة المصرية لعرض الجهود المصرية كمركز إقليمى لتجارة الطاقة، إذ تأتى فى توقيت حيوى لمناقشة التحديات والفرص الاستراتيجية التى تواجه قطاع الطاقة العالمى.