الثلاثاء 1 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف فى حوار خاص لـ«روزاليوسف»: نواجه تيارات فكرية تحاول زرع الفتنة والتفرقة داخل المجتمع

الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف
الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف

عندما تلتقى الدكتور أسامة الأزهرى تشعر بأنك فى حضرة عالم كبير، متبحر فى علوم الشرع والدين، قطع «الأزهرى» من عمره سنوات طويلة يكتب ويؤثق للعلوم الشرعية التي كانت نتاجا علميا غزيرا لعلماء الأمة الإسلامية عبر عدة عصور تاريخية فاصلة فى تاريخ الإسلام.



 

 كانت له وجهة نظر سباقة فى ضرورة «إعادة الاعتبار للعلم الأزهرى» ومناهجه ووسطيته واعتداله، والتذكير بماهية العقل الأزهرى الأصيل ومكوناته الكبرى التي صنعت عشرات الأجيال من العلماء والأفذاذ الذين تعاقبوا لخدمة الدين طوال أكثر من ألف عام.

 

استبشر المصريون بعد أن تولى «الأزهرى» وزارة الأوقاف ولاحظ الجميع ذلك بعد التقارب الفعلى بين أركان المؤسسة الدينية بهدف خدمة الدين والوطن.

 

ملفات ضخمة وشاقة على مكتب وزير الأوقاف منذ أول يوم دخل فيه وزارة الأوقاف.. الدعوة والأئمة والدعاة والواعظات ومساجد الجمهورية والمبادرات التي تطلقها الوزارة إلى جانب العلاقات الدينية والثقافية مع دول العالم فى الشرق والغرب، كانت محور هذا الحوار الذي أجريناه مع وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهرى.

 

العلاقة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء أصبحت أكثر سلاسة

العلاقة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء أصبحت أكثر سلاسة

 

 

■ فى البداية.. حدثنا فضيلتك عن الدور الدعوى لوزارة الأوقاف فى عصر الجمهورية الجديدة؟

 

- وزارة الأوقاف فى عصر الجمهورية الجديدة تقوم بدور دعوى محورى يرتكز على تجديد الخطاب الدينى بما يواكب العصر، مع نشر الفكر الوسطى المعتدل وتعزيز قيم التسامح. نستخدم وسائل الإعلام الحديثة والقوافل الدعوية للوصول إلى جميع فئات المجتمع، خاصة فى المناطق النائية، كما نحرص على تدريب الأئمة والواعظات، والتعاون مع الجهات المختصة، لبناء مجتمع واعٍ يُجسد قيم الإسلام السمحة ويدعم التنمية والاستقرار.

 

■ نتابع نشاطكم ونرى أنكم مهمومون بقضايا عديدة داخل الوزارة، فما أبرز هذه القضايا؟

 

- بالفعل، تواجه وزارة الأوقاف العديد من التحديات التي تتطلب اهتمامًا عاجلًا؛ فمن أهم القضايا التي نعمل على معالجتها قضية صيانة المساجد والمرافق الدعوية القديمة، وتنظيم أمور الوقف المالى والإداري بما يضمن الشفافية والكفاءة، كما نولى اهتمامًا بالغًا لقضايا الأرشفة والترقية التكنولوجية لتحويل أنظمتنا التقليدية إلى أنظمة رقمية حديثة تضمن حفظ التراث وتسهيل المتابعة. هذه الجهود تأتى ضمن رؤية أوسع لتعزيز دور الأوقاف فى خدمة المجتمع، وتحقيق التكامل بين الماضى العريق والحاضر المتجدد، كل هذا فضلًا عن الاهتمام بالقضايا الدينية والدعوية.

 

■ ماذا عن التطور التكنولوجى والأرشفة الذي تقوم به وزارة الأوقاف حاليًا؟

 

- نحن فى وزارة الأوقاف نحرص على مواكبة التطور التكنولوجي؛ فقد أطلقنا عدة مبادرات لتحويل أنظمتنا الإدارية إلى الرقمية، بما فى ذلك مشاريع الأرشفة الالكترونية للمستندات والوثائق التاريخية. هذه الخطوات تهدف إلى تعزيز الشفافية وتحسين كفاءة العمل الإداري، كما تتيح لنا تقديم خدمات أفضل للمواطنين وتيسير متابعة الإجراءات المتعلقة بالأوقاف. نحن نستثمر فى التكنولوجيا الحديثة لضمان استدامة الموارد وتحديث طرق إدارة الأوقاف بما يتناسب مع تحديات العصر.

 

■ ما هى المبادرات المهمة التي تنفذها وزارة الأوقاف على أرض الواقع؟

 

- من المبادرات المهمة التي نفخر بها هى تجربة تشغيل بعض المساجد باستخدام الطاقة الشمسية، مثل مسجد النصر فى محافظة المنيا، والتي تُعد نموذجًا يحتذى به فى الاستدامة البيئية وترشيد استهلاك الطاقة. كما نعمل على إطلاق قوافل دعوية وبرامج إرشادية تشمل الندوات واللقاءات الدينية والورش التدريبية للأئمة والواعظات، وذلك بهدف نشر الفكر الوسطى المعتدل وتوعية المجتمع بالقيم الإسلامية الأصيلة. كل هذه المبادرات تأتى فى إطار رؤيتنا لتعزيز دور الأوقاف فى خدمة الدين والمجتمع، وتأكيد مسؤوليتنا فى دعم التنمية المستدامة على جميع الأصعدة.

 

■ لكم رؤية فى مواجهة الفكر المتطرف والإلحاد، فما هى خطة الوزارة فى هذا الشأن؟

 

- إن مواجهة الفكر المتطرف والإلحاد تتطلب استراتيجية شاملة تجمع بين العمل الدعوى والتربوى والإعلامى، لذلك نعتمد فى وزارة الأوقاف على تعزيز الخطاب الدينى المعتدل من خلال البرامج واللقاءات الدينية التي تُبرز قيم التسامح والوسطية، كما نقوم بتدريب الأئمة والواعظات على أساليب الحوارات الفكرية التي ترد على المنطلقات المتطرفة، نعمل أيضًا على التنسيق مع المؤسسات الأكاديمية والإعلامية لتقديم دراسات وأبحاث تثبت صحة النهج المعتدل، كما نستخدم التقنيات الحديثة لنشر الوعى بالقيم الإسلامية السمحة. هذا التوجه يهدف إلى بناء مجتمع واعٍ قادر على مواجهة الأفكار المتطرفة وتحديات العصر بروح من الحكمة والحوار البناء.

 

■ ما هو دور الأئمة فى القوافل الدعوية خاصة فى المحافظات الحدودية؟

 

- نعتبر الأئمة سفراء الدعوة الحقة فى الميدان، ودورهم فى القوافل الدعوية بالمحافظات الحدودية أساسى لنشر الوعى الدينى الصحيح. يعملون على تقديم رسالة الإسلام الوسطى المعتدلة بطريقة مبسطة ومؤثرة، تُلامس واقع الناس وتلبى احتياجاتهم الروحية والاجتماعية. كما يُسهمون فى بناء جسور التواصل مع المجتمعات المحلية، مما يعزز وحدة الصف الوطني ويسهم فى استقرار الأوضاع عبر تقديم حلول إيمانية للتحديات المعاصرة.

 

■ ما هو المستهدف من تنفيذ الخطة الدعوية لشهر رمضان هذا العام؟

 

- إن خطة الوزارة الدعوية لشهر رمضان تهدف إلى تجديد الروحانيات وتعميق علاقة الفرد بربّه، كما تسعى إلى إحياء قيم الرحمة والتسامح والإحسان التي يتميز بها هذا الشهر المبارك. نحن نعمل على تحفيز الناس على التجمع على الخير والعمل الجماعى، ونؤكد من خلالها على وحدة الوطن وترابط أبنائه، حيث يتحول رمضان إلى فرصة حقيقية لتعزيز قيم المحبة والتآزر الاجتماعى والدينى، ومعالجة عدد من القضابا المجتمعية من خلال حملة رمضانك أجمل.

 

■ هل نحن بالفعل فى معركة مع تيارات فكرية تعادى الدولة المصرية؟

 

- «بلا شك، نواجه تحديات فكرية من بعض التيارات التي تسعى إلى نقض الأسس الحضارية والوطنية التي بُنى عليها وطننا. إلا أننا نرى أن هذه المعركة الفكرية تُعتبر فرصة لتعزيز الخطاب المعتدل والداعى الذي نتمسك به، من خلال التوعية والحوارات البنّاءة التي تُظهر صورة الإسلام الوسطى والسماحة التي تُميزنا. هدفنا هو توحيد الصفوف ونشر القيم التي تحفظ الهوية الوطنية والدينية ضد كل من يحاول زرع الفتنة والتفرقة.

 

الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف مع مدير التحرير خلال الحوار

الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف مع مدير التحرير خلال الحوار

 

■ وماذا عن التصدى الذي تقوم به الأوقاف ضد منصات عدائية تحاول تغيير الهوية المصرية؟ 

 

 - نعمل بكل حزم على مواجهة أى محاولات لتشويه الهوية المصرية التي نبنيها على أسس راسخة من الدين والتاريخ. وزارة الأوقاف تعتمد على استراتيجية شاملة تجمع بين التوعية الدعوية، والتعاون مع المؤسسات الإعلامية والدينية، لتقديم رسالة واضحة تُبرز قيمنا الإسلامية السامية ووحدة وطننا. نحن نسعى جاهدين لردع المنصات العدائية من خلال تقديم محتوى دينى ثقافى يرتكز على الحقيقة والوسطية، مؤكدين بذلك الحفاظ على الهوية المصرية الأصيلة».

 

■ لكم وجهة نظر فى ضرورة تعزيز الوعى ونشر القيم الطيبة بين المصريين والتأكيد على اللحمة الوطنية؟

 

 - تعزيز الوعى الدينى والأخلاقى يُعد من الركائز الأساسية لاستقرار المجتمع وتماسكه. نحن نحرص على أن يكون لخططنا الدعوية أثر مباشر فى رفع مستوى الوعى ونشر القيم الطيبة بين أبناء الوطن، إذ إن هذه القيم هى الأساس الذي يُبنى عليه مستقبل مشرق ومستقر. من خلال برامجنا المتنوعة، نعمل على توعية الناس بأهمية المحبة والتسامح والتعاون، مما يسهم فى تعزيز اللحمة الوطنية وتوحيد الصف الوطني لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق التنمية الشاملة».

 

■ شهدنا تغييرًا إيجابيًا فى العلاقة بين الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء، فهل تسير الأمور بشكل جيد؟ 

 

- نحن نشهد تطورًا ملحوظًا فى آليات التعاون والتنسيق مع الأزهر ودار الإفتاء، حيث أصبح التواصل فيما بيننا أكثر سلاسة وفاعلية. هذا التعاون يسهم فى تقديم رسالة إسلامية موحدة، قائمة على الوسطية والاعتدال، تُعزز من وحدة الصف الوطني وتدعم جهودنا فى خدمة الدين والمجتمع. إننا نعمل معًا على مشاريع وبرامج مشتركة تخدم المصلحة العامة وتضمن وصول الدعوة الصحيحة إلى جميع شرائح المجتمع».

 

 

 

 

■ أنا مهتم شخصيًا بفكرة عودة «كُتّاب القرية».. هل توجد حوافز مادية ومعنوية للأطفال حتى يعود الكتاب إلى عصره الذهبى؟

 

- مبادرة عودة «الكتاتيب» تأتى فى إطار حرص الوزارة على تعزيز دور المسجد فى نشر العلم وتحفيظ القرآن الكريم بأسلوب تربوى سليم، يعيد إحياء إحدى أقدم وأهم المؤسسات التعليمية فى تاريخ الأمة الإسلامية. الكتاتيب لم تكن مجرد أماكن لتحفيظ القرآن، بل كانت مدارس تربوية تُغرس فيها القيم والأخلاق إلى جانب التعليم الدينى، وهو ما تسعى الوزارة إلى إحيائه بأسلوب عصرى يواكب احتياجات المجتمع.

 

الوزارة لا تهدف إلى أن تكون الكتاتيب بديلاً عن المدرسة، بل مكملًا لها، بحيث يحصل الطفل على تعليم متكامل يجمع بين العلوم الدينية والقيم الأخلاقية، إلى جانب التعليم النظامى، ولذلك، يتم تطوير مناهج التحفيظ والتدريس داخل الكتاتيب.

 

كما أن المبادرة لا تقتصر على التحفيظ فقط، بل تسعى إلى أن تكون بيئة تعليمية متكاملة، تقدم للطفل تجربة تربوية تساعده على بناء شخصيته بطريقة متوازنة، وتحصنه من الأفكار المتطرفة، وتغرس فيه قيم التسامح والانتماء. الوزارة تعمل أيضًا على نشر هذه التجربة على نطاق أوسع، بالتعاون مع المؤسسات التعليمية المختلفة، لضمان أن تحقق المبادرة أهدافها فى بناء جيل يحفظ القرآن بفهم ووعي، ويكون قادرًا على استيعاب معانيه وتطبيق قيمه فى حياته اليومية.

 

■ هل قل نشاط الواعظات فى المساجد حاليًا كما يتحدث البعض أم أن دورهن فى تزايد مستمر؟

 

- على العكس، نشهد تزايدًا ملحوظًا فى نشاط الواعظات داخل المساجد وفى مختلف الفعاليات الدينية. وزارة الأوقاف تعمل على تمكين المرأة فى المجال الدعوى من خلال برامج تدريبية وتأهيلية تُبرز دورها الفعّال فى نقل الرسالة الدينية وإثراء الحياة الروحية فى المجتمعات المحلية. هذا التزايد يعكس تقديرنا لدور العنصر النسائى فى نشر القيم الإسلامية السمحة وبناء وعى دينى متجدد».

 

■ هل سيتم تطوير أداء لجان المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية فى الفترة المقبلة؟

 

- بلا شك، نحن نعمل على تطوير أداء لجان المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إذ نرى أن تحسين آليات عملها يعد من أولوياتنا. تتم مراجعة وتحديث أساليب العمل وتوفير دورات تدريبية متخصصة لأعضاء اللجان، إلى جانب تبنى نظم إدارية حديثة تضمن استجابة سريعة وفعّالة للقضايا الدينية والثقافية، هدفنا هو تعزيز كفاءة هذه اللجان لتقديم خدمات إسلامية ترتقى إلى تطلعات الوطن وتدعم الوحدة والنهضة الدينية».

 

 

 

 

■ أرى أن وزير الأوقاف مهتم شخصيًا بالتواصل مع الدول الأفريقية.. ما ضرورة هذا التواصل والهدف منه؟

 

- إنَّ التواصل مع الدول الأفريقية يحمل أهمية استراتيجية بالغة؛ فهو يُعزز من أواصر الأخوة والتعاون الإسلامى على مستوى القارة، ويُتيح لنا تبادل الخبرات فى مجال إدارة الأوقاف والحفاظ على التراث الديني. هذا التواصل يساهم أيضًا فى دعم مساعينا لتعزيز الوحدة الإسلامية، ونشر الفكر الوسطى المعتدل، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الثقافية والدينية التي تخدم مصالح الوطن على المستوى الدولى».

 

■ هيئة الأوقاف المصرية ومشاكلها التي لا تنتهى وتقاطعها مع وزارات أخرى.. فى عهدكم هل توجد حلول جذرية للحفاظ على الوقف؟

 

- ندرك تمامًا التحديات التي تواجه هيئة الأوقاف المصرية، والتي تنجم عن التعقيدات الإدارية والتداخل مع جهات أخرى. لذلك، نعمل على وضع حلول جذرية تشمل إعادة هيكلة الإدارة وتفعيل نظم الرقابة والشفافية القانونية، بالإضافة إلى تحديث الأنظمة التكنولوجية لتيسير المتابعة والإدارة، كما نسعى أيضًا لتعزيز التنسيق المشترك مع الوزارات المعنية لضمان حماية الموارد الوقفية واستدامتها لخدمة الصالح العام».

 

■ هل تشهد مصر فى هذه الفترة بناء وتشييدًا لبيوت الله بفخامة تعود بنا إلى الصروح المعمارية فى أزمنة سابقة؟

 

- بالفعل، نحرص فى وزارة الأوقاف على الحفاظ على التراث المعمارى الإسلامي، وهذا يتجلى فى المشاريع الحالية لبناء وتجديد بيوت الله التي تعكس روعة التصاميم الإسلامية مع دمج التقنيات الحديثة لتوفير خدمات متكاملة للمصلين. هذه المشاريع ليست مجرد مبان فخمة، بل هى صروح روحية تذكرنا بعراقة حضارتنا وتسهم فى تعزيز الهوية الدينية والثقافية للمجتمع».

 

■ وماذا عن الاستمرار فى تطوير وتحديث مساجد آل البيت رضى الله عنهم؟

 

- إنَّ مساجد آل البيت تُعتبر من أهم المعالم الدينية التي تحمل قيمة تاريخية وروحية كبيرة، لذلك نوليها اهتمامًا خاصًا فى خططنا التطويرية. نحن نعمل على ترميمها وتحديثها بما يتوافق مع المعايير الحديثة دون المساس بجوهرها التراثى، مع تعزيز الخدمات المقدمة للمصلين. هذه الجهود تأتى ضمن رؤية شاملة تهدف إلى رفع كفاءة إدارة هذه المساجد وصيانتها لتظل مقصدا لروادها ورمزًا على فخامة التراث»، وأحب أن أؤكد لكم أن الوزارة فى عصر الجمهورية الجديدة أنفقت إلى وقت قريب حوالى ٢٢ مليارا و٢٣٨ مليون جنيه لتجديد وصيانة المساجد على مستوى الجمهورية. 

 

■ تسعى الأوقاف إلى عقد العديد من البروتوكولات مع منظمات دينية دولية.. حدثنا عن ذلك وأهميته لمصر؟

 

- إبرام الاتفاقيات والبروتوكولات مع المنظمات الدينية الدولية يُعد خطوة استراتيجية مهمة لتعزيز الحوار والتعاون فى مجالات إدارة الأوقاف والبرامج الدعوية. هذه الشراكات تتيح لنا تبادل الخبرات وأفضل الممارسات، كما تُعزز من مكانة مصر كمنارة للإسلام الوسطى المعتدل على الساحة الدولية.