
عصام عبد الجواد
أولادنا فى روسيا وأوكرانيا
مفاجأة مفزعة شاهدتها الأسبوع الماضى فى فيديو مصور نشره صحفى أوكرانى أجرى لقاء مع شاب مصرى وقع فى الأسر لدى القوات الأوكرانية على خطوط القتال الأمامية بعدما انخرط فى الجيش الروسى للقتال بعد فترة قصيرة من سفره لدراسة الطب فى روسيا وفصله من الجامعة وحسب روايته المسجلة على شريط فيديو فإنه واجه مشكلات مادية مع عدم قدرته على سداد رسوم الجامعة التى التحق بها قبل أن يفصل ويعرض عليه التجنيد فى الجيش الروسى مقابل العفو عنه بعد إدانته بالحبس مع منحه الجنسية لكنه وقع فى الأسر بعد 4 أيام فقط من الدفع به على الجبهة الأمامية للقتال فى أوكرانيا وعلى ما يبدو أن الأمر أصبح مغريًا لطلابنا الذين يدرسون فى الدولتين خاصة أن البعض منهم يواجه مشكلات مادية فى حين تعرض عليه مميزات مادية ضخمة نظير التجنيد فى أى من الجيشين مع حصوله على جنسية البلد الذى سوف يقاتل من أجله فيصبح الأمر مغريا جيدا لهؤلاء الشباب صغير السن وقليل الخبرة حتى أن الفيديو الذى شاهدته لهذا الشاب كان هناك شاب يقوم بالترجمة من اللغة العربية للغة الروسية للصحفى الروسى الذى كان يجرى الحوار مع الشاب المصرى فتبين بعد ذلك أن المترجم أيضًا مصرى وقع فى أسر الجيش الأوكرانى بعد أن قاتل هو الآخر مع الجيش الروسى والخوف أن تحدث مواجهة بين جندى مصرى فى الجيش الروسى وجندى مصرى فى الجيش الأوكرانى ويقاتل بعضهم بعضا فى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل فإذا علمنا أن هناك ما يقرب من 15 ألف شاب مصرى يدرسون فى روسيا لوحدها وكذلك يوجد عدد مماثل فى أوكرانيا فالأمر أشد خطورة خاصة بعد أن لاحت فى الأفق عملية إنهاء الحرب بين البلدين ووقف القتال الذى سيسمح بعد ذلك بتبادل الأسرى بينهم وأعتقد إذا حدث ذلك فإن هؤلاء المقاتلين الجدد ستكون خطورتهم شديدة إذا ما فكروا بالعودة مرة أخرى إلى البلاد مثلما حدث من قبل مع العائدين من أفغانستان والعائدين من ألبانيا وغيرهم من المقاتلين الذين باعوا أنفسهم للشيطان وأجرموا فى حق أنفسهم وحق وطنهم وباعوا أنفسهم بالمال أو بوعود الحور العين ثم لم يجدوا أمامهم إلا العودة للوطن رغم أن الحقيقة تقول: إن أجهزة الأمن المصرية على دراية تامة لما يحدث وكما فعلت من قبل مع المتطرفين العائدين من الخارج فسوف تعمل أيضا مع هؤلاء خاصة بعد قرار ضرورة الحصول على تصريح أمنى لكل شاب يريد أن يستكمل تعليمه فى روسيا أو أوكرانيا خاصة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 عاما إلى 35 عاما.
لكن الحقيقة أن الأمر الأهم من الأجهزة الأمنية والأجهزة الرقابية التى تعرف عملها جيدا وتراقب كل صغيرة وكبيرة ولا تترك أى شىء للظروف هو موقف أولياء الأمور الذين يتركون أولادهم فى سن خطرة وهى سن العشرينات يذهبون إلى مجتمعات مختلفة تماما عن مجتمعاتنا وفى نفس الوقت هذه الدول بها مشكلات ضخمة وبينها حروب مستمرة فكيف آمن على ابنى على أراضيها فالأمر كله يقع على أولياء الأمور الذين يجب أن يحاسبوا أيضًا خاصة أن مصر بها العديد من الجامعات التى تستوعب كل المستويات والتى أصبحت ملتقى لطلاب المنطقة العربية والإفريقية.
فيجب الحفاظ على أولادنا قبل أن يضيع مستقبلهم ونضيع نحن معهم..
حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا