لا تقلقوا
خبراء: ارتفاع الدولار أمام الجنيه «مؤقت» بسبب انهيار الأسواق الدولية

شهد سعر صرف الدولار الأمريكى، زيادات ملحوظة أمام الجنيه بتعاملات الأسبوع الجارى، ليقترب من مستوى الـ52 جنيهًا للمرة الأولى، جاء ذلك فى أعقاب إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عن حزمة من الرسوم الجمركية التى وجهت لعدد كبير من دول العالم وأحدثت هزة عنيفة بالأسواق المالية.
وتكبدت أسواق الأسهم العالمية، ما يربو على 10 تريليونات جنيه، وهو ما دفع المستثمرين لبيع عدد كبير من الأصول، من بينها الذهب والاستثمارات فى أدوات الدين، من أجل تغطية مراكز مالية انكشفت فى أسواق الأسهم، وذلك ما أكده الخبراء المصرفيون والاقتصاديون.
وقال محمد عبدالعال، الخبير المصرفى، عضو مجلس إدارة البنك العربى: «إن الارتفاع المفاجئ للدولار مقابل الجنيه المصرى، عكس بجدارة آلية مرونة سعر الصرف، للعمل فى ظل أوضاع غير مواتية عالميًا وإقليميًا»، لافتًا إلى أن كل البورصات وأسواق النقد فى العالم تأثرت سلبًا، حيث جاءت صدمة الرسوم الجمركية الأمريكية، بتداعيات وردود أفعال غير متوقعة، واضعة العالم كله على مشارف أزمة مالية عالمية، تفوق فى مخاطرها الأزمات المالية الشهيرة السابقة.
وأضاف عبدالعال: «كلنا لاحظنا أن معظم مؤشراتنا الاقتصادية فى الشهور الأخيرة كانت مستقرة وتتحسن باستمرار، الاحتياطى النقدى صمام الأمان الاستراتيجى ينمو إيجابيًا مسجلاً أرقامًا تاريخية، صافى أصول النقد الأجنبى يسجل فائضا مستمرا على مستوى الجهاز المصرفى، معدل التضخم العام والأساسى ينخفضان بشكل كبير يمهدان لأن تدرس لجنة السياسة النقدية إمكانية بدء التحول إلى التيسير النقد».
وأشار الخبير المصرفى، إلى أنه برغم كل وسائل الدعم السابقة ولأن سعر الصرف لدينا عائم أى يتحدد سعره لحظيًا وفقًا لظروف العرض والطلب، ارتفع الدولار أمام الجنيه، وما حدث فى مصر هو أمر لا يقارن بما حدث فى العالم من اختلالات فى البورصات العالمية، وتغيرات فى أسعار أوقية الذهب وبرميل البترول، والأسهم، وأصبحت الأصول المشهورة بأنها ذات الملاذ الآمن، هى نفسها تبحث عن ملاذ آخر أكثر أمانًا.
واستطرد عبدالعال: «بالطبع كان ذلك سببًا لخروج مبالغ من الأموال الساخنة لدينا، وتلك الأموال التى تأتى بسرعة جريًا وراء الربح، ولكنها تخرج بأسرع مما قدمت عند استشعارها بقدوم خطر ما، مما يؤدى إلى زيادة الضغط على الجنيه».
وذكر الخبير المصرفى، أن صدمة العالم غير مسبوقة، تكاتفت عوامل أربعة تدعمها أولًا رسوم جمركية أمريكية تبادلية بفئات غير متوقعة، وثانيًا رسوم انتقامية من الدول الأخرى تهدد بنشوب حرب تجارية عالمية قد تصل بالعالم إلى حالة من الركود التضخمى الذى يصعب الخروج منه بسهولة وتعم مخاطرة وتداعياته كل دول العالم المتقدم منها أو الناشئ، ثم يأتى العامل الثالث المتمثل فى حزمة التوترات الجيوسياسية المشتعلة فى المنطقة والعالم، ورابعًا يُظلل تلك العوامل حالة عدم اليقين التى نعيشها حاليًا.
وأكد عبدالعال، أنه فى ظل تلك الأوضاع غير المواتية وعدم اليقين يُولد ما يمكن أن يطلق عليه “التسعير النفسى” لسعر الجنيه مقابل الدولار، أسوة بما يحدث فى الدول المماثلة، ويلعب العامل النفسى دورًا كبيرًا حيث يمكن أن تؤدى الشائعات أو الأخبار السلبية والمصالح المتعارضة ومكتنزى الدولار “أباطرة الدولرة”، إلى زيادة الطلب على الدولار، وينخفض سعر الجنيه مقابل الدولار فى سوق الإنتر بنك “السوق الحاضرة، أو فى الأسواق الآجلة.
من جانبه، شدد د. محمد عبدالسلام، الخبير الاقتصادى، على أن ارتفاع الدولار أمام الجنيه أمر مؤقت، لافتًا إلى أنه فى ظل التوترات العالمية، يتوقع أن يقوم الرئيس الأمريكى فى الأيام المقبلة بخفض كبير ومتعمد للدولار، فى إطار سياسته الرامية إلى العودة للتصدير بقوة ودعم القطاعات الصناعية لديه.
ولفت “عبدالسلام”، إلى أن ذلك سيؤدى إلى انخفاض سعر الدولار فى أغلب الأسواق الدولية، كما أنه سيدفع بالمزيد من الأموال للأسواق الناشئة للاستثمار فى الأوراق المالية، وهو ما سيعزز من عودة سعر الصرف للاتزان فى القريب.