
ابراهيم خليل
حكم المرشد ومؤامرة فصل سيناء عن مصر
على ألسنة الناس فى هذه الأيام العديد من الأسئلة عن ماذا حدث وكيف حدث وماذا يحدث بعد مرور 12 عامًا على ثورة الشروق التى شمسها أنارت كل أرجاء مصر وهو ما يعرف بثورة الثلاثين من يونيو بعد عام قضاه المصريون فى ظلام دامس فى ظل حكم الإخوان أو الجماعة الإرهابية التى تصورت أنها ستبقى فى حكم مصر إلى ما لا نهاية، المفاجأة التى هزت كل أرجاء العالم وأدهشتهم الخروج الحاشد لجموع الشعب المصرى صغيرًا وكبيرًا شبابًا وكبار السن وبهذا الخروج الحاشد للمصريين اهتزت أرجاء الدنيا وكذلك تصورات الكتاب والمفكرين وعلماء الاجتماع مما جرى فى مصر تفجير ثورتين فى غضون 30 شهرًا للمطالبة بالحرية والكرامة وطرد حكم الإخوان والأهم من كل ذلك هو استرداد الهوية المصرية التى أراد حكم الإخوان أن يطمسها ويهيل عليها التراب وملأت أرجاء كل مصر في 30 يونيو الحشود التى احتار الكثيرون فى تحديد عددها الذى بدأ من 4 ملايين مصرى حتى وصل إلى 30 مليون خرجوا مع رموز القوى السياسية فى مظاهرات انطلقت من ساحة متفرقة فى القاهرة ليتجمعوا فى ميدان التحرير بخلاف كل مكان فى أرض مصر امتلأ عن آخره بالمتظاهرين مطالبين بإنهاء حكم المرشد، حتى كبار السن من المصريين لم يتخلفوا عن المشاركة فى الزلزال المدوى من جموع البشر وقفوا فى شرفات منازلهم رافعين أعلام مصر ومنهم من افترش الكثير من المقاعد أمام منازلهم لتوزيع المياه والأعلام المصرية على المتظاهرين، هذه المشاهد التى اكتسى بها وجه مصر المشرق دائمًا والذى لم يتحمل أو يصمت على حكم الإخوان وكان الهتاف المدوى فى هذا اليوم العظيم «ارحل يا مرسى».
أيام مصر الخالدة انطبعت فى ذاكرة كل المصريين بحروف من النور خلدها المصريون فى ذاكرتهم كتابات مفكريهم لأن هذا الشعب شعب محب للحياة وهو تحمل خلال حكم الإخوان ما لا يتحمله بشر.
وجميعًا شربنا حتى الثمالة من أكواب الكذب والادعاء والتفريط فى تراب الوطن باعتبار أن أرض مصر لا تمثل شيئًا، وهذا ما كشفه الوجه القبيح للإخوان بأنها تبحث عن مصالحها فقط حتى لو ضحت بحرق الوطن والشواهد التاريخية تؤكد ذلك «وقتل المصريين، الإسلام هو الوطن وأن عقيدة المسلم هى وطنه وأن الجماعة أهم من الأسرة والدولة لأن الجماعة هى جماعة المسلمين وأبوك وأمك وشقيقك إذ لم يكونوا فى تنظيم الإخوان فما لهم من حقوق، هذا هو كلام سيد قطب فى كتابه معالم فى الطريق وهذا الكتاب هو أحد الكتب التى تتم دراستها فى النهج التربوى لجماعة الإخوان أى أن فكرة الوطنية مرفوضة أصلًا من سيد قطب وكل من يتبع فكر الإخوان، المصيبة الكبرى التى أنقذتنا منها ثورة 30 يونيو فصل سيناء عن مصر وتمكن الجماعات الإرهابية التى أتت من جميع أنحاء العالم لإعلان سيناء إمارة إسلامية تم هذا خلال حكم الإخوان وتدفق الإرهابيون من كل بقاع العالم لهذا الهدف الذى تنبه له الجيش المصرى والقيادة المصرية وقيام ثورة 30 يونيو التى قضت على حلم الإرهاب وإسرائيل وأمريكا لفصل سيناء وإعلانها إقليميًا مستقلًا عن مصر.
والسؤال الذى يطرح نفسه هل أمريكا هى التى طلبت من جماعة الإخوان أن يكون لهم مرشح لرئاسة الجمهورية خصوصًا أن الجماعة المحظورة قد أعلنت بعد ثورة 25 يناير أنها لن يكون لها مرشح رئاسة، الكثير بعد هذه الأحداث التى عاشتها مصر بعد ثورة 25 يناير أدرك خطورة الإخوان وإرهابهم وكيف لعبوا بالعقول والأفئدة حتى تحقق أهدافهم ومساراتهم التى لم ترض عنها السماء ولا الأرض خصوصًا العلاقة المريبة بين الإخوان والتوجه الأمريكى وتلبية كل المطالب التى طالبها الأمريكان فى ذلك الوقت سواء بتجنيس الكثير من الفلسطينيين لإنهاء القضية الفلسطينية والتغاضى عن اقتحام الكثير من الإرهابيين لسيناء والقيام بالعمليات الإرهابية وهو ما أدى لسقوط جماعة الإخوان من وعى المصريين.
وفى هذه الأجواء الإخوانية وبعد مرور 100 يوم من حكم مرسى خرجت المظاهرة الكبرى «مصر مش عزبة» احتجاجًا ورفضًا للإعلان الدستورى الذى أعلنه محمد مرسى فى نهاية 2012 ليكون هو الحاكم الناهى فى كل شئون مصر وتلت هذه المظاهرة الكثير من المظاهرات أمام قصر الاتحادية وتفجرت جميع الأوضاع فى مصر حتى ظهرت حركة تمرد التى جمعت ملايين التوقيعات لرفض حكم المرشد ورحيل مرسى وفى صباح يوم 3/7 تم تكليف رئيس المحكمة الدستورية عدلى منصور بإدارة حكم أمور البلاد لحين تعديل الدستور وإجراء انتخابات رئاسية وتوالت الأحداث وبفضل ثورة 30 يونيو تم القضاء على الإخوان وحلم إسرائيل وأمريكا بفصل سيناء وإعلانها إقليمًا مستقلًا.
شعب مصر يبحث عن الأمل فى كل شيء وكل شىء تمثل فى ثورة 30 يونيو التى كانت وستظل هى البوابة الكبرى لتحقيق كل طموحات الشعب المصرى والمحافظة على الوطن واستقلال القرار المصرى.