
ابراهيم خليل
إعلان الجمهورية الجديدة
ليس بالكلام وحده تموت الفتنة ولا بالنفى وحده يختفى الإرهاب المعروف باسم الإخوان الذين حولوا مصر إلى ساحة قتال مفتوحة، فالمصريون عن حق كانوا خائفين من الفوضى والعنف الذى حاولت جماعة الإرهاب «الإخوان» استخدامه ضد الشعب وآخر شىء يطمئن المصريين هو كلام الإخوان حيث التخويف فى ثياب التطمين.
المصريون قلقون وخائفون مما رأوه فى الشارع من فوضى وبلطجة وما سمعوه ويسمعونه عبر الميكروفونات والشاشات ومما يخشونه أكثر هو الهمس والشائعات وأحاديث السيناريوهات الخطيرة الدائرة فى الكواليس والمجالس الخاصة وأصبح الانفلات والفتنة هاجسا يوميا فى حياة المصريين فى ظل حكم الإخوان وجميع كل فئات الشعب على إسقاط حكم المرشد وجماعته وتمتلئ الشورع والميادين بالمتظاهرين الذين يطالبون بإصرار من القوات المسلحة بضرورة التدخل لإنقاذ البلاد من حكم الإخوان حتى يتوقف ضياع للوطن ما ارتكبه من جرائم غير معتاد عليها الشعب المصرى والسؤال الذى كان على كل لسان فى مصر هو من يطمئن المصريين وما الذى يزيل مخاوفهم ويثبت أقدامهم ويستعيد هويتهم والمحافظة على مفاصل الدولة المصرية، وكل ذلك جرى خلال حكم الإخوان والجواب على سؤال من يطمئن المصريين وينتزع مخاوفهم ويسترجع لهم هويتهم وحياتهم الطبيعية هى المهلة التى أمهلها لهم «الفريق السيسى» فى ذلك الوقت فى 3 يوليو ببيان تاريخى بإمهال الجماعة الإرهابية مهلة 48 ساعة لوضع حد للوضع القائم فى مصر منعا لانفجار الغضب الشعبى وحماية أمن مصر واستقرارها، والغريب والعجيب أن خطاب محمد مرسى الذى كان يشغل فى ذلك الوقت 3 يوليو 2013 منصب رئيس الجمهورية جاء مخيبًا لكل الآمال ومخالفًا لما تم الاتفاق عليه مع قادة القوات المسلحة فى العديد من الاجتماعات اليومية والأسبوعية إضافة إلى ذلك جاء خطابه غير متوافق مع مطالب جموع الشعب ولا يستند إلى أى مسئولية وطنية.
لكن المحاولات المستمرة من جانب جماعة الإخوان وأعوانهم لجر مصر إلى الوراء أصبحت مهمة مستحيلة.
فمن راهن على بقاء الإخوان واستمرارهم تكسرت وانتهت أوهامه على يد المصريين الذين أصروا على إزالة حكم الإخوان ومن زرع الرعب فى قلوب الشعب لم يحصد سوى التهكم والهزيمة القاطعة.
وفى اليوم المشهود 3 يوليو العظيم الذى سيقف أمامه التاريخ طويلا سواء بالإجلال والتحليل واستخلاص العبر والقيم والمبادئ وفك طلاسم هذا الشعب المصرى العريق الذى انتظرت جموعه فى الشوارع والميادين لسماع رؤية وخطاب الفريق عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع فى ذلك الوقت «3 يوليو 2013» معلنًا خارطة طريق المستقبل بحضور ممثلى القوى السياسية والأزهر والكنيسة وبعد اجتماع استمر ساعات لبحث رفض الإخوان الاستجابة لمطالب المصريين برحيل مرسى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، اللافت والمهم أن جيش الشعب أكد فى بيانه العبقرى أن القوات المسلحة استدعت دورها الوطنى وليس دورها السياسى استجابة لنداء الشعب أى أن الجيش المصرى له دوره الوطنى فى حماية الشعب ولا يتدخل فى السياسة وقال البيان التاريخى للجيش المصرى إن القوات المسلحة لم يكن فى مقدورها أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب، وقد استشعرت القوات انطلاقا من رؤيتها الثاقبة أن الشعب الذى يدعوها لنصرته لا يدعوها لسلطة أو حكم إنما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورية وتلك هى الرسالة التى تلقتها القوات المسلحة من كل طوائف مصر ومدنها وقراها وقد استوعبت بدورها هذه الدعوة وفهمت مقصدها وقدرت ضرورتها وكان الأمل على وفاق وطنى يضع خارطة مستقبل ويوفر أسباب الثقة والطمأنينة والاستقرار لهذا الشعب بما يحقق طموحه ورضائه إلا أن خطاب السيد الرئيس «محمد مرسى» قبل إنهاء مهلة 48 ساعة جاء بما لا يلبى ويتوافق مع مطالب جموع الشعب الأمر الذى استوجب من القوات المسلحة على خارطة مستقبل تتضمن خطوات أولية تحقق بناء مجتمع مصرى قوى ومتماسك لا يقصى أحدًا من أبنائه وتياراته وينهى حالة الصراع والانقسام بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وأسند بيان القوات المسلحة لرئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيس جديد وتوالت الأحداث بالانتخابات الرئاسية التى جاءت بالرئيس السيسى رئيسا للجمهورية ويشكل 3 يوليو قبل 12 عامًا مرحلة فاصلة فى عمر ويعتبر هذا التاريخ البداية الحقيقية للجمهورية الجديدة والتجسيد الحقيقى لانتصار الإرادة المصرية والتلاحم بين كل فئات المصريين جيش وشرطة وشعب.
الشعب المصرى شعب يحب الحياة كان يراد له أن يعتاد على ثقافة الموت وما يحتاج إليه المصريون هو من يحل مشاكل الوطن والمواطن.
ومن الوهم القضاء على الفقر الاقتصادى والاجتماعى حين يكون السائد هو الفقر السياسى وهذا ما لم تفهمه ولا ترصده جماعة الإرهاب «الإخوان».