بسملة.. تتحدى الإعاقة برسومات تدهش العالم

أسوان- محمد عوض سليم
فى قلب صعيد مصر، وتحديدًا من محافظة أسوان، ولدت طفلة تحمل فى داخلها عزيمة تفوق سنوات عمرها، وشغفًا جعلها تتجاوز أصعب المحن.
بسملة محمد فخرى، البالغة من العمر 16 عامًا، والتى استطاعت أن تكتب اسمها بحروف من نور فى سماء الفن والإبداع، متحدية إعاقتها الجسدية لتثبت أن الإرادة تفوق المستحيل.
الطفلة التى ولدت بمرض ضمور الأطراف، والذى تسبب فى شلل أطرافها العلوية، لم تنحنِ للصعوبات بدأت موهبتها بالظهور فى سن مبكرة، حيث اكتشف والداها شغفها بالفن منذ أن كانت فى السادسة من عمرها.
لم تكن الإصابة حاجزًا أمام تحقيق أحلامها، بل كانت دافعًا للتحدي، إذ تمسكت بسملة بالريشة، لا بيديها، بل بفمها، لتبدع لوحات تفوق الخيال.
لوحة «تاج محل»
إحدى أبرز لحظات التميز فى مسيرة بسملة كانت عندما شاركت فى المسابقة الفنية «لمحات من الهند»، التى نظمها مركز مولانا آزاد الثقافى الهندى بالقاهرة.
من بين أكثر من 22 ألف مشارك على مستوى الجمهورية، تمكنت بسملة من رسم لوحة فنية باستخدام فمها تجسد المعلم الهندى الشهير «تاج محل»، وتعكس روح الثقافة الهندية والعلاقات التاريخية بين مصر والهند.
العمل الفنى أبهر الجميع، بمن فيهم رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودى، الذى أشاد بموهبتها الاستثنائية، مما دفع اللواء الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، إلى تكريمها تقديرًا لإنجازها الفنى المميز.
دعم عائلى
فى حديثه عن ابنته، قال والدها، محمد فخرى: «بسملة تمتلك شخصية قوية ومتميزة، فهى لا ترى نفسها معاقة، بل تؤمن بقدرتها على تحقيق كل ما ترغب به». وأشار والدها إلى أن بداية اكتشاف موهبتها كانت عندما أمسكت بالقلم الرصاص بفمها لتبدأ «الشخبطة» على الورق، ومع مرور الوقت، تطورت موهبتها لتتحول إلى رسومات دقيقة بألوان زاهية، تجسد الأمل والجمال.. بسملة لا ترى فى نفسها مجرد فنانة، بل سفيرة للأمل، حيث تؤكد أن دعم والديها وتشجيعهما المستمر لها كانا السبب الرئيس فى تطوير موهبتها.. تقول بسملة: «ثقتى بنفسى وتشجيع أسرتى كانا الوقود الذى أشعل حماسى لتحدى إعاقتى، وأثبت أن الموهبة الحقيقية لا تعترف بالمستحيل».. وتضيف أنها تعتمد بشكل أساسى على فمها فى الإمساك بالريشة أو الأقلام، لتبدع لوحات دقيقة حازت على إعجاب لجان التحكيم فى العديد من المسابقات الفنية، والتى كانت جوائزها نتيجة لموهبتها لا تعاطفًا مع حالتها.