«الأرصاد»: الربيع ليس بمنأى عن العواصف.. ولدينا الإمكانيات للتحذير

سمر حسن
قالت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامى بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن الظاهرة التى حدثت فى الإسكندرية ناتجة عن امتداد منخفض جوى فى طبقات الجو العليا، ما أدى إلى تكوُّن سحب رعدية قوية وأمطار غزيرة شملت محافظات الساحل الشمالى.
وأكدت غانم أن الهيئة حذرت مسبقًا من هذه الحالة الجوية فى بيان خاص، مستقل عن البيان اليومى المعتاد، وقد شمل تحذيرات من أمطار رعدية ونشاط رياح مثيرة للرمال والأتربة، خاصة على محافظة الإسكندرية والسواحل الشمالية الغربية وشمال الوجه البحرى. وتم نشر التحذير عبر وسائل الإعلام الرسمية، وصفحات الهيئة على مواقع التواصل الاجتماعى، وكذلك عبر غرفة أزمات مجلس الوزراء والمحافظات المعنية.
وأشارت إلى أن الأمطار كانت مصحوبة برياح هابطة قوية، أدت إلى نشاط غير عادى للرياح على سطح الأرض، وأسهمت درجات حرارة البحر المرتفعة فى زيادة تطور السحب، ما تسبب فى حدوث البرق والرعد وتساقط الثلوج خلال مدة زمنية قصيرة بلغت نحو الساعة ونصف الساعة، وهى ذروة الظاهرة.
ونبّهت غانم إلى أن سرعة الرياح وغزارة الأمطار خلال فترة قصيرة كانتا سببًا مباشرًا فى الخسائر التى تم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعى، ووجهت عدة نصائح للمواطنين للتعامل مع هذه الظواهر، من أهمها متابعة النشرات الجوية والابتعاد عن أعمدة الإنارة واللوحات المعدنية والأشجار والمبانى المتهالكة، وتجنب السير أو ركن السيارات بالقرب منها، والابتعاد عن الأماكن المنخفضة التى قد تشهد تجمعات مائية، بالإضافة إلى القيادة بحذر بسبب تدنى مستوى الرؤية الأفقية.
من جانبه، قال الدكتور أحمد عبدالعال، خبير التغيرات المناخية والرئيس السابق للهيئة العامة للأرصاد الجوية، إن ما حدث فى الإسكندرية يُصنّف ضمن الظواهر التى تحدث عادة فى فصل الربيع، إذ يتميز هذا الفصل بحدوث تقلبات جوية عنيفة لكنها قصيرة المدة، لا تتجاوز عادة 48 ساعة.
وأوضح عبد العال أن الظاهرة لم تقتصر على الإسكندرية، بل امتدت إلى دمياط وطنطا والمنصورة، إلا أن التغطية الإعلامية ركزت على الإسكندرية بحكم مكانتها كعاصمة ثانية للبلاد.
وشدد على أن التغيرات المناخية جعلت مثل هذه الظواهر أكثر حدة وتكرارًا، وأن الهيئة العامة للأرصاد تمتلك أجهزة تكنولوجية حديثة تمكنها من رصد هذه الظواهر مسبقًا، وقد قامت فعلًا بإصدار التحذيرات اللازمة، إلا أن بعض المواطنين لم يأخذوها على محمل الجد. وطالب عبد العال المواطنين بتوخى الحذر، واتباع التعليمات الصادرة من الجهات المختصة، وتجنُّب النزول إلى الأنفاق أو المناطق المنخفضة خلال الأمطار الشديدة، حتى وإن بدا الوضع آمنًا ظاهريًا.
فى السياق ذاته، أكد الدكتور مصطفى محمود إسماعيل، الخبير فى العلوم الجيولوجية، أن السواحل الشمالية الغربية من مصر، مثل الإسكندرية ومطروح والبحيرة، تعرضت لمنخفض جوى تسبب فى رياح شمالية غربية مصحوبة برعد وبرق وتساقط للثلوج، وهو ما يُعد نادرًا فى هذا الوقت من العام.
وأوضح إسماعيل أن فصل الربيع معروف بتقلباته الجوية الحادة، سواء من خلال انخفاض أو ارتفاع مفاجئ فى درجات الحرارة، مشيرًا إلى أن ما حدث فى الإسكندرية هو نتيجة طبيعية لتغير المناخ العالمى، وأنه لا يجب الاستهانة بتحذيرات الهيئة العامة للأرصاد الجوية، التى تعد الجهة الرسمية المختصة فى هذا الشأن.
وختم إسماعيل بالتأكيد على أهمية التوعية المناخية للمواطنين، والتعامل الجاد مع التحذيرات الرسمية لتقليل الخسائر البشرية والمادية، خاصة أن الظواهر الجوية المتطرفة قد تطال أى منطقة فى مصر دون استثناء.